Thursday, June 4, 2009

أوباما.. كلام حلو قوي في التاريخ، ولكن في الواقع لم يبقى سوى المر المعتاد


الصراحة بعد فترة الانقطاع الطويلة هذه كنت انوي العودة بموضوع مطول، و أبدئه بشكر كبير للعزيزة شمس النهار، على سؤالها الدائم عليّ في مرضي، و لكن الأحداث تستفزني لنشر هذه ألتدوينه أولاً، فقط لم استطع منع نفسي من شكر شمس ثم الانطلاق في ألتدوينه، وسأقوم بتوضيح أمور كثيرة بإذن الله في تدوينات تالية..
--------------------------
أولاً طبعًا واضع الخطاب ذكي بالفعل، يلعب على المشاعر الإسلامية في بداية الخطاب..

السلام عليكم في البداية، وكام آية قرانيه، و حديث شكله حلو عن الحضارة الإسلامية و تاريخها ودور المسلمين في العلوم والتقدم.. الخ

كلام حلو، ويعمل على تعبئة النفوس لتقبله و تصقف له.. كل ده جميل وحلو وبيدلل على إن واضعين الخطب عندهم ممتازين اليومين دول..

لكن نيجي للكلام الجدي بقى، أولاً لنتفق إن في النهاية كله كلام، لم نرى أي شيء بعد لنحكم على درجة جدية هذا الحديث..

لذا فكلامي هنا و وجهة نظري في الكلام نفسه.. وليس على أي مواقف (لا اتوقعها أصلاً)

في كام نقطة صغيرة إيجابية في رأيي فقط، وهناك عشرات النقاط التي حرقت دمي بشدة وشعرت إنها السم بالعسل..
هبدأ طبعًا بما حرق دمي..

- تبرير الحرب على أفغانستان والقول بأنها حرب لم يكن هناك خيار بها، وهو شيء غير مقبول مطلقًا، (في حين يقوم بإعطائنا درس أخلاقي عن موقف المقاومين في فلسطين بأن القوه والعنف لم تعيد حق أبدًا)، فما هذا التناقض؟


- ثانيًا حواره عن القضية الفلسطينية كان أسوء ما قاله، أكاد أرى في خطابة، كل نقطة قام مستشاريه بالإشارة لها لتفادي إغضاب إسرائيل، نعم أنا أتفهم انه أمريكي سيتكلم من وجهة نظر أمريكية، ولكن المفترض انه يخاطب العالم الإسلامي و يبدأ بداية جديدة، وهذا ما لم أره مطلقًا في هذه النقطة، في البداية يؤكد أن العلاقة بين أمريكا و إسرائيل لا تنكسر، وهو قول متوقع ومفهوم، ولكن شعرت انه يقولها ليهدئ من خاطر إسرائيل يعني كأنة يقول ( إحنا الاثنين سوا سوا ومستحيل يفرقونا فما تخافوش أنا بضحك عليهم بكلمتين).
* التحدث عن معاناة اليهود وربطها تمامًا بإسرائيل بما فيه من تأكيد سافر على فكرة أن إسرائيل هي الممثل الوحيد لليهود، و كأن الاعتراض على إسرائيل هو إنكار لليهودية و اضطهاد لها.

* أفهم تمامًا إيمانه هو (كأمريكي) بحق إسرائيل في التواجد، ولكن ما علاقة هذا بالتبرير الضعيف المزري الذي ساقه، اليهود اضطهدوا وعانوا واحترقوا، جميل ولكن عذرًا وإحنا مالنا؟؟؟ هل نحن من عذبناهم أو اضطهدناهم أو أحرقناهم؟؟، العكس صحيح نحن الوحيدين الذين عاملناهم جيدًا، وكان جزائنا جزاء سنمار، لذا فما معنى ما قاله؟؟ لقد قام الغرب بكل ذلك في اليهود ثم يرسل لنا الفاتورة، ويأتي سيادته ليبرر هذا بذاك!!

* الحديث عن المحرقة، وتطاوله على كل من ينكرها، موقف به صلف متعمد وكأنه يأتي ليؤكد فكرة المحرقة و رقم الـ6 مليون المبالغ به على أرضنا.

* الحدث السخيف والمتناقض عن كون المقاومة المسلحة أو ال(عنف) كما ساق التعبير، لا توصل لحق، وهو كلام كان ليكون مفهوم لو لم يبرر موقفهم في أفغانستان ولو لم يستهل الخطاب بأن أمريكا دوله قامت عن طريق ثورة على إمبراطورية عظمى، ما هذا التناقض هل ثورة الأمريكان وحروبهم ضد انجلترا لنيل استقلالهم أكثر شرفًا أو أهمية، من حق الفلسطينيين في القتال من اجل أرضهم؟؟ ولماذا أعطى هذا الحق لنفسه وتكلم عنه بفخر وأنكره علينا ما هذا التناقض!!، وهو طبعًا تناقض ناتج عن الرغبة في عدم الضغط على ذيل الإسرائيليين.

* نقطة أخرى هو كونه تكلم وأفااااااااااااض في الحديث عن أهمية الدولتين (فلسطينيه وإسرائيلية)، وعن كون دولة فلسطينيه حق مشروع، ثم شعرت انه تنصل تمامًا من كل شيء، عندما قال أن السلام وهذه الحلول لا يمكن فرضها على الطرفين، والحقيقة أن الكل يعرف من هو الطرف الذي يتكلم عنه حقًا وهو إسرائيل، ببساطة سيادته بهذه الجملة لم يقل أي شيء لقد تنصل من كل كلمة قالها كأنه بهذا قال ( أنا بنصح وإسرائيل تعمل ألي يعجبها أنا مقدرش اضغط عليهم) أُمال حضرتك جاي تعمل إيه يعني؟؟! تقدر تضغط علينا أحنا بس؟؟

- ثالثًا الحديث عن إيران، عندما تكلم عن السلاح النووي كان كلام عام، المفترض أنه رئيس دولة عظمى ولكن نلمس بكل وضوح كونه خائف من مجرد التصريح بأسم إسرائيل عندما تحدث عن خلوة المنطقة من السلاح النووي وخلو العالم بأكمله، ألم يصرح بأسم إيران، لماذا لم يصرح بأسم إسرائيل؟؟؟

- الحديث عن الحريات الدينية كان الأسخف، بل شعرت بالفعل هنا بدس السم في العسل، وهو يتحدث عن مراونه لبنان والأقباط في مصر في سله واحده؟!،-بالمناسبة لست من القائلين بان الامور تمام والدنيا وردي أعرف أن هناك مشاكل ولكن أسلوب حديثه في هذه النقطة لم يروقني أبدًا- أولاً من أعطاه الحق هنا في الحديث عن الشئون الداخلية لدول؟؟ ثانيًا ما المقارنة هنا بين المراونه والاقباط؟؟

- رابعًا حقوق المرآة، مرة أخرى حديث ممجوج عن شئون داخلية وكأنه المقرر الرسمي لكوكب الأرض، وهو حديث لا علاقة له بكونه مصالحة مع العالم الإسلامي، بل منذ منتصف حدثيه في الفقرة الخاصة بالديمقراطية بدأت أشعر بشدة بأنه يحوي نزعة (أنا القائد الملهم لدولة العظمى وجاي أعلمكم أو أربيكم).

ليس معنى كل ما سبق أنه ليس هناك إيجابيات في الخطاب- علشان محدش يضربني ويقول عليا مفترية- هناك ولكني أراها بجانب فداحة السلبيات غير مطمئنه مطلقًا، ولكن على العموم إيجابيات الخطاب:

- الاعتراف الضمني بخطأ حرب العراق (وإن كان غاظني شخصيًا عدم التصريح بذلك)، أليس من حقنا اعتذار أم أن الاعتذارات لناس وناس فقط؟؟؟!

- الجملة التي قالها عن كون أحداث سبتمبر تسبب في ردود فعل خاطئة تخرج عن القيم وحديثه عن التعذيب بهذه الصراحة.

- لهجته في الحديث عن حماس لم تكن اللهجة النارية المعتادة (هذا لا ينكر انه تكلم عن تركها العنف ..الخ) ولكنه تكلم بلهجة مقبولة ومختلفة، وكذلك استخدامه مصطلح مقاومة على وجهة التحديد في هذه الفقرة وليس إرهاب لقد استخدم لفظ resistance وليس terrorism .

- حواره عن الديمقراطية بهذه الطريقة وليس الطريقة الصلفة المعتادة، ورفضه فكرة فرض الديمقراطية بالقوة وهو ما ينافي السياسة الأمريكية السابقة له.


- اعترافه بتدخل أمريكا في إيران لإسقاط حكومة ديمقراطية منتخبة و هو يعني تدبير الانقلاب ضد حكومة مصدق.

هذه هي النقاط التي أعجبتني عامة في الخطاب، ولكنها كلها تصب في نقطة الكلام السهل، اعترافات سابقة، صحيح أن الحكومات الأمريكية السابقة عليه لم تفعلها، ولكن بنظرة واقعية، الأخ قال كلمتين حلوين في الجزء السهل الذي يمكن تحمله.
يعترف بخطئه في العراق، يعترف بتدخل في إيران، يخفف اللهجة قليلاً عن حماس، أما في الأمور الحقيقة التي تعني الكلمة بها موقف، والتي يجب أن تكون المواقف بها واضحة أتى الكلام عائم ومستفز ومنحاز.

بكل بساطة لم اشترى هذا الخطاب و كل الهيصة المتابعة له قبل حدوثه، والكثيرين ظل يقولوا إنني متشائمة وإنني يجب أن انتظر حتى أراه، وها قد رأيته وأيضًا لم اشتريه.

وفي رأيي لن يحدث شيء مطلقًا لا بعد أسابيع ولا شهور يعزز أي ايجابية في هذا الخطاب لأنه لا توجد أي إيجابية قيلت يمكن أن تعزز بمواقف، كل الإيجابيات مجرد كلام عن أمور سابقة حدثت وانتهت، أي كل الإيجابيات كانت كلام حلو فقط، أما المر فهو كما هو لم يمس من قريب أو بعيد.


::تحديث ::

بالمناسبة لم أضف في الإيجابيات حديثه عن وقف الاستيطان و غلق جوانتانامو ولا الانسحاب من العراق، لأن هذا الكلام قديم قاله قبل الخطاب وتعليقي على الإيجابيات والسلبيات داخل الخطاب.. هذا لتوضيح فقط إنني لم أغفل هاتان النقطتان للرجل..

Sunday, April 12, 2009

عن أنقطاعي ..

الحقيقة إن البعض تسائل عن انقطاعي المفاجيء الفترة السابقة..
وانا بجد بشكرهم وخاصة شمس النهار العزيزه
و السبب في هذا الانقطاع هو مشكلة صحية أمر بها حاليًا
فدعواتكم جميعًا..

Tuesday, February 3, 2009

عن معرض الكتاب والندوة

معرض الكتاب..كان دائمًا بالنسبة لي أسبوعان من الحلم تقريبًا..


منذ سنوات وأنا أذهب للمعرض يوميًا، ولكن هذا العام للأسف لم أستطيع أن أتواجد كل يوم، ففضلت أن اتبع نظام المشي على سطر وترك أخر،فأذهب يوم و أتغيب يوم...


لذا فلقد ذهبت لستة أيام حتى الآن للمعرض فقط..


بجوار ذلك فلم يصدر كتابي هذا المعرض ولا رواية والدتي كنت أعتقد أنهم سيلحقوا المطبعة ويصدروا ولكن لم يحدث ذلك..


المعرض ذاته لم يعد كسابق، هناك روحًا ما مفقودة به..


بصراحة منذ تولي ناصر الأنصاري الهيئة و المعرض من سيء إلى أسوء، سواء التنظيم أو السرايات أو الخدمات..


لقد فوجئت أمس أن هناك عارضين لا يعرفون بأن المعرض قد تم مده لـ8 فبراير لم تبلغهم إدارة المعرض أو الهيئة ولم يعرفوا الخبر سوى من الزائرين.


طبعًا أريد أن اعرف من الذكي الذي جعل أهم يوم في المعرض (وهو يوم الجمعة الذي ينتظر الموظفون فرصة الأجازة به للذهاب) ليجعله نصف يوم فقط، ولا يفتح المعرض أبوابه سوى بعد الساعة الثانية ظهرًا..


ناهيكم طبعًا عن الإشاعة المنتشرة بأن المعرض العام القادم سيقام في قاعة المؤتمرات و هي إشاعة لو حدثت فمعنى هذا أنهم يقضون تمامًا على فكرة المعرض..


بعيدًا عن نكهة المعرض المفقودة هذا العام، ولكنه سيظل له رونق خاص لدي..


اقسم السريات على عدد أيام ذهابي، ولي جدول محدد في دخول كل سرايا كي لا يفلت مني أي مكان في طول المعرض وعرضه..


حصلت حتى الآن على مجموعة جيدة من الكتب و مازال هناك بعض الكتب التي أريدها ولم أحصل عليها بعد سأكملها في اليومين القادمين بإذن الله..


بقى الحدث الهام الأخير في المعرض بالنسبة لي وهو ندوة المعرض التي ننظمها سنوياً* (هذا العام في يوم الأربعاء 4-2-2009 بالمقهى الثقافي)، والتي توقفنا سنتين عن تنظيمها، لنعود هذا العام، ولذا فالندوة هذا العام لها شكل مختلف، فمنذ 3 أعوام لم تحضر هذه المجموعة المتميزة من الكتاب للندوة سويًا..


د.أحمد خالد توفيق ، د.نبيل فاروق ، د.تامر إبراهيم، أ.محمد فتحي، أ.محمد سامي،د.محمد سليمان عبد المالك.


الحضور هذا العام تشعب كثيرًا أيضًا فلم يقتصر على أعضاء مجموعتنا فقط، بل تم الإعلان عن الندوة في الـfacebook و في بعض المدونات مما سيجعل نسبة الحضور أكثر و مختلفة عن كل عام كما أتوقع.


أتمنى أن يكون تنظيمنا جيدًا، وأن تخرج الندوة بأفضل صورة بإذن الله..
------------
* الندوة ينظمها منتدى http://www.rewayatnet.net/



Sunday, January 4, 2009

مش لاقيه كلام يتقال

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

ِ
"وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"

صدق الله العظيم

(سورة النساء - الآية 104)

----------------

بدأ الهجوم البري


اللهم انصر غزه و أهل غزة..

Sunday, December 28, 2008

أن نتكلم عن غزه

منذ صباح اليوم وأنا أقنع نفسي بأنه يجب أن أكتب حتى لو كنت مكتئبة، و حتى لو كانت نفسي مسدودة تمامًا ولا أريد أن أنطق بكلمة، فهذا أضعف الإيمان، فلو الكل أصيب بسكتة كتابة وصمت، و حتى التعاطف و المؤازرة والمساندة لهم لن يجدوها ولن نقدمها، بدعوى أننا متأثرين؟؟! فما هو ضرورة وجودنا أصلاً هنا.


الصراحة أن السبب الثاني لعدم رغبتي في الكلام هو ماذا أقول؟؟


فلا يوجد أي كلام يقال:


شجب – إدانة: ليسوا بجديد مطلقًا.


تحسر – لوعة: أخذت أفكر كم مرة منذ بدأت أفهم ما يحدث حولي و عرفت معنى أن تجتاح إسرائيل أرض عربية، شعرت بذلك و ماذا فعل هذا الشعور؟ لا شيء.


صراح واتهام بأن ما يحدث حرام: لقد أصبح ذلك ممل حقًا.


اتهام الحكومات العربية وعلى رأسها حكومة بلدي بالخيانة: كل طفل يسير على أرض عربية يعرف ذلك فما الجديد بأن أكتبه هنا.


القول إنني محرجة من موقف بلادي: نعم أنا محرجة ولكني محرجة أصلاً من إحراجي هذا ولذلك لا أجرؤ أن أقولها.


اتهام ضمير العالم بالنوم وأطالبه بأن يصحو: ضمير العالم مات و الأمل في أن يصحو الأموات قبل القيامة تغفيل، وأنأى بنفسي أن أكون أيضًا مغفلة.


وفي النهاية وجدت الحل..


فكرت بصراحة أن أدخل لأوجه كلمتين محشورين في حلقي و لم يصلح أي حامض أو قلوي بأن يجعلني أبتلعهم، سأوجههم لأكثر من يثيروا ضيقي وغضبي في هذه الأزمة، و العجيب إنها ليست إسرائيل (فهي عدو حقير هذا أقل ما هو متوقع منها وهذا مفهوم وطبيعي) .


ولا الحكومات العربية (وماذا بعد الخيانة؟ إذا كانوا خونه فهل يفيد اللوم في مواقف؟).


و لا حتى فتح وعملائها (هؤلاء فضيحتهم أصبحت أعلى من أن يتكلم عنها أحد).


ولا حماس كما يفعل البعض بتأكيد فهذا ليس وقت لوم حماس بأي حال حتى لو هناك انتقادات موجه لها، هذا وقت التضامن معها وخلفها فقط إلى أن تنتهي هذه الأزمة.


الحقيقة أن الكلمتين لبعض أفراد الشعب الذين ما أن تحدث مثل هذه الضربات، حتى أجدهم يبدءوا في التحليل و إتباع سيناريو محفوظ لا يحيدون عنه:


يكلموك عن كيف أن الفلسطينيين يستحقوا ما يحدث لهم، وإنهم يتقاتلوا سويًا و لا يدافعوا عن أرضهم، ثم يسألك محدثك مستعجب أندافع نحن عن أرضهم؟


ثم يجب أن يمر بك عبر الحوار المعتاد عن ضريبة الدم التي دفعتها مصر للعالم العربي-و يجب أن يلحقوا هذه الكلمة بجملة (ألي ميستهالش)- وأن هذه الضريبة دفعناها وحدنا ولم ينفعنا أحد، وكلهم سعى لمصلحته بينما نحن بقينا حاملين القضية حتى أثقلتنا وأخرتنا و أرجعتنا للخلف.


ثم تبدأ التصايح بأن ننظر للحال الداخلي لمصر و أن الاهتمام بمصر أهم ، وكفانا حماقة في الحديث عن العرب .


ثم تجد المتكلم ينفعل و يتدفق الدم في رأسه ليلاحقك بسرعة (ألم يبيعوا أرضهم لليهود)، ثم تهدأ نبرة صوته قليلاً ليبدأ قليل من مصمصة الشفاه و التحسر وهو يضيف (يا عم ده الفلسطينيين أغنى منا).


وطبعًا طبعًا يجب أن ينهي الفرد من هذا الكاركتر جملته بالجملة المحفوظة (الله يرحمك يا سادات كان راجل، أهم ماسمعوش كلامه لما قالهم يدخلوا معاه في الاتفاقية أهم ما خادوش حاجة لحد دلوقتي).


وربما لو كان يملك مزيد من السادية حكى لك قصة محل الحلاقة التي حكاها احمد زكي في فيلم أيام السادات فأصبحت حُجة لكل من يريد أن يبرهن على صحة ما يقول.


و بالطبع بعد أن أسمع هذه الخطبة العصماء يكون أمامي حل من ثلاثة :


- إما أن أبدا نقاش محكوم عليه بالفشل لأنني اكتشفت بالتجربة أن أمخاخ حافظي هذه العريضة لا تتمتع بأي قابليه للنقاش، فهم يحفظونها عن ظهر قلب ويسمعونها لدى الحاجة بلا أي تفكير .


- أو أنبري في عصبية وصراخ واحتدام موقف وغالبًا خناقة لن تعود علي سوى بمزيد منن ارتفاع الضغط وسيخرج هو سعيد بأن يقول أن الصوت العالي دليل على ضعف الحجة (وكأنه ليس دليل على ارتفاع الضغط).


- أو أن انظر بإزدراء وتعبير وجهي يدلل على القرف، أضع به كل مهارتي لأجيد إظهاره وأقلب شفتي باشمئزاز و أستدير لأغادر دون أي كلمة، لأن ما يقال أقل من أن يستحق أن أرد عليه في ظروف كهذه و الجميع يشاهد جثث عرب ومسلمين تملئ الطرقات ويملكوا البال والمجهود لهذه السفسطة ..


وقد اثبت هذا الحل نجاحه التام..


و لكني بما أنني في حاجة لأن أكتب هنا أي شيء لأقول فقط لأهل غزة أن قلبي معكم ..


فلم أجد أفضل من أتكلم وأوصل هذه الرسالة إلى مستحقيها.


عزيزي القارئ لو كنت من النوعية التي تكلمت عنها في أعلى ، فمن فضلك قدم لي خدمة كبرى.


و أخرس


فإن صمت أفضل هدية تقدمها لهؤلاء الشهداء السابقون واللاحقون.


وعذرًا أهل غزه فليس في مقدوري أن أقدم أنا الأخرى سوى الصمت.

Sunday, November 30, 2008

أندلسيات

لدي ولع كامل بكل ما هو أندلسي ، لا أعلم متى بدأ ولا لماذا ولكني أتتبع كل ما له علاقة بالأندلس ، تاريخ الأندلس، أدبياته ، شعره وشعرائه، الموشحات الأندلسية، حتى المسلسلات التاريخية التي تتكلم عن الأندلس.


فإذا أضفنا إنني مولعة بالتاريخ والشعر -كمتذوقة وليس كاتبه له- إلى الولع الأندلسي ، لكان لتاريخ والشعر الأندلسي الصدارة لدي دائمًا..


ولذلك أحتفظ لدي بملف كامل يحوي العديد من القصائد والموشحات الأندلسية، كما احتفظ ببعض الموشحات المغناة وأجزاء أخرى من الشعر الأندلسي التي وردت في مسلسلات تاريخية تتكلم عن الأندلس كربيع قرطبة وصقر قريش وغيرها..


هذه الأيام تسيطر علي حالة من الاكتئاب الشديد لذا فكرت أن أعيد البحث عن هذا الملف لأقرأ هذه الأبيات وأستمع للموشحات ..


هل هو سحر التاريخ وعبقة، أم صدق المشاعر وجمالها أم هو انعكاس كل ذلك على مشاعري فقط، فكلما سمعت وقرأت هذه الأبيات يجول خيالي في عصور ازدهار و كبرياء، في عصور قوة على كل المستويات الأدبية والثقافية والسياسية والعسكرية والفنية ، إنها عصور تنافي تمامًا كل ما يسبب الاكتئاب في عصرنا هذا.


ولذلك قررت أن أشارك الجميع بعض هذه الأبيات التي احتفظ بها و التسجيلات أيضًا وأغلبها جمعتها من النت..


من الأبيات المفضلة لدي ،أبيات الفقيه الأندلسي "إبن عبد ربه"* صاحب كتاب العقد الفريد.


حلفت بمن رمى
فأصاب قلبي
و قـَلَبه على جمر السكوت
لقد أودى تـَذَكُرُه بقلبي
و لست أشك أن النفس تودي.
أعطيته ما سأل
حكمته لو عدل
وهبته روحي
فلا أدرى به ما فعل
قلبي به في شُغل
لا من لذاك شُغلا.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


يليها قطعه رقيقه "لأبن خفاجة" يتكلم بها عن فكرة حب فتاة يافعة لمن يكبرها سنًا..



قالت أحبك .. قـُلتُ كاذبة
غُري بها من ليس يفتقد.
هذا كلام لست أقبله.
الشيخ ليس يحبه أحد.
سيان قولك ذا ..
وقولك إن الريح نعقدها فتنعقد.
أو أن تقولي أن النار باردة..
أو أن تقولي الماء يتقد.



لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.



أما هذه فليست من الأندلسيات للأمانة إنها للشاعر "جرير" أي إنها من البغداديات لو أردنا الدقة ، ولكن سر إضافتي لها إنها وردت في ربيع قرطبة ملحنه، فاكتسبت لدي نفس التأثير.


لقد كتمت الهوى حتى تهيبني
لا استطيع لهذا الحب كتمان
لا بارك الله في الدنيا
إذا انقطعت أسباب دنياك من أسباب دنياي.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


القطعة القادمة أعود بها للأندلس وهي "لأبن هانئ الأندلسي" و البيت الثاني بها و وصفه تعجبه من قدرته على سحب يده من يدها بعد السلام قمة الرقة، حتى الحب في هذا العصر كان راقي.


عجبت و قد ودعتها كيف لم أمت
و كيف انثنت بعد الوداع يدي معي
فيا مقلتي العبرة عليها اسكبي دمًا
و يا كبدي الحرا عليها تقطعي.


للأمانة لدي الملف الصوتي لها ولكنه تسجيل سيء للغاية لذا لن أضعه كي لا يفسد جودة الكلمات.


هذه تبث بها "ولادة بنت المستكفي" فراق أبن زيدون الذي اختارته هي بإرادتها في البداية ثم فرض عليهما فرضًا بعد أن ترك أبن زيدون قرطبة هاربًا، الأبيات جميلة بالفعل فغالبًا تحمل أبيات ولادة حالة كِبر مستعصية تمنعني من التمتع بشعرها ولكن هذه الأبيات تختلف ولذا أحبها.


أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق سبيلٌ .. فيشكو كلّ صبّ بما لقي.
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا .. أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ.
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة .. لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي.
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي .. وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي.
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلا ً.. بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ.


ولا أستطيع ألا أرفق أبيات "أبن زيدون" في نونيته الشهيرة التي يتكلم بها عن ذات القطيعة وفي رأيي إنها أجمل من أبيات ولادة..


أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا ... وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا.
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا ... حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا.
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، ... حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا.
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا ... أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا.
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا ... بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا.
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ ... وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا.
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، ... فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا.


سأعود لـ"ولادة" مرة ثانيه بقصيدة هي الأجمل لها في رأيي..


ودّع الصبرَ محبّ ودّعك ... ذائع مِن سرّه ما اِستودَعك
يقرع السنّ على أَن لم يكن ... زادَ في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أَخا البدرِ سناء وسنى ... حفظ اللَه زماناً أطلَعك
إن يطُل بعدك ليلي فلكم ... بتّ أشكو قصرَ الليل مَعك.


هناك أبيات "عبد الرحمن الداخل" التي كتبها ليبث حبه للشام حيث عاش طفولته وشبابه قبل أن تنتهي الدولة الأموية ليبدأ العصر العباسي و ينتقل عبد الرحمن للأندلس ولكنه يكتب هذه الأبيات ليبكي على أطلال رصافة دمشق وقد أستخدمها المخرج حاتم علي بروعة في مقدمة مسلسل "صقر قريش".


أيها الراكب الميمم أرضى .. أقرئ من بعضي السلام لبعضي.
إن جسمي كما علمت بأرض .. و فؤادي و مالكية بأرضِ.
قدر البين بيننا فافترقنا .. وطوى البين عن جفوني غمضي.
قد قضى الدهر بالفراق علينا ..فعسى باجتماعنا سوف يقضي.


قبل النهاية سأورد أبيات وردت بـ"ربيع قرطبة" و حتى الآن لا أعلم مصدرها وهل هي حقًا كلمات من "إبن أبي عامر" لـ"صبح البشكنشية" أم لا ولكني أهيم بها حبًا..


أيا لكِ نظرة أودت بقلبي
و غادر سهمها قلبي جريحا
فليت أميرتي جادت بأخرى
فكانت بعض ما ينكأ الجروح
فإما أن يكون بها شفائي
و إما أن أموت فأستريح.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


أخر ما سأورده أبيات أخرى لا أعرف كاتبها وهي مقدمة مسلسل "ربيع قرطبة" هذه المرة ولكنها مبدعة بحق و قمة الرقة والجمال.


من ألف الحب بكى .. من شفه الشوق شكى.
من غاب عنه إلفه .. أو صد عنه، هلك.
يا مالكا عذبني، بجوره .. إن ملك.
رفقا بمملوكك .. لا يحل الظلم لك.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


صراحة كم أتمنى أحيانًا أن املك آلة زمن لأغادر هذا الواقع وأسافر لعصور أخرى بتأكيد سيكون على رأسها عصور ازدهار الأندلس.
-----------------------
* ألف شكر لعمرو على تصحيح الأسم

Tuesday, November 18, 2008

الحكم في قضية وقف تصدير الغاز لإسرائيل و يحيا العدل

للأسف أنا مش في البيت الآن ولا في القاهرة ولا عندي جهاز كومبيوتر وبكتب من على الموبايل سريعًا
ولكني سعيدة للغاية

أستيقظت النهاردة على رسالة من الجايكو بتقول على الحكم القضائي بوقف تصدير الغاز لأسرائيل ودخلت أشوف النت لاقيت الخبر بجد

من شهر يونيو وأنا كنت مهتمه بالقضية دي جدًا وبالخطوة المحترمة ألي أخذها سيادة السفير إبراهيم يسري ونشرتها في المدونة هنا ولكن بصراحة كنت محبطة ومكنش عندي أمل إن هيتحكم في القضية بحكم زي ده.


كنت شايفة إن القضية موقف مشرف إنها تترفع وإن الكل يعرف الموقف الرافض لتصدير الغاز ، ولكن حُكم؟!! أنا مبقتش متفائله بصراحة بأي حاجة.

ولكن النهاردة مش قادرة أوصف مدى سعادتي بالحكم ده

مره أخرى تحية للقضاء العادل

وتحية للسفير إبراهيم يسري

وألف مبروك للجميع على الحكم

و يا رتني كنت في القاهرة وعارفة أتواصل مع الجميع

حيثيات الحكم

هنا