Tuesday, May 6, 2008

عن البنزين والكبريت والساعة الثانية عشر كسندريلا نتحدث

للأسف أريد أن ألحق بمحطة البنزين قبل الساعة الثانية عشر مساءًا لئأخذ بعض البنزين بسعر مخفض ، فلقد علمت أن هناك مشاحنات حدثت بين عمال المحطات والجمهور، فتارة لا يريدون بيعة والأخرى ينتظروا معرفة بأي سعر سيبيعونه؟ والثالثة يريدوا أن يعطوا المواطن البنزين بحد أقصى عشرة لترات ،وماذا يفعلوا عشرة لترات؟؟وكم متر سيسيرون السيارة؟! ، الصراحة إنني لا اعرف نظرًا لكوني لا أملك سيارة شخصية ،ولكني رغم ذلك كنت سأكون مريحة تمامًا لعمال المحطة لو إنني فقط لحقت بهم قبل الساعة الثانية عشر، فسئأخذ العشرة لتر الخاصين بي بلا أي مشاكل أو مساومات ، أجد البعض يتعجب وهو يسألني وماذا كنت سأفعل بهم ؟ ولما أنا متعجلة هكذا على أخذهم طالما لا املك سيارة؟؟

الحقيقة إنني بعد أن عرفت القرارات الجديدة الخاصة بأسعار المحروقات من قائمة بنزين متنوعة 92 و 90 و سولار وغيرها ، فزعت للغاية ، وعندما وجدتني إحدى صديقاتي البريئات –وسأكتفي بأن أقول بريئات ولن أقول مغفلات فلن أصف صديقاتي بهذا حتى لو كانوا منِ منَ هللوا لـ30% علاوة- على هذه الحالة من الغضب والفزع هونت عليّ الأمر وأخبرتني بأن بنزين 80 لم يرتفع سعره كما سمعت ،وقبل أن يهدأ قلبي ويطمئن ، تدخل احدهم ليسخر من جهلنا ويبلغنا أن بنزين 80 هو خامس المستحيلات ويوضع في قائمة واحدة مع العنقاء والغول والخل الوفي ورؤيتنا رئيس جمهورية جديد قبل موتنا ، و انه لا يوجد بنزين 80 يباع في أي مكان لذا لم تكلف الحكومة خاطرها وترفع سعره.. وهنا عاد ذعري مرة أخرى .. لأثير مزيد من الدهشة.. ومع نظرات الجميع المحدقة بي لم أجد مفر من أن أقول شيء كي لا يظنوني أملك سيارة وأخفيها أسفل الفراش أو في دولاب الملابس مثلاً ..

فأخبرتهم بسرعة وأنا أنظر للساعة خوفًا من تصل لثانية عشرة وكأنني سندريلا وأخشى أن ينكشف أمري أمام الأمير ..

ألا تعلموا أن السولار الذي أرتفع سعره هذا هو مصدر الطاقة الأساسي لماكينات الري و لتشغيل أفران الخبز و لعربات النقل؟؟

و معنى هذا أن ارتفاع سعره سيعني على الفور ارتفاع أسعار المحاصيل بكافة أنواعها نظرًا لأنها بتأكيد تحتاج للري والنقل معًا والاثنين يتحكم بهم السولار.

ومعنى هذا أننا سننسى تمامًا رفاهية (العيش الفينو) فالرغيف الذي يشبه أنبوبة القلم الجاف –فلقد أصبح أرفع من أن يشبه القلم الجاف نفسه- بربع جنيه مصري فقط لا غير ، وهو لا يكفي ولا يغني من جوع وطعمه سيء، وإذا أردنا أن نأكل (عيش فينو) حقًا فليس لنا سوى خيار الرغيف (أبو 50 قرش) أو (أبو جنيه) أما الآن ونظرًا أنه سيصبح من السفه الحق أن نجعل نفسنا الأمارة بالسوء تشتهي رغيف خبر فينو من الكماليات سعره سيزيد عن جنيه لو أردناه يصلح للأكل، فلسوف نستغني عنه..

ناهيك طبعًا عن كون العيش البلدي العادي سيصبح مطلب عزيزًا فنقص السولار الذي سيحدث بكل تأكيد -لان التجار الذين تحميهم الحكومة ولن يجدوا من يحاسبهم يجب أن يـُعطشوا السوق للسلعة التي أرتفع ثمنها لذا لن نجد السولار بتأكيد غدًا حتى نشتاق إليه ونقسم بالله ثلاثًا إننا سنتقبله بسعره الجديد ولن نجادل- سيعيد طوابير الخبز التي لم تنتهي تمامًا حتى الآن من الأصل ،ولو حاولنا اللجوء للخبز غير المدعم فسنجد الرغيف قد فاق النصف جنيه سعرًا أيضًا نظرًا لأنه لا سولار أو لأن السولار قد أرتفع سعره..

ومعنى هذا أن كافة السلع والمنتجات ستزيد أسعارها نظرًا لأنها جميعًا يتم نقلها ، والنقل يعتمد على السولار والبنزين و أيضًا أصحاب عربات النقل الآن يفكروا في تجديد تراخيص سيارتهم التي زادت أسعارها أيضًا، وبتأكيد سيزداد سعر النقل نظرًا لكل هذا مما يعني أن سعر السعلة المنقولة أيضًا سيرتفع .

وألا يعلموا أن البنزين الذي سألت عنه لا يسير العربات الخاصة فقط بل يسير التاكسيات والميكروباصات والقطرات والأوتوبيسات ومترو الأنفاق–وإن كانت الحكومة وعدت بأن وسائل النقل العامة الحكومية لن تزيد أسعارها وكلنا نعلم ماذا يعني وعد الحكومة- التوكتوكات نفسها – جمع توك توك- لو كانت تسير بالبنزين ، المهم إننا منذ الصباح لن يعود الذهاب لأي مكان على ارض مصر بنفس سعره أمس، مما يعني أنه من الأفضل أن نضرب من جديد ليس للاعتراض على الحكومة لا قدر الله ولكن توفيرًا لأسعار المواصلات الجديدة.

طبعًا كل هذا فقط ناتج عن رفع سعر المحروقات وحدها،وليس أكثر ، فلن أتكلم عن باقي تراخيص السيارات الملاكي وحتى الموتوسيكلات لم تُرحم ، ولم أتكلم عن السجائر( أهو الشعب يريح صدره شوية والحكومة برضة خايفة علينا نعيا) بل لن أتكلم عن أسعار المدارس الخاصة التي تعني أن أولادكم لن يروها بأعينهم ثانية ، و أن من كان منكم متوسط الدخل ويكافح ويعمل 3 أعمال في اليوم-أعمال من شغل وليس من العمل السفلي ركزوا أرجوكم- لكي يستطيع وضع أطفاله في مدرسة خاصة نصف عمر تحفظ لهم حقهم الطبيعي في عدم التعليم ولكن بكرامة ، قد ضاع للأبد وإنهم سيضطرون أن يزيدوا تكدس المدارس الحكومية ليحظى أولادهم بعدم التعليم أيضًا ولكن بلا كرامة هذه المرة .

ثم أخذتني الجلالة وصحت بهم ..وطبعًا هناك ما لا تعونه ؟؟ أن هذه الارتفاعات في الأسعار هي الارتفاعات التي قررتها الحكومة بنفسها (((فقط))) ومازال هناك الارتفاع الطبيعي الذي يحدث مع كل علاوة والذي يقدره التجار بأنفسهم بما أنهم لا يجدوا من يحاسبهم -ولن يجدوا- ومعنى ذلك أن الارتفاع في الأسعار هذه المرة مضاعف جزء منه بأمر الحكومة ومباركتها والآخر بأمر حفنة من الشعب ..وهكذا يكون تحالف قوى الشعب حقًا..

صمت وتركتهم وكأنه حط على رؤوسهم الطير وكانت صديقتي البريئة في هذا الوقت قد وصلت للطم الخدود وشق الجيوب، و هي تصرخ (أبوس أيديهم ياخدوا العلاوة تاني مش عايزها ، أنا عايزه ألاقي أأكل العيال) ..

نظرت لها في شفقة ثم استدرت لأذهب ورفعت عيني للساعة وصدمت وأنا العن هذا الدرس التعليمي الذي ألقيته على مسامعهم بلا فائدة فلقد وصلت الساعة للثانية عشرة وتخطتها ولم يعد بإمكاني أن أأخذ البنزين بسعره السابق..

أجدكم تسألون ثانية لماذا أريد البنزين منخفض السعر بهذا الإصرار ، الحقيقة أن أمركم عجيب ، هل تريدوني أن أشعل النار في نفسي ببنزين سعر اللتر فيه 275 قرش ؟؟؟!!!!!! والله هذا سفه ، و تطلع لما ليس لنا أن نتطلع له وجحود لنعمة الله وإسراف ..

والآن أصمتوا واتركوني لهمي..

ولكن ألا أجد مع أحدكم عود ثقاب؟؟ ، بتأكيد لن أقرر أن أدخن اليوم، فهل عشت عمري كله لا أدخن لأقرر التدخين بعد ارتفاع سعر السجائر؟؟

أريد الثقاب لأنني تذكرت أن الحكومة أكدت أن أسعار أنابيب البوتاجاز لن ترتفع وأريد أن ألحقها –فأنتم تعرفون وعود الحكومة وكيف تتطاير سريعًا كالبنزين نفسه- و أشعل النار في نفسي بواسطتها فذلك أدعى للتوفير من اجل الورثة.

2 comments:

مواطن مصري said...

انا يوميها
كنت في البنزينة مع صحبي
لقينا زحمة كتير
و زعيق
افتكرنا نقلو توزيع العيش
هتاك
او مثلا فتحو فرن
عيش
جمبهها دخلنا
لقينا النزين ارتفع ثمنو
تراجعنا راكنا العربية و
اخدنا ميكروباظ

دعاء said...

بس ده خيار مره واحده يعني إذا أخذت ميكروباص المره دي طيب بعد ما اسعار الميكروباصات تغلى هتعمل أيه..

والله شكلنا كده هنمشيها عجل .. اوفر برضه لا هيحتاج بنزين ولا سولار