Sunday, December 28, 2008

أن نتكلم عن غزه

منذ صباح اليوم وأنا أقنع نفسي بأنه يجب أن أكتب حتى لو كنت مكتئبة، و حتى لو كانت نفسي مسدودة تمامًا ولا أريد أن أنطق بكلمة، فهذا أضعف الإيمان، فلو الكل أصيب بسكتة كتابة وصمت، و حتى التعاطف و المؤازرة والمساندة لهم لن يجدوها ولن نقدمها، بدعوى أننا متأثرين؟؟! فما هو ضرورة وجودنا أصلاً هنا.


الصراحة أن السبب الثاني لعدم رغبتي في الكلام هو ماذا أقول؟؟


فلا يوجد أي كلام يقال:


شجب – إدانة: ليسوا بجديد مطلقًا.


تحسر – لوعة: أخذت أفكر كم مرة منذ بدأت أفهم ما يحدث حولي و عرفت معنى أن تجتاح إسرائيل أرض عربية، شعرت بذلك و ماذا فعل هذا الشعور؟ لا شيء.


صراح واتهام بأن ما يحدث حرام: لقد أصبح ذلك ممل حقًا.


اتهام الحكومات العربية وعلى رأسها حكومة بلدي بالخيانة: كل طفل يسير على أرض عربية يعرف ذلك فما الجديد بأن أكتبه هنا.


القول إنني محرجة من موقف بلادي: نعم أنا محرجة ولكني محرجة أصلاً من إحراجي هذا ولذلك لا أجرؤ أن أقولها.


اتهام ضمير العالم بالنوم وأطالبه بأن يصحو: ضمير العالم مات و الأمل في أن يصحو الأموات قبل القيامة تغفيل، وأنأى بنفسي أن أكون أيضًا مغفلة.


وفي النهاية وجدت الحل..


فكرت بصراحة أن أدخل لأوجه كلمتين محشورين في حلقي و لم يصلح أي حامض أو قلوي بأن يجعلني أبتلعهم، سأوجههم لأكثر من يثيروا ضيقي وغضبي في هذه الأزمة، و العجيب إنها ليست إسرائيل (فهي عدو حقير هذا أقل ما هو متوقع منها وهذا مفهوم وطبيعي) .


ولا الحكومات العربية (وماذا بعد الخيانة؟ إذا كانوا خونه فهل يفيد اللوم في مواقف؟).


و لا حتى فتح وعملائها (هؤلاء فضيحتهم أصبحت أعلى من أن يتكلم عنها أحد).


ولا حماس كما يفعل البعض بتأكيد فهذا ليس وقت لوم حماس بأي حال حتى لو هناك انتقادات موجه لها، هذا وقت التضامن معها وخلفها فقط إلى أن تنتهي هذه الأزمة.


الحقيقة أن الكلمتين لبعض أفراد الشعب الذين ما أن تحدث مثل هذه الضربات، حتى أجدهم يبدءوا في التحليل و إتباع سيناريو محفوظ لا يحيدون عنه:


يكلموك عن كيف أن الفلسطينيين يستحقوا ما يحدث لهم، وإنهم يتقاتلوا سويًا و لا يدافعوا عن أرضهم، ثم يسألك محدثك مستعجب أندافع نحن عن أرضهم؟


ثم يجب أن يمر بك عبر الحوار المعتاد عن ضريبة الدم التي دفعتها مصر للعالم العربي-و يجب أن يلحقوا هذه الكلمة بجملة (ألي ميستهالش)- وأن هذه الضريبة دفعناها وحدنا ولم ينفعنا أحد، وكلهم سعى لمصلحته بينما نحن بقينا حاملين القضية حتى أثقلتنا وأخرتنا و أرجعتنا للخلف.


ثم تبدأ التصايح بأن ننظر للحال الداخلي لمصر و أن الاهتمام بمصر أهم ، وكفانا حماقة في الحديث عن العرب .


ثم تجد المتكلم ينفعل و يتدفق الدم في رأسه ليلاحقك بسرعة (ألم يبيعوا أرضهم لليهود)، ثم تهدأ نبرة صوته قليلاً ليبدأ قليل من مصمصة الشفاه و التحسر وهو يضيف (يا عم ده الفلسطينيين أغنى منا).


وطبعًا طبعًا يجب أن ينهي الفرد من هذا الكاركتر جملته بالجملة المحفوظة (الله يرحمك يا سادات كان راجل، أهم ماسمعوش كلامه لما قالهم يدخلوا معاه في الاتفاقية أهم ما خادوش حاجة لحد دلوقتي).


وربما لو كان يملك مزيد من السادية حكى لك قصة محل الحلاقة التي حكاها احمد زكي في فيلم أيام السادات فأصبحت حُجة لكل من يريد أن يبرهن على صحة ما يقول.


و بالطبع بعد أن أسمع هذه الخطبة العصماء يكون أمامي حل من ثلاثة :


- إما أن أبدا نقاش محكوم عليه بالفشل لأنني اكتشفت بالتجربة أن أمخاخ حافظي هذه العريضة لا تتمتع بأي قابليه للنقاش، فهم يحفظونها عن ظهر قلب ويسمعونها لدى الحاجة بلا أي تفكير .


- أو أنبري في عصبية وصراخ واحتدام موقف وغالبًا خناقة لن تعود علي سوى بمزيد منن ارتفاع الضغط وسيخرج هو سعيد بأن يقول أن الصوت العالي دليل على ضعف الحجة (وكأنه ليس دليل على ارتفاع الضغط).


- أو أن انظر بإزدراء وتعبير وجهي يدلل على القرف، أضع به كل مهارتي لأجيد إظهاره وأقلب شفتي باشمئزاز و أستدير لأغادر دون أي كلمة، لأن ما يقال أقل من أن يستحق أن أرد عليه في ظروف كهذه و الجميع يشاهد جثث عرب ومسلمين تملئ الطرقات ويملكوا البال والمجهود لهذه السفسطة ..


وقد اثبت هذا الحل نجاحه التام..


و لكني بما أنني في حاجة لأن أكتب هنا أي شيء لأقول فقط لأهل غزة أن قلبي معكم ..


فلم أجد أفضل من أتكلم وأوصل هذه الرسالة إلى مستحقيها.


عزيزي القارئ لو كنت من النوعية التي تكلمت عنها في أعلى ، فمن فضلك قدم لي خدمة كبرى.


و أخرس


فإن صمت أفضل هدية تقدمها لهؤلاء الشهداء السابقون واللاحقون.


وعذرًا أهل غزه فليس في مقدوري أن أقدم أنا الأخرى سوى الصمت.

Sunday, November 30, 2008

أندلسيات

لدي ولع كامل بكل ما هو أندلسي ، لا أعلم متى بدأ ولا لماذا ولكني أتتبع كل ما له علاقة بالأندلس ، تاريخ الأندلس، أدبياته ، شعره وشعرائه، الموشحات الأندلسية، حتى المسلسلات التاريخية التي تتكلم عن الأندلس.


فإذا أضفنا إنني مولعة بالتاريخ والشعر -كمتذوقة وليس كاتبه له- إلى الولع الأندلسي ، لكان لتاريخ والشعر الأندلسي الصدارة لدي دائمًا..


ولذلك أحتفظ لدي بملف كامل يحوي العديد من القصائد والموشحات الأندلسية، كما احتفظ ببعض الموشحات المغناة وأجزاء أخرى من الشعر الأندلسي التي وردت في مسلسلات تاريخية تتكلم عن الأندلس كربيع قرطبة وصقر قريش وغيرها..


هذه الأيام تسيطر علي حالة من الاكتئاب الشديد لذا فكرت أن أعيد البحث عن هذا الملف لأقرأ هذه الأبيات وأستمع للموشحات ..


هل هو سحر التاريخ وعبقة، أم صدق المشاعر وجمالها أم هو انعكاس كل ذلك على مشاعري فقط، فكلما سمعت وقرأت هذه الأبيات يجول خيالي في عصور ازدهار و كبرياء، في عصور قوة على كل المستويات الأدبية والثقافية والسياسية والعسكرية والفنية ، إنها عصور تنافي تمامًا كل ما يسبب الاكتئاب في عصرنا هذا.


ولذلك قررت أن أشارك الجميع بعض هذه الأبيات التي احتفظ بها و التسجيلات أيضًا وأغلبها جمعتها من النت..


من الأبيات المفضلة لدي ،أبيات الفقيه الأندلسي "إبن عبد ربه"* صاحب كتاب العقد الفريد.


حلفت بمن رمى
فأصاب قلبي
و قـَلَبه على جمر السكوت
لقد أودى تـَذَكُرُه بقلبي
و لست أشك أن النفس تودي.
أعطيته ما سأل
حكمته لو عدل
وهبته روحي
فلا أدرى به ما فعل
قلبي به في شُغل
لا من لذاك شُغلا.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


يليها قطعه رقيقه "لأبن خفاجة" يتكلم بها عن فكرة حب فتاة يافعة لمن يكبرها سنًا..



قالت أحبك .. قـُلتُ كاذبة
غُري بها من ليس يفتقد.
هذا كلام لست أقبله.
الشيخ ليس يحبه أحد.
سيان قولك ذا ..
وقولك إن الريح نعقدها فتنعقد.
أو أن تقولي أن النار باردة..
أو أن تقولي الماء يتقد.



لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.



أما هذه فليست من الأندلسيات للأمانة إنها للشاعر "جرير" أي إنها من البغداديات لو أردنا الدقة ، ولكن سر إضافتي لها إنها وردت في ربيع قرطبة ملحنه، فاكتسبت لدي نفس التأثير.


لقد كتمت الهوى حتى تهيبني
لا استطيع لهذا الحب كتمان
لا بارك الله في الدنيا
إذا انقطعت أسباب دنياك من أسباب دنياي.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


القطعة القادمة أعود بها للأندلس وهي "لأبن هانئ الأندلسي" و البيت الثاني بها و وصفه تعجبه من قدرته على سحب يده من يدها بعد السلام قمة الرقة، حتى الحب في هذا العصر كان راقي.


عجبت و قد ودعتها كيف لم أمت
و كيف انثنت بعد الوداع يدي معي
فيا مقلتي العبرة عليها اسكبي دمًا
و يا كبدي الحرا عليها تقطعي.


للأمانة لدي الملف الصوتي لها ولكنه تسجيل سيء للغاية لذا لن أضعه كي لا يفسد جودة الكلمات.


هذه تبث بها "ولادة بنت المستكفي" فراق أبن زيدون الذي اختارته هي بإرادتها في البداية ثم فرض عليهما فرضًا بعد أن ترك أبن زيدون قرطبة هاربًا، الأبيات جميلة بالفعل فغالبًا تحمل أبيات ولادة حالة كِبر مستعصية تمنعني من التمتع بشعرها ولكن هذه الأبيات تختلف ولذا أحبها.


أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق سبيلٌ .. فيشكو كلّ صبّ بما لقي.
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا .. أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ.
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة .. لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي.
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي .. وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي.
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلا ً.. بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ.


ولا أستطيع ألا أرفق أبيات "أبن زيدون" في نونيته الشهيرة التي يتكلم بها عن ذات القطيعة وفي رأيي إنها أجمل من أبيات ولادة..


أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا ... وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا.
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا ... حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا.
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، ... حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا.
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا ... أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا.
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا ... بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا.
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ ... وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا.
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، ... فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا.


سأعود لـ"ولادة" مرة ثانيه بقصيدة هي الأجمل لها في رأيي..


ودّع الصبرَ محبّ ودّعك ... ذائع مِن سرّه ما اِستودَعك
يقرع السنّ على أَن لم يكن ... زادَ في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أَخا البدرِ سناء وسنى ... حفظ اللَه زماناً أطلَعك
إن يطُل بعدك ليلي فلكم ... بتّ أشكو قصرَ الليل مَعك.


هناك أبيات "عبد الرحمن الداخل" التي كتبها ليبث حبه للشام حيث عاش طفولته وشبابه قبل أن تنتهي الدولة الأموية ليبدأ العصر العباسي و ينتقل عبد الرحمن للأندلس ولكنه يكتب هذه الأبيات ليبكي على أطلال رصافة دمشق وقد أستخدمها المخرج حاتم علي بروعة في مقدمة مسلسل "صقر قريش".


أيها الراكب الميمم أرضى .. أقرئ من بعضي السلام لبعضي.
إن جسمي كما علمت بأرض .. و فؤادي و مالكية بأرضِ.
قدر البين بيننا فافترقنا .. وطوى البين عن جفوني غمضي.
قد قضى الدهر بالفراق علينا ..فعسى باجتماعنا سوف يقضي.


قبل النهاية سأورد أبيات وردت بـ"ربيع قرطبة" و حتى الآن لا أعلم مصدرها وهل هي حقًا كلمات من "إبن أبي عامر" لـ"صبح البشكنشية" أم لا ولكني أهيم بها حبًا..


أيا لكِ نظرة أودت بقلبي
و غادر سهمها قلبي جريحا
فليت أميرتي جادت بأخرى
فكانت بعض ما ينكأ الجروح
فإما أن يكون بها شفائي
و إما أن أموت فأستريح.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


أخر ما سأورده أبيات أخرى لا أعرف كاتبها وهي مقدمة مسلسل "ربيع قرطبة" هذه المرة ولكنها مبدعة بحق و قمة الرقة والجمال.


من ألف الحب بكى .. من شفه الشوق شكى.
من غاب عنه إلفه .. أو صد عنه، هلك.
يا مالكا عذبني، بجوره .. إن ملك.
رفقا بمملوكك .. لا يحل الظلم لك.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


صراحة كم أتمنى أحيانًا أن املك آلة زمن لأغادر هذا الواقع وأسافر لعصور أخرى بتأكيد سيكون على رأسها عصور ازدهار الأندلس.
-----------------------
* ألف شكر لعمرو على تصحيح الأسم

Tuesday, November 18, 2008

الحكم في قضية وقف تصدير الغاز لإسرائيل و يحيا العدل

للأسف أنا مش في البيت الآن ولا في القاهرة ولا عندي جهاز كومبيوتر وبكتب من على الموبايل سريعًا
ولكني سعيدة للغاية

أستيقظت النهاردة على رسالة من الجايكو بتقول على الحكم القضائي بوقف تصدير الغاز لأسرائيل ودخلت أشوف النت لاقيت الخبر بجد

من شهر يونيو وأنا كنت مهتمه بالقضية دي جدًا وبالخطوة المحترمة ألي أخذها سيادة السفير إبراهيم يسري ونشرتها في المدونة هنا ولكن بصراحة كنت محبطة ومكنش عندي أمل إن هيتحكم في القضية بحكم زي ده.


كنت شايفة إن القضية موقف مشرف إنها تترفع وإن الكل يعرف الموقف الرافض لتصدير الغاز ، ولكن حُكم؟!! أنا مبقتش متفائله بصراحة بأي حاجة.

ولكن النهاردة مش قادرة أوصف مدى سعادتي بالحكم ده

مره أخرى تحية للقضاء العادل

وتحية للسفير إبراهيم يسري

وألف مبروك للجميع على الحكم

و يا رتني كنت في القاهرة وعارفة أتواصل مع الجميع

حيثيات الحكم

هنا

Tuesday, November 11, 2008

مدبرة المنزل


إنها مدبرة المنزل كما أحب أن ادعوها ، رأيتها أول مرة وأنا في الصف الأول الثانوي أي منذ 14 عام مضت ، لم تكن والدتي تفضل فكرة أن يساعدها أحد في أعمال المنزل، كانت ترى إنها تفعل ذلك بكفاءة أفضل، ولكن في هذه الفترة لم تكن صحتها على ما يرام ولذا قررت أن تفعلها وهي مترددة ، منذ أول يوم دخلت به منزلنا ارتحنا جميعًا لها بجسدها النحيل وطاقتها الكبيرة وذكائها المتقد، لم تحصل على قدر كافي من التعليم ولكن ذكائها الفطري متميز وطموحها في أن تحقق الكثير عالي للغاية ، عاشت حياه مريرة في كنف زوجة أبيها وهي طفلة فتزوجت من أول من طرق بابها وهو يكبرها بخمسة وعشرين عام ،فقط لتهرب من جحيم زوجة الأب، فوجدت إنه كان أرحم من مفرمة الزوج، أنجبت طفلين في هذه الحياة العسيرة حتى حصلت على الطلاق كل هذا وهي تعيل ذاتها منذ كانت طفلة حتى بعد الزواج، بالعمل في البيوت.

تزوجت مرة أخرى وهي تعتقد أن الحياة ستبتسم لها و أنها ملكت من الخبرة ما يؤهلها لتجيد الاختيار ولكن لم يحدث ذلك، لم يفرق الزوج الجديد عن القديم رغم قرابته لها، لم ترحم من الخدمة في البيوت أو من إعالة ذاتها وطفليها، بل زاد على ذلك إعالة طفل ثالث وهو أبنها من زوجها الجديد، ولكن الشابات المصريات مؤمنات تمامًا على ما يبدو بالمقولة القائلة "ضل راجل ولا ضل حيطة" فلقد قررت أن تستمر ، الصراحة أن زوجها أفضل من كثيرين حولها – على حد قولها- فهو على الأقل لا يجبرها على أن تعطيه ما تكسب هي حرة تمامًا في أن تفعل به ما تريد فقط هو لا ينفق عليها أو على الأبناء.

كانت هذه هي حالتها عندما جاءت لأول مرة لتعمل لدينا ، كنت اجلس لأستمع لها وهي تحكي لوالدتي عن كل هذا وأتساءل داخلي لماذا تضحك مع كل ما عانته؟؟ تدخل المنزل ضاحكة، تبدأ العمل الشاق مبتسمة ، تدخل لتطلب مني شرائط الكاسيت الحديثة لتضعها في الكاسيت وتستمع لها وتدندن معها طوال فترة عملها، تحكي حتى عن كل ما مرت به وكأنها تحكي لنا الفيلم الذي شاهدته أمس بحيادية كاملة دون أي محاولات لرسم المسكنة أو الاضطهاد.

كنت اتعجب بشدة من شخصيتها، وعندما علمت إنها التحقت بمحو الأمية لتحصل على شهادة ضربت كف بكف، إنها تعمل في عدة أماكن و جدولها مزدحم للغاية، فمن أين تحصل على الوقت؟؟

كنت أسمع طوال عمري مصطلح "شغل خدامين" وهو يعني أن الشغالة أو الخادمة لا تعمل بضمير بل تؤدي عملها كيفما اتفق (من فوق الوش) كما كانوا يقولون، وترسخ في ذهني أن أي شخص سيأتي ليساعدنا في المنزل سيزيد المنزل اتساخًا و ليس العكس.

ولذا كان تفانيها في العمل مبهر بالنسبة لي، ألم أقل أن جدولها مزدحم ،إنها تعمل بضمير تام في سرعة لم أراها و بنشاط جبار.


كانت والدتي تدعو لها بأن يعطيها الله الصحة قبل أن تدعوا لنفسها على اعتبار أنها تقوم بكل ما يجب أن نقوم نحن به فهي أولى بالدعاء.

وعندما حملت في الطفل الرابع توقعنا أن تتوقف عن العمل ولكنها لم تفعل ، ولم يقل نشاطها حاولنا بشدة أثنائها عن العمل حتى في فترة الحمل الأخيرة ولكنها رفضت تمامًا واستمرت تعمل حتى الأسبوع الذي يسبق الولادة ثم نزلت بالعمل تحمل طفلتها الوليدة في الأسبوع الذي يليه.


سمعت من بعض أفراد الأسرة الذين تعمل هي لديهم أيضا عبارة جديدة" شغالة بولد يخللها بلد" إن ثقافتنا الشعبية لم تترك شيء..


والبعض أراد أن يتهرب منها على اعتبار أن عملها في وجود طفل رضيع سيتأثر، ولكنهم عادوا وتراجعوا عندما وجدوا أنها لم تتأثر مطلقًا.


و مع الوقت اكتشفت أن طفلتها مريضة بمرض نادر وإنها تحتاج إلى العلاج، فكانت تلف وتدور على كل من تستطيع لتأخذ علاج على نفقة الدولة مرة وتحصل على تصريح بعملية مرة أخرى وتقاتل وتتشاجر و تتحايل يمينا ويسارًا وتسعى بشكل رهيب لتتوفر علاج ابنتها بشكل كامل وتام لم تترك حقها للحظة أو تفقد الأمل في حصولها عليه..


كل هذا دون أن تتوقف عن تعليم أبنائها الأربعة ولا العمل ولا التعليم..


وعندما أسألها كيف تفعل كل ذلك، تؤكد أن أبنائها أمانة أودعها الله لديها ويجب أن تحافظ عليهم، وألا تفعل بهم ما فُعل بها.


و فجاءه بعد10 سنوات من العمل لدينا قررت التوقف..


لقد قررت أن تعمل عمل أقل شقاء فسنها يكبر وبعد سنوات لن تستطيع أن تفعل ما تفعله ويجب أن تؤمن ذاتها، عملت كحارسة لحمامات السباحة في أحد النوادي ، مع عمل تجاري بسيط من شراء منتجات بسيطة وبيعها بالقسط.


لم تتفاءل والدتي بالأمر واعتقدت أن عمل النادي هذا موسمي ولن يبقى ولكنها لم تحاول الضغط عليها ..


لقد رحلت من حياتنا على حين غرة..


شعرت للأمانة بفراغ كبير ليس على مستوى نظافة المنزل فقط ، بل على المستوى الشخصي..


حوديتها المتصلة عن جيرانها وشارعها ومن فعل ماذا و كيف يفكر فلان وكيف يخطط وماذا فعلت جارتها التي ضربها زوجها وماذا فعل البوليس في الباعة المتواجدين في شارعهم، ثم حكايتها في كل مرة يرمي عليها زوجها يمين الطلاق .. وخوفها من وقوع اليمين الأخير..طلبها الدوري مني كل عام بان أصنع تورته لأبنتها في عيد ميلادها، لأنها تحب أن تحتفل به وتدخل البهجة على الطفلة المريضة.


هذا الإعصار النشيط المتحرك فقده منزلنا في لمحة بصر..


حاولنا أن نستعين بأخرى ولكن فشلت كافة المحاولات كل واحدة تأتي لتعمل مرة أو اثنان ولا نرتاح لها فنستغني عن خدماتها.


وقررنا والدتي وأنا أن نكتفي بمجهودنا فقط ،وقد كان واعتدنا أن نعمل في المنزل دون مساعدة احد كنت قد أنهيت دراستي و بدأت العمل ولدي وقت و مجهود كافيين للقيام بواجبات المنزل.


كانت في البداية تأتي لتسأل علينا ولكن عندما فشل عملها بالفعل ابتعدت تمامًا بخجل.


لم نعد نعرف عنها شيء، ثم علمنا أن إحدى قريبتنا قد أعادتها للعمل فقط، وأصبحنا نعرف أخبارها منها.


أعتبر والدي أن ما فعلته هي يعد خيانة فلقد تركتنا في وقت كنا في حاجة لها دون سابق إنذار، واعتبرت و والدتي أنها تهاب أن تكبر في السن بالفعل وكان يجب أن تبحث عن مصدر دخل جديد يتلاءم مع عمرها القادم يجب أن تخطط للمستقبل.


ولكن الخلاصة أن والدي رفض رفض قاطع أن تعود للعمل لدينا.


وانتهى الأمر..


في هذا الوقت تعرضت لحادث و لكسر شديد في قدمي عانيت معه لما يزيد عن عامين من علاج خاطئ في البداية ثم من العلاج الطبيعي وغيره، و أصيبت والدتي بمشاكل في القلب .


و تحول المنزل لكارثة قومية لا يهتم به احد..


يتم الاهتمام به في الأعياد والمناسبات الرسمية فقط.


علمنا من قريبتنا أنها مصابة بالالتهاب الكبدي وأنها مريضة للغاية ،كنا نسأل عليها ونودها ولكن دون أن نتقابل ، لقد توقفت عن العمل تمامًا لمرضها.


كنت أتذكر الشابة اللطيفة التي دخلت منزلنا ، وأتذكر أفكارها وطموحها و نشاطها واشعر بالحنين..


لا أدري هل هو حنين لها أم لهذه الأيام بأكملها .


الحقيقة أن حياتنا وهي بها كانت أكثر هدوء ورخاء.


قد يعتقد البعض إنني أبالغ ولكن كل من في المنزل لاحظوا ذلك..


منذ عدة أيام عرفنا أنها مع مثابرتها ومطاردتها لحقها في العلاج على نفقة الدولة كما كانت تفعل دائمًا قاتلت و شفيت وقررت العودة للعمل، أحد أبنائها تزوج والاثنان الآخران يعملوا بشكل جيد و الابنة ما زالت تدرس..


وهي مازالت ترى أن عليها واجب اتجاه كل هؤلاء لم تنهيه ..


وأعلنت إنها تريد العمل ثانية..


هذه المرة صممت والدتي أن تعود..


اعترض والدي بأنها لن تكون بكامل طاقتها بعد المرض ولن تفيد كثيرًا ولكن والدتي صممت وأخبرته انه لا يهم ، يكفي أن تساعدنا على قدر استطاعتها و أن نفعل المثل.


منذ عدة أيام استيقظت من النوم على صوتها بالخارج ، تفتح الكاسيت الذي لم أشغله منذ عدة سنوات (فلقد استغنيت عنه بالكومبيوتر) و تتكلم بحماس لتحكي كيف طلقها زوجها الطلقة الأخيرة عندما علم بمرضها و تركها..


وكيف أن عيد ميلاد أبنتها هذا الشهر وتريدني أن أصنع لها تورته.


هممت سريعًا من الفراش لأراها تبدأ العمل وكأن 4 سنوات لم يمروا وكأنها لم تترك المنزل يومًا، ولم تفقد لمحة واحدة من نشاطها فقط زاد نحولها قليلاً.


وأنا احتضنها لأسلم عليها ، شعرت أن هناك شيء ما يعود لمنزلنا قد أفتقده لفترة..


هذه النظرة المتقدة ذكائًا فطريًا يجيد التعامل مع وقائع الحياة كما هي ويجيد تطويعها ليعيش، هذه الرغبة الشديدة في تغير مصائر أبنائها عن ما عاشته هي، هذا الطموح الكبير لأن تصبح شيء مازال يطاردها ويلح علها.


كل هذا عاد لمنزلنا مرة أخرى بعودتها.. عندما أخبرت صديقتي بذلك اندهشت وقالت أنها مجرد خادمة في المنزل فلما أعطيها هذه الأهمية؟؟


الحقيقة أن هذه من وجهة نظري مشكلتنا الحقيقة.. فهي ليست مجرد خادمة.. بل إنسانة تملك الكثير وتعلمت منها ومن مثابرتها الأكثر.


كلما قرأت أو شاهدت ما يقال و يروج عن طبقة محددة من البشر عن سكان العشوائيات و مدى ما هم عليه من سوء وفشل و انحطاط –كما يقول البعض- تذكرتها، وتذكرت حواديتها الكثيرة عن جارتها و أقاربها وشارعها، حواديت لا تسعى لان تتجمل بل تحكي كل شيء بلا تزويق ، ولكن من يريد سيجد بها حيوات كاملة تصلح لملأ كتب من كفاح وإصرار ومثابرة لم نستطيع يومًا أن نملكها..


إنني اكتب هذه التدوينه فقط لأقول لها – وإن كنت أشك إنها ستقرئها- شكرا لكِ.






Tuesday, October 14, 2008

إحدى الراحتين : اليأس أو الموت

باراك أوباما ، جون ماكين.. المرشحين للرئاسة الأمريكية ، عن نفسي لا أستسيغ تحمس بعض العرب لأحدهم على الأخر، فنجد أن عرب كثيرين يتمنوا وصول أوباما للبيت الأبيض لاعتقادهم أن سياسته ستكون أكثر رفقًا بالعرب ..


والحقيقة أن هذا الأمر يثير أعصابي بشدة لسببين..


أولاً: أن سياسة الولايات المتحدة ثابتة مهما تغير الرئيس، ودعمها لإسرائيل ليس محل شك أو يمكن التقول فيه من قِبل أي رئيس، و لن تتخذ الولايات المتحدة (أيًا كان توجه الرئيس المتواجد في المكتب البيضاوي) موقف أكثر ميلاً للعرب على حساب إسرائيل مهما حلم الحالمون..


ثانيًا: اللهجة التي يتكلم بها هؤلاء تدلل على أنه لا أمل لنا في قليل من الاستقلالية والكرامة، اعلم أن هذا مبدأ الحكومات ولكن ما يغيظ أن يكون الشعب أيضًا قد أصبح يفكر على ذات الموجه، وكأنه يشحت ..


(حسنه قليله تمنع بلاوي كتير ، وهنيالك يا فاعل الخير والثواب، رئيس أمريكي يعامل البشر برحمة شوية يا ولاد الحلال، دول عاجزة بصر يا سيادنا ساعدوها يا ولاد الحلال)..


ما هذا الحديث الذليل الخانع ، الذي يتمنى الخلاص عن طريق رحمة الرئيس الأمريكي الذي إن شاء عطف على العرب والمسلمين وإن لم يشأ وراهم الويل و سواد الليل..


ما هذه النظرة الدونية التي ننظر بها لأنفسنا؟! ، وكيف يمكن أن يكون هناك أمل في أن نفوق لأنفسنا ونتطور وهذه هي طريقة تفكيرنا.


بصراحة ومن وجهة نظري الشخصية إنه ليس هناك أسوء من سيتي إلا سيدي ، و أوباما لو وصل للبيت الأبيض سيحب أن يثبت انه متعصب اتجاه العالم العربي أكثر من الجميع ، خاصة مع ما كان يدور حوله من حديث عن كونه عربي ومسلم..


أما ماكين فهو سيسير على ذات سياسات بوش إن لم يكن أسوء ..


فبين من يحاول العرب أن يختاروا؟؟!!


ولماذا يختاروا من الأساس؟؟!


بدلاً من أن يفكروا كيف يصيلوا لاختيار رؤسائهم هم، يفكروا ويحللوا ليختاروا رئيس يوافق هواهم للولايات المتحدة..


المصيبة إنهم يعلموا أن نظرتهم الدونية لأنفسهم هذه تنعكس تمامًا على نظرة الأخر لنا..


ببساطة لنأخذ هذا الموقف الذي كتبت عنه الصحف و وكالات الأنباء..


سيدة في أحد الحملات الانتخابية لجون ماكين ، وقفت لتقول له :


"أنا لا أثق بأوباما، فقد قرأت عنه.. وهو عربي."


حتى هنا وهذا متوقع وطبيعي ، الأمريكيين لا يصدموني عندما يتكلوموا هكذا -بعيدًا عن حرقة الدم الطبيعية من مثل هذا الكلام بالطبع- ولكن الإجابة الخارقة التي أجابها عليها ماكين سترفع ضغطك بتأكيد أضعاف مضاعفة.. لقد أجاب عليها بكل شمم وكبرياء..


"لا يا سيدتي.. إنه رجل أسرة محترم، ومواطن حدث أنني لا أتفق معه في بعض القضايا الجوهرية، وهذا ما تدور حوله الحملة الانتخابية.. إنه ليس كذلك.. شكراً لك."


يا نهار أسود!!!!!


يعني الراجل مستحملش حتى إن خصمه في الحملة الانتخابية (يتهم و يساء إلى سمعته ويزدرى) ويقال عنه إنه عربي أو مسلم؟!!!


إنه ليس كذلك!!!!


هذا ما قاله.. وكأنه يقول "إن أوباما لا يصل لهذا السوء لا تبالغي ، أو إن خصومتي مع أوباما شريفة لا يمكن أن اتهمه مثل هذه التهمة الحقيرة"..


الحقيقة أن مشكلتي ليست فيما قاله ماكين خاصة، رغم ضيقي الطبيعي منه، ولكني لا أعول لا على نظام أمريكي ولا على الأمريكان ولا أتوقع منهم أقل من هذا..


ما يضايقني إنه بعد كل هذا مازال يوجد بيننا من ينظروا لأمريكا والأمريكان على أنهم الخلاص المنتظر و دولة الأحلام، مازال هناك مواطنون مصريين وعرب يأملوا في رئيس أمريكي محدد يحمل لهم الخلاص لأنهم لا يريدون أن يتحركوا ويأتوا بالخلاص لأنفسهم..


بصراحة هؤلاء سيوصلونني يومًا لإحدى الراحتين:


إما اليأس (من أن يكون هناك أمل في أن تنبت لنا كرامة يومًا ونفوق لأنفسنا) ..


أو الموت (وبالطبع بارتفاع ضغط الدم مع كل هذا).

Epitaph Lost her blog !!

Epitaph Lost her blog !!

To: Google Technical Support

We are a group of Egyptian bloggers really bothered by the blockage of the two-year-old blog "Epitaph_87"( http://www.epitaph-87.blogspot.com/) along with her Gmail account (epitaph87@gmail.com), since October, 4th , 2008.

She has sent you her problem and requests on Google Help Center and Blogger Support, but in vain.We wish that you'd help us retrieve that blog and account and answer the requests of our fellow blogress, sending you from (epitaph_1987@hotmail.com), and hopefully ASAP!Just for notice, we have published this problem on our blogs!!


Thank you!

Doaa hussien

http://khly-dafyrk.blogspot.com/

The event on Facebook

Monday, October 6, 2008

تهاويم وذكريات أكتوبرية – ناصر ، السادات ، بابا ، ماما

عشت عمري بأكمله احتفل بيوم 6 أكتوبر، كنت طفلة غريبة للغاية لا تهتم كثيرًا بشراء بلالين –ممنوع الضحك- أو سماع أغنية أو أي مظهر من مظاهر الفرحة في الأعياد العادية، ولكن كنت أحرص على ذلك منذ الصغر في يوم 6 أكتوبر ثم طوال شهر أكتوبر، الحقيقة إنني كنت دائمًا أقول أن لدي شهران ونصف في العام اشعر إنهم عيد وأنني سأطير فرحًا بهم، شهر رمضان و شهر أكتوبر و 15 يوم معرض الكتاب..


وكان شهر أكتوبر له استعدادات خاصة ، فيجب أن أشتري كتاب خاص عن حرب أكتوبر من المعرض- بعيدًا عن كل الكتب التي أشتريها في المعتاد ولكن هذا الكتاب أشتريه من اجل الاحتفال بنصر أكتوبر- لا أمسه سوى مع 1 أكتوبر ، لأبدأ مع أول يوم من أيام هذا الشهر الاحتفال بقراءة المزيد عن أبطال الحرب..


لقد نشأت وترعرعت-حلوة ترعرعت دي قوي- في منزل حالته السياسية صعبة للغاية ، أم ناصرية وأب ساداتي، وللأسف ماما انشغلت بعد فترة بتربيتنا أكثر من الحالة الناصرية، يبدو أن تريبتنا كانت صعبة للغاية حتى أنست الست أسمها فلم تعد تذكر شيء عن عبد الناصر لا بالخير ولا بالشر لعدة سنوات، على العكس من الوالد (فاضي بقى معندوش طبيخ وغسيل وتربية عيال)، كان حالته مع السادات مستعصية للغاية ولا أمل في علاجها فهو يحب الرجل حقًا، وطبعًا بما أن الوالد كان يقوم بفعل غسيل المخ اليومي في عقلي عن السادات (هو ده الغسيل الوحيد ألي كان بيعمله) فلقد كبرت وأنا أحب السادات دون أن أعرف عنه أكثر مما يقوله الوالد دائمًا وأبدًا، طبعًا كان هذا في فترة طفولتي الأولى عندما كانت كافة قراءتي تتعلق بميكي جيب و تعلوب و أرنوب وكتب الأدب الروسي للأطفال التي تمدني بها ماما وغيرها من الكتب البسيطة الظريفة ، ولكن بمجرد أن وصلت لسن يسمح لي أن أقرا أنا ما أريد بدأت في القراءة عن السادات وعبد الناصر والثورة و أكتوبر وبدأت أشعر بأن بابا يبالغ قليلاً، م أفهم كل شيء أقرئه حقًا ولكن ليس الرجل بهذه الروعة التي يصف، مع الوقت بدأت اشعر إنني بكل بساطة لا أستلطفه، لماذا لا أدري ؟


لم تكن سني وقتها تسمح بأن أقرأ كتب من العيار الثقيل أو أن أقرأ بلغة أخرى غير العربية ولكن من الأشياء القليلة التي قرأتها ومن بعض شرائط الفيديو التسجيلية التي وقعت عليها يدي لم أحب الرجل،ولكني كنت أقصر الشر ولا أذكر هذا لبابا خاصة وهو من يدفع ثمن الكتب يعني.. وراحت الأيام وعدت الأيام و تغيرت خريطتي العقلية بعدها لقد قرأت الكثير و شاهدت الكثير و كرهت السادات أكثر وأكثر و أحببت حرب أكتوبر أكثر وكلما أحببتها وتعمقت في تفاصيلها أكتشف كيف أضاع السادات هذا النصر العظيم بحق، كيف تسبب في الثغرة و كيف ألحق النصر بعار كامب دايفيد، طبعًا لا داعي أن احكي عن أن حياتي مع الوالد تحولت لحالة من الترصد الطريف، كلما ضايقني في شيء أجد الفرصة في الرد علية عبر ذكر أحد مساوئي السادات من وجهة نظري ليشيط والدي الحبيب و نبدأ مناظرة حادة يخبرني بها في النهاية انه لم يعرف كيف يربيني، الظريف إنني بداية كنت حريصة على ألا انزلق في الطبيعة المصرية الصرف أن من يحب السادات يكره ناصر والعكس صحيح ، ولكني لم أستطيع فكلما توغلت في التاريخ وجدتني أهيم حبًا بناصر و ازداد كرهًا للسادات..هذا طبعًا أسعد والدي –لا عجب هنا- فطالما لا يستطيع أن يشدني إلى صفه فعلى الأقل وجد شيء يغيظني به وقت اللزوم مثلما أفعل معه.

يبدو أن حالتي الناصرية هذه قد جددت ناصرية ماما، أو إنها قد اكتشفت أنها قد أنهت فترة تربيتنا وأصبح لديها من الوقت ما يكفي لأستعادة ناصريتها..


المهم إننا كونا جبهة داخلية ممتازة ضد بابا .. فما أدراكم بماما عندما تستعيد حماسها وعندما تسترجع معلوماتها وثقافتها تصبح حليف ممتاز حقًا لا يشق له غبار..


و بقينا على هذا الحال لسنوات .. كل أكتوبر أحضر الكتاب الجديد وأبدا قراءته والاحتفال وجر شكل والدي بالتغليس على السادات وذكر محاسن ناصر..ونجلس لننتظر سلسلة الأفلام الهابطة الخاصة بحرب أكتوبر في مزيج من الإعجاب بالحرب نفسها لا بالأفلام والسخرية من الأفلام وصانعيها، ورغم ذلك نشاهدها، كل مجموعة الرصاصة لا تزال في جيبي و أبناء الصمت و حكايات الغريب و بدورو أغنية على الممر -هذا الفيلم ليس بسوء الباقي للأمانة- ثم ننهيها بالطريق إلى إيلات -لم يكن سيء ولكننا مللنا يعني الرحمة حلوة- ثم نبدأ في إدارة القنوات للبحث عن أغاني كـ(بسم الله، الله أكبر)، و(أنا على الربابة بغني)، و (يا فناره لفي المينا) ، ومفيش ما يمنع من واحدة (عدى النهار) ولو مرت علينا (عاش ألي قال) ممكن أعديها علشان خاطر بابا بس ، ولكن كفاية عليها تشتغل مرة واحدة في اليوم مش موال هو..


كان كل هذا مغلف بحالة من المرح التي لا أدري سببها الآن، لماذا كنت سعيدة؟ ما كل هذا الانطلاق والشعور بأن الحرب والانتصار يعادوا كل عام في هذا الشهر؟ لماذا كنت أشعرأن لهذه المناظرة وهذه المناقشات بيني وبين والدتي و والدي لها متعة خاصة؟ وأن لهذه الأفلام والأغاني مذاق حلو حقًا داخلي؟!!


الآن لم اعد أشعر بكل ذلك، أشعر أن هناك من غش الأيام.. لم يعد لشهر أكتوبر ذات المعنى بل غُلف بالمرارة، غلف بالألم، لم تعد هناك لذة للمداعبات مع والدي وصنع حزب ناصري مع والدتي ضد والدي الساداتي، حتى والدي ذاته لم يعد يغضب عندما أحاول أن اجر شَكله كالمعتاد بحكم العادة فقط..


لقد أصبحت هناك مرارة دائمة داخلنا، فعبد الناصر مات بخيرة وشره و السادات مات بشرة -ولو كان ليه خير وإن كنت اشك- ولكننا نعيش هنا هذه الأيام مع الشر فقط..


حتى الذكرى أصبحت تجر علينا الألم و تشعرنا بالاختناق، تشعرنا أن هذه الأيام بكل ما كان بها في حلوها ومرها كانت تتحرك كان هناك شيء يحدث وأناس تفكر وآخرين يتكلموا ،أشخاص كانت لهم رؤى سواء أصابت أم أخطأت ولكن في النهاية كانوا يريدون صنع شيء..


أما الآن فهناك حالة من التخلف العقلي لحقها حالة من (ألي يلحق حاجة يشيلها وخلي البلد تولع)..


لم اعد اعرف كيف يمكن أن احتفل بأكتوبر هذه الأيام.. لم يعد في داخلي الطاقة سوى على التحسر على الماضي فقط..


أشعر إننا نحتاج لنصر حقيقي ولكن هذه المرة على المحتل الداخلي و ليس الخارجي، نحتاج لثورة جديدة أيًا كانت نتائجها فعلى الأقل نخرج من حالة الموات التي نعيشها الآن..


رحم الله شهداء أكتوبر وأكرم الله أبطالها لقد صنعوا مجدًا وتاريخ ولكن لأناس لا يستحقوا فلم نعرف كيف نستفيد مما صنعوا..

Monday, September 8, 2008

خبراء إسرائيليين ؟!!!!!! في السد العالي!!!!!!

لقد توصلت لأمران هامان جدًا في تفكيري اليوم..

الأول: أنني اعتقد بكل أمانه إنه ليس لإسرائيل جواسيس في مصر ،أي جواسيس بتأكيد، و أن على كل هواة قراءة حروب المخابرات والاستمتاع بما يقرؤون و مشاهدة مسلسلات سقوط الجواسيس وما إلى ذلك فقد فقدوا متعة متميزة حقًا.

والثاني: إنه إلى كل من يتهمون ظلمًا وكذبًا حكومتنا بعدم الشفافية أقول لهم اتقوا الله، لم أرى في حياتي حكومة أكثر شفافية من حكومتنا وأراهن من يمكنه أن ينكر هذا.

ما علاقة هذان الأمران ببعضهم البعض؟

بتأكيد هذا الخبر الذي يفوق في وصفة كلمة حارق للدم أو مهيج للأعصاب أو مثير للاشمئزاز والغضب والضيق

.

المعارضة تطالب بالتحقيق في فضيحة التعاقد مع خبراء إسرائيليين للعمل في السد العالي.


عندما يصل الأمر لكلام عن وجود خبراء إسرائيليين ؟!!!!!! في السد العالي!!!!!! ، فماذا يمكن أن يقال أساسًا؟!

ولما تحتاج إسرائيل لجواسيس، الجواسيس يقومون بعملهم عندما تكون هناك أسرار يريدون كشفها، ونحن هكذا ليس لدينا عزيز وليس لدينا سر نخاف أن يكشف فلا حاجة لهذه الأساليب القديمة من تجسس وجواسيس وغيرها للحصول على المعلومات.

أما الشفافية فلا يوجد أكثر من هذا ،الدولة أصبح شفافيتها تصل إلى إسرائيل ، ليس لديهم ما يخفونه ،أهم واضحين وضوح الشمس حتى للعدو.

السد العالي؟!!!!

هل أقسم هذا النظام إنه لن يرحل إلا بعد أن يقسم ظهر مصر تمامًا؟!

هل أقسم أن يقضي على أي شيء جيد صنع قبل مجيئهم؟

هل أقسم على أن يحبط الجميع ويقتلهم هذه المرة ليس بالحريق ولا الهدد والغرق بل بالنقطة وحرقة الدم!!

لو صح هذا الخبر –وللأسف من سوابق الحكومة أظنه يصح- فلا أجد ما يقال، ولا اعتقد أن هناك أي تصرف بعد ذلك يمكن أن تتصرفه هذه الحكومة في مصر واندهش منه حتى لو أشعلوا البلد بأكملها نارًا فلن يكون ذلك غريب عليهم بأي حال.





Sunday, September 7, 2008

غضب أهل الدويقه ..إلى أين؟

طيب الناس دي غضبانة بجد ..غضبانة بحق وحقيقي .. مبيتحركوش ليه؟؟


وإذا كانوا مش هيتحركوا في مصيبة زي دي هيتحركوا أمتى؟؟


ويا ترى محدش هيبقى عنده دم ويحاسب المسئولين عن ألي بيجرى ده؟؟


والحكومة هتمتص غضب الناس دي أزاي بقى المرة دي يا ترى؟؟


أسئلة كتيييير بتدور في نافوخي ومش لقيلها إجابة


شوفوا الفيديو في مصراوي




Saturday, September 6, 2008

الذي يحدث في الدويقة



تحديث


متابعة مجموعة الصور الخاصة بالمأساة لدي اليوم السابع

------------------------------------------


إيه ألي بيجرى ده؟؟!


هل من المعقول ما يحدث في الدويقة الآن ؟؟!!


فرق إنقاذ لم تصل؟، الرافعات التي قالوا من ساعات إنها ستصل من المقاولون العرب لم تظهر بشايرها حتى؟!


كل ما يأتي من هناك أن عمليات الإنقاذ صعبه؟؟


صعبه؟؟ !!!!!


هل لو كانت المنطقة المنهارة ساكنها من ساكني الفيلل والقصور كان الكلام سيكون هكذا؟؟ ويقال لهم عملية الانقاذ صعبة؟؟!! أم أن المواطن المصري البسيط –كالعادة- ثمنه منخفض؟؟ أو ملوش ثمن أصلاً.


هناك شهود من المنطقة يقولون إنهم أبلغوا عن انهيارات محدودة في الأيام السابقة ولم يلقوا أي استجابة؟ من المسئول عن ذلك الآن؟؟!


والله العظيم حرام ألي بيجرى ده ..إحنا هُنا قوي كده ليه ؟؟


خلاص مبقاش لينا سعر كده خالص؟؟


الناس بتتصل بأسرها بالموبيلات من تحت الأنقاض طالبين الإنقاذ ، وشهود من المنطقة بيقولوا إنهم سامعين صرخات بعض الأحياء ؟؟


وهما باردين قوي كده ليه؟؟


والتلفزيون المصري مش راضي يكدر الناس ولا يضايقهم في رمضان وعمال شغال مسلسلات وهيصة ولا كأن في كارثة في البلد ..
مجرد أخبار على شريط الأخبار وخلصت؟؟!!!


دي التقارير المبدئية بتقول إنهم 9 كتل صخرية وزنهم من 50 إلى 70 طن!!!!


وإن عدد البيوت ألي تحت الكتل دي من 30 إلى 70 بيت..


وإن عدد الضحايا تحت الأنقاض على الأقل 500 روح.


يا نهار أسود إيه البرود ألي هما فيه ده يا ربي الواحد خلاص هيتجنن من ألي بيجرى ده..


حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل..

تقرير الجزيرة عن الحادث




الأول




الثاني








Saturday, August 23, 2008

أوجه شكري لأجهزة إنذار حرائق مجلس الشورى

أنا بقالي فترة مش بكتب حاجة ولا ليا نفس أكتب الصراحة من يوم موضوع العبارة ده ونفسي مسدودة ، والله ما هي مبالغة بس أنا للأسف ربنا خلقني كده بقى غير قابلة للتأقلم وغير قابلة لنسيان ما يضايقني بشدة او يفرحني بشدة بسهولة، وعلشان كده بعاني الأمرين في كل الظروف ، في المصايب ألاقي روحي أتكتمت و أكتئبت ومبقتش قادرة أمرر الموضوع و أعديه لغيرة مطلقًا تفضل دماغي تعيد وتزيد وتزيد وتعيد والله الناس بتقولي ده وسواس قهري غالبًا ، المهم إني بقول ده لأني مكنتش طاقية اكتب حاولت حتى مع حريقه مجلس الشورى الله يرحمه ويحسن إليه بقى ولكن مقدرتش اكتب كلمة، وقبلها كتير عشرات الموضوعات كنت عايزة اكتبها ، وافتح الصفحة واكتب أجزاء من التدوينات ونفسي تتسد وأقفلها تاني ، ولكن النهارده بقى مقدرتش الصراحة فتحت مصراوي كعادتي لأرى أخر الأخبار لديهم و وجدت الخبر (خير اللهم اجعله خير) يضرب عيني وعقلي ورأسي ثم يدغدغ الغدد التي تحفز الضحك الهستيري لدى البشر –لو كانت هناك غدد كهذه- لم أستطيع أن ألحق نفسي سوى و أنا أفتح المدونة واكتب



الصراحة الصراحة لا أدري ماذا أقول .. أنا اصدق الحكومة ليس لدي ما يجعلني أكذبهم في شيء ، ما الذي يمنع أن يكون المجلس مجهز بأجهزة إنذار ألي ضد الحريق؟


يعني الحكومة هتكذب علينا؟ ثم أيه ألي يخلينا نتهمها بالكذب من الأساس ؟؟


هو كان في حد فينا راح مجلس الشورى و شاف أجهزة الإنذار؟؟


طيب لو حد فيكم راح بذمته بذمته وأنا بذممه اهو قدام ربنا لما رحت خطر في بالك بأي شكل من الأشكال إنك تدور على أجهزة إنذار حريق ولا تعمل رقابة على المبنى وتتأكد من كونها موجودة؟؟


طيب بقى أيه الأفترا بتاعكوم ده ، طالما مشفتوش بعينكم هتكذبوا الحكومة ليه بقى؟ و لا هو النظام خالف تعرف وبس..


بس أنا بقى بعد ما صدقت الحكومة بأن المجلس يا ولداه الحكومة محرمتوش من شيء وكانت مزوداه بأجهزة إنذار للحريق وإن مفيش إهمال خاااااااااااالص في تأمين حماية مبنى المفترض إنه هام زي ده عندي كام سؤال يا ريت الحكومة تتفضل وتجاوبهم بقى..


لما المبنى مزود بأجهزة إنذار للحريق ،طيب مشتغلتش ليه و أدت وعملها؟؟!


- الافتراض الأول إنها اشتغلت بالفعل وعملت ألي عليها..


المفترض المفترض يعني من ثقافتنا الضحلة في الحجات الالكترونية دي يا حكومتنا يا رشيدة-ملهاش علاقة ببكار طبعًا- إن الأجهزة دي ليها وظيفتين، واحدة وهي البدء في ضخ مواد إطفاء النيران (ماء/ثلج جاف..الخ) بحيث تحتوي الحريق قبل انتشاره و وتوسعه ، والثانية أن ترسل إشارة استغاثة أليه إلى أقرب وحدة مطافئ مع صفارة إنذار عالية توضح أن المبنى يحترق للموجودين به بل وتصل لمسامع من هم خارجة أصلاً ..


الواقع يقول أنه لا احد قد سمع أي صفارات إنذار من شهود العيان لا داخل المبنى ولا من خارج المبنى بل اكتفى الجميع بالقول بمشاهدة الدخان وحده كصورة بصرية دون أي مؤثر سمعي مطلقًا ، وطبعًا كلنا عارفين المصريين خلي حد فيهم كده يسمع صفارة إنذار الحريق كان فضح الدنيا وفضل يقول ويعمل عموا المهم بقى بأن صفارة الحريق فضلت ترن ترن ترن ترن والمطافي منفضة ، ولكن ولا واحد من ألي تكلموا جابوا سرية الصفارة، طيب بلاش هنفترض إن الناس حوالين المبنى عانوا يومها من صمم مفاجئ بالصدفة .


يا ترى يا هل ترى المطافئ وصلتها الاستغاثة وطنشت –زي سفن الإنقاذ ألي مملوكة لمستر ممدوح إسماعيل كده بس يا حرام رافعه علم دوله ثانية فمقدرش يجبرها الشريرة تروح تنقذ الناس بتوع العبارة مثلاً- و لا افتكروا صفارة الإنذار صفارة الحكم في ماتش الأهلي والزمالك وقعدوا يحللوا الجون سليم ولا تسلل ؟ ومنتبهوش أنها حريقه ألا لما الحريقه كلت المبنى؟؟ ولا الموظفين في المطافئ كانت مراتتهم بتولد ومكنوش موجودين ، ولا حد قالهم لما يوصلكم إنذار بحريق في مجلس الشورى متجوش ده ميعاد حرق العهدة في مصر ... احم أقصد ده ميعاد أجراء تجارب الحريق في المجلس.. يعني يقول لنا ميخافوش محدش هيطلع الكلام بره..


والسؤال الأهم يا ترى الرغوة أو الثلج الجاف أو الميه ألي نزلت زي المطرة من أجهزة الإنذار على الحريق مطفتوش لية؟؟


مثلاً مثلاً الحريق كان رأسه وألف سيف إنه ميطفاش؟؟ وحالف ليحرق المبنى لأخر مستند؟؟ ولا الأجهزة كانت الرغوة فيها مضروبة مثلاً وحاطين بدلها بودرة تلج؟ ولا حد حب يعمل مفاجئة للعاملين في المبنى فبدل مطلع ميه كانت بترش بنزين –والله فكرة على الأقل ده يفسر ليه الحريق كان عمال يشعلل ..كل ما الحريقة تزيد الأجهزة تشتغل أكثر وتضخ يا عيني بس بنزين بدل الميه، واضح إن حد كان هزاره تقيل شوية .


دي طبعًا أسئلة منطقية في حالة كانت الأجهزة اشتغلت وأدت عملها ، وعايزين نعرف لما هي أدت عملها ليه الحريقة متسيطرش عليها؟؟ هل للإهمال ولا التكاسل ولا لا قدر الله إحنا ناس دمغنا معشش فيها ديناصورات غبية وبنعتقد إن كان في تعليمات مسبقة بعدم السيطرة من مجنون حرايق مثلاً على أول ناصية الشارع.


- الحالة الثانية أن تكون الأجهزة لم تعمل من الأساس ولم تؤدي عملها ..


والحالة دي برضة عندي شوية أسئلة؟؟ يا ترى الأجهزة مشتغتلتش لية؟؟


هل كان تركيبها مجرد نصبايه و أهي مجرد شكل محطوط على الأسقف و و يتعمل عليها مناقصة بقى وفتح مظاريف وهيصة لتأمين أجهزة حريق لمجلس الشورى و ألي اتخاد من تحت وفوق الترابيزات اتاخد وألى أتركب كانت أجهزة أي كلام و مجرد شكل والكل يقول يا عم ربك هو الحافظ هو مجلس الشورى بس هيتحرق من إيه؟؟


أو إن تكون الأجهزة حد وقفها قبل الحريق وده معناه إنه –شوفوا سبحان الله- في متنبأيين في مجلس الشورى كانوا عارفين بميعاد الحريق وقفلوا الأجهزة للحفاظ عليها من ضغط العمل لما الحريق يشتغل للحفاظ على المال العام ..


ولكن المشكلة برضه في الافتراض ده أن برضه لازم هيبقى في مسألة في كل الحالات هل تم التحقيق مع من ورد الأجهزة ولم تعمل؟؟ أو تم التحقيق مع من تنبأ وأغلق الأجهزة؟؟


- الحالة الثالثة والأخيرة بقى هي ما كتب في الخبر بحيث يفهم بأكثر من معنى-للأغبياء من أمثالي-

و أحد هذه المعاني بأن الأجهزة سبحان الله مرة أخرى وله في خلقة شئون، كانت مقفولة علشان بتمر بفترة صيانة دورية ، وهنا بقى هنقول إيه يا بشر، شوف يا شيخ دقة الحريقة دي مبتخترش غير وقت الصيانة الدورية لأجهزة الحريق وتولع ، والأعجب هي الصيانة الدورية للأجهزة بتستغرق أد إيه كده إن شاء الله مسمعناش في حياتنا عن مكان أو مبنى ضخم بيغلق أجهزة حريقة علشان يعملها صيانة و ييسيب المبنى يولع كده بالمعنى الحرفي للكلمة؟؟؟ و حتى الصيانة كما قرأت في مكان ما مرة تجرى على قطاعات مختلفة ،يعني لا يتم إجراء الصيانة في ذات اللحظة على كل الأماكن في وقت واحد؟؟ فإذا كان ده ما تم بالفعل فبجد يعني الواحد ينحني احترامًا للحريقة دي.. شوف دقتها يا أخي


تختار يوم الصيانة الدورية وفي اللحظة ألي غلطوا فيها وفصلوا الأجهزة في المكان المحدد بالضبط ألي فصلوا فيه الأجهزة علشان تولع؟؟! إيه الدقة دي ؟؟أيه الجمال ده؟!


أهي هي دي الحرايق الذكية ولا بلاش ..


لذا أخيرًا أهمس لحكومتنا الرشيدة –برضة مازلت بأنفي أي علاقة بينها وبين وبكار- في أذنها أنه أفضل أن تعتمد قصة إن مكنش في أجهزة حريق من أساسة ، و أهي تهمة إهمال وخلاص –وكلنا شفنا يعني إن الإهمال في بلدنا محدش بيحكامه ولكم في ممدوح إسماعيل خير مثال (على اعتبار يعني إنه كان إهمال)- بدلاً من موال أجهزة الإنذار دي وما ستجره من تبعات..


مش كده ولا إيه؟؟!!!

وأخيرًا أوجه شكري لأجهزة الإنذار و لصاحب خبر أجهزة الإنذار لأنه أخرجني من خرسي التدويني السابق.. فله مني كل الاعتراف بالجميل و تتردله في الحرايق القادمة إن شاء الله..

Monday, July 28, 2008

اليوم قُتل راكبي العبارة .. براءة ممدوح إسماعيل

مقدرتش أمنع شعوري بالغضب والاكتئاب وأنا أستقبل النهار أمس بخبر براءة ممدوح إسماعيل وكافة المتهمين في قصية العبارة عدا القطبان، الذي لم يعرف احد أين هو أساسًا ، وحُكم عليه بـ6 أشهر.. دماء 1033 لا تساوي شيء؟؟


لقد أصبحت من تابوهاتنا عدم التعليق على أحكام القضاء..


كلما صدر حكم قالوا لنا.. لا تعلقوا على أحكام القضاء .. إنه لا يخطئ.


القضاء هو الحصن الباقي ، فلا تخطئوا وتتناولوا حكم أصدره قاضي..


التعليق على أحكام القضاء عمل منافي لكل القواعد..


لقد أصبحت هذه الجُمل من المحفوظات حتى صرنا نرددها جميعًا .. ونصمت ولا نعلق على أحكام القضاء ، من منطلق يجب أن تبقى في جهة ما أمل؟؟ لا يمكن أن نفقد أملنا في الجميع ..


ولكن أليس في بعض أحكام القضاء أخطاء؟؟ ألا يوجد عشرات في السجون وهم مظلومين؟؟ ألا يوجد عشرات و ألاف خارج السجون وهم جناة وكل هؤلاء أدخلتهم و أخرجتهم أحكام قضاء؟؟!!


وهل القضاء منزه عن الخطأ؟؟ منزه عن أن يسقط بعض العاملين به في الهوة السوداء التي تسقط بها مصر كلها؟؟


هناك قضاه آية في الاحترام، فهؤلاء أحكامهم أصلاً لن تدفعنا لنعلق عليها.. وهناك قضاه مثال للشرف والأمانة أعطونا الأمل دائمًا هؤلاء نضعهم فوق رؤوسنا..


ولكننا لسنا حمقى .. عندما يكون الحكم خارج نطاق المنطق والمعقول، عندما يكون الحكم واضح وضوح الشمس و لا يحتاج للمزيد.. عندما يهرب المجرم ذاته وهو يعلم إنه مجرم ..


ثم يأتي حكم القضاء بالبراءة فهل يمكن أن نخرس ونردد الجملة المعتادة (لا يمكن التعليق على أحكام القضاء) فهذا الحكم لا يعلق عليه سوى بيت الشعر العبقري لأحمد مطر


"فواحدة تزفّ الشمس غائبة إلى الأعمى! ... وواحدة تُغطِّي الشمس طالعة بغربالك"


هذا الحكم لا يفعل سوى ذلك يحاول أن يغطي الشمس بغربال من الظلم بأسم حكم قضائي..


أين نجد دماء هؤلاء المصريين؟؟؟!!..


والله والله والله لم استطيع أن امنع دموعي ونشيجي وأنا أرى منظر أهل القتلى –نعم هم قتلى- بعد النطق بالحكم ..
لقد شعرت أن هؤلاء الناس صبروا وتصبروا رغم موت أبنائهم وآبائهم وذويهم طوال هذا العام ، متشبثين بالأمل في العدالة ، و متطلعين إلى حكم يبرد قلوبهم ويشعرهم أن أبنائهم لم يكونوا أدنى من البشر ليموتوا بلا دية..


وعندما نطق الحكم.. عندها فقط.. مات ذويهم حقًا..


لقد نعوا ذويهم و فقدوهم بحق لحظة النطق بذلك الحكم المشئوم


مات الأهل وسقط العدل وانزلقت مصر خطوة جديدة وربما أخيرة في منزلق الانحدار الأسود..


ولا نملك على ما يبدو وكالعادة سوى أن نبكي معهم ونقول البقاء لله .. في أهلهم وفي البلد..


شاهدوا الفيديو .. شاهدوه أرجوكم.. فلا أقل من أن نشاهده ونمتلئ غمًا وضيقًا و اكتئبًا.. فلا يمكن أن نضن حتى بذلك..


الفيديو من عند Tafatefo




Sunday, July 27, 2008

تضامنًا مع العمال المفصولين..لا لفصل وتشريد العمال

مهو مش معقول الناس الإيجابية لما تتحرك و تاخد موقف وتقول الحق يبقى الرد عليهم بأن عيشهم ينقطع وإحنا برضة نفضل سلبيين .. على الأقل نقول (لا) لقطع عيشهم وتشريدهم وخراب بيوتهم ..


لما العمال يعتصموا علشان حقوقهم ألي هي أصلاً حقوق بسيطة .. أبسط حقوق ممكن الإنسان أساسًا يطالب بيها ، ونتيجة لموقفهم ده يتفصلوا فصل تعسفي بالشكل ده ، يبقى نقول إيه؟!!.. مش كفاية ما يعانونه كمان يتفصلوا..


على الأقل على الأقل يعني نتضامن معهم ونقول إحنا كمان (لا) لفصلهم..


ومحدش أرجوكم يستخسر صوته و يقول ويعني تضامني أنا هيعمل أيه، لو كل واحد فينا مقلش كده هنبقى عشرات فمئات فآلاف وربما موقف بعد موقف نبقى ملاين الأصوات ونعمل حاجة بجد..


حملة التضامن مع العمال أدي وصلتها.. يا ريت الكل يتضامن..

Wednesday, July 9, 2008

عن فيلم (مملكة الجنة) والتاريخ

منذ عدة أيام أذاعت قناة الـ
MBC2 فيلم Kingdom of Heaven أو (مملكة السموات)
أو كما كان أسمه التجاري (مملكة الجنة)، لقد رأيت الفيلم من قبل على الكومبيوتر ولكن لدي مشكلة مع حجم شاشة كومبيوتري وضغط الأفلام ولذلك غالبا لا أستمتع تمامًا بالأفلام عند مشاهدتها عبر الجهاز مثلما استمتع على شاشة التلفزيون وأنا أشاهد الفيلم بصوره كبيره واضحة المعالم.. فوق ذلك فكون الآخرين –من أصدقائي- يشاهدوا الفيلم في نفس وقت مشاهدتي له يجعل مناقشة الفيلم عمل ممتع..

لذا لم أستطيع هذه المرة أن اكبت رؤيتي لفيلم وكالعادة كانت هناك ابتهال خلف أذني تحثني وتصمم على أن اكتب ما قلته –وغالبًا سيعتاد قراء المدونة أن ابتهال تقف دائمًا خلف أذني تحفزني وتحثني دائمًا على كافة الأمور من منطلق إنني صديقتها المتميزة وهو ما لا أراه في نفسي أساسًا (كوني متميزة ولكني صديقتها بتأكيد)- المهم دعونا من ذلك ولندخل عالم الفيلم على الفور..

القصة بتأكيد تتخذ الجانب الغربي لعرض قصة استعادة بيت المقدس ومعركة حطين ، فنجد أن القصة تتّبع حياة القائد (باليان أبلين) الذي قاد القوات الصليبية في محاولة صد صلاح الدين وقواته..

كحقيقة بسيطة في البداية فأسرة أبلين و ابنه منها بالتبعية أسرة مشهورة وعريقة منذ بداية الحملة الصليبية الأولى واحتلال القدس.. وقد كانت الأسرة هي الحاكمة لمدينة نابلس ، وكما عُرف في كثير من المراجع التاريخية فإن باليان كان ابن شرعي لوالدة وله أخ شقيق أيضًا كان له دور هامشي في التاريخ ، مما يتنافى مع رؤية الفيلم عن الحداد البسيط والابن غير الشرعي الذي أتى من فرنسا ليقيم مملكة الضمير ..

الفيلم في رأيي حاول أن يكون موضوعي بقدر استطاعته لدرجة قد لا نتخيلها من الغربيين مطلقًا فلقد تعودنا دائمًا على محاولات التشويه والعبث في التاريخ بصورة مسيئة لأي نجاح إسلامي عربي ، لذا أتى الفيلم مخالف لهذه النقطة في توقعنا ولكن للأمانة فلقد شعرت بأمرين هم أكثر ما أزعجني بالفيلم ..

أولاً تشتت الفيلم نفسه في نقل الأحداث و التنقل من منطقة لأخرى ومن مكان للأخر دون أي محاولات توضيحيه، على اعتبار أن المتفرج هو مؤرخ أو على الأقل قارئ جيد للتاريخ ، فلم يحاول أن يفسر له أي شيء وقد كنت أجلس مع مجموعة أصدقاء أثناء المشاهدة فكنت أراهم مشتتين لا يعرفوا من ذهب أين ومن أتى إلى أين وهو ما جعلني انتبه للأمر ..

الأمر الثاني هو محاولة صانعي الفيلم أن يجملوا الصورة الغربية ، بقدر ما يحسب لهم أنهم لم يحالوا تشويه الصورة العربية، بقدر ما يؤخذ عليهم محاولات تجميل الغرب أو عرض الحقيقة ولكن ليس (كل الحقيقة) جزء منها فقط.. وسأقوم بعرض بعض هذه النقاط..

- فنجد مثلاً شخصية مثل (تابريس) التي مثلها (Jeremy Irons) لم يكن لها وجود في التاريخ من الأساس ولكنها وضعت وضعًا لتكون هي المعادل الموضوعي -لتجميل الصورة الغربية- أمام شخصيات مثل (جي دي لوزينيان) و (رينالد دي شاتيون) .. فيكون (تابريس) هو الشخصية المحبة للسلام والطيبة مقابل الشخصيتان المتعصبتين و المتخذتان من الدين ستار لأغراضهما الشخصية..

هذه المحاولة لخلق التعادل و وضع شخصيات وهميه في أدوار هامه، أتت أيضًا في الجانب العربي في شخصية (المُلا) التي لعبها (خالد النبوي)، والتي حاولوا أن يظهروها كالشخصية الند لـ (رينالد و جي) فهو الشخصية العربية المتعصبة المحبة لسفك الدماء عامة -أو هكذا أردوها أن تظهر من وجهة نظرهم- وحتى الاسم نفسه الذي أعطى للشخصية يحمل من الدلالات الكثير بوضوح تام، وكون هذه الشخصية ليس لها وجود أيضًا في التاريخ .. فلقد شعرت بأن الأمر ممجوج ومبعثر و هو محاولات لحشو التاريخ بما ليس فيه لإخراج عِبر منه أي ما يشابه لي عنق التاريخ ..

وليس معنى هذا أن الجانبين لم يحووا نماذج كهذه .. فالحقيقة التاريخية تؤكد أن شخصيات كالملك المجذوم (الملك بالدوين الرابع) أو مثل (باليان أبلين) ذاته كانت شخصيات متعادلة وتحمل صفات خيره في بعض الأحيان و قد ذكرت بوضوح في التاريخ حتى لدى مؤرخينا العرب رغم اعتبارهم لهم أعداء بطبيعة الحال ولكنهم لم يتوانوا عن ذكر محاسنهم التي ظهرت في بعض المواقف بل و ثناء صلاح الدين ذاته على الملك المجذوم ومثابرته رغم مرضه وصغر سنه بعد هزيمته لصلاح الدين في معركة (الرملة) ، وكذلك وجود نماذج حقيقة سيئة لدينا مثل (سعد الدين كمشتكين) الذي أصبح نائب أمير حلب الملك (الصالح بن نور الدين محمود) ..وهو من النماذج التي وقفت ضد صلاح الدين نفسه وكانت بالفعل تـُغلب مصلحتها الشخصية على مصلحة الأمة ..

ولكن لسبب ما تجاهل (في حالة الشخصيات العربية) ولم يكتفوا (في حالة الشخصيات الغربية) صانعوا الفيلم -(ريدلي سكوت/وليام مونهان)- الشخصيات التاريخية ، وصمموا على حشر شخصيات يحملوا وجهة نظرهم هم..

- نعود مرة أخرى للأحداث لنكتشف أن (رينو دي شاتيون) أو (أرناط) كما كان يسميه العرب ، عندما حاول أن ينقض الهدنة التي تمت بين (بالدوين الرابع) و (صلاح الدين) فقد قام بمهاجمة قوافل الحجاج المسلمين و قوافل التجارة المسالمة بل وصل بهجومه إلى مشارف مكة ومشارف المدينة وقد قرر أن يستولي على الكعبة الشريفة وقبر الرسول ،وهو ما جعل صلاح الدين يراسل في بداية هذه الأفعال الملك (بالدوين) ويخبره أنه سيعتبر ذلك نقدًا للهدنة ،وحاول الملك أن يثني (أرناط) عن أفعالة ويجبره على إعادة ما سرقة من القوافل والاعتذار ، ولكنه فشل في ذلك نتيجة تكالب قوادة وتابعية وعلى رأسهم والدته لمنعه من معاقبة (أرناط) ، فشحذ صلاح الدين قواته وقد حاصر الكرك ثلاث مرات ، الأولى أربعين يومًا ثم عاد عنها لأنه لم يكن مستعدًا بأدوات الحصار الطويل والثانية كان مستعدًا بالمنجنيقات وقد ضرب القلعة بالفعل لفترة فأرسل (أرناط) يستنجد بملك القدس نفسه (بالدوين) و أمراء الفرنجة فقرروا الخروج لنصرته، وهناك بالفعل عاد صلاح الدين لأنه كان يخطط لمعركة أهم.. ثم عاد المرة الثالثة للكرك في طريقة إلى حطين ولكنه لم يفتحها وإنما واصل طريقة لمعركة حطين..

وهنا كما نرى لم يحدث مطلقًا هذه الصورة الرائعة التي وردت في الفيلم لملك القدس و هو يؤدب (رينالد دي شاتيون) .. بل تم خلط تاريخي غريب .. بين تأديب ملك القسطنطينية (مانويل الأول) لـ(رينالد دي شاتيون) عندما اضطهد أساقفة الكنيسة الشرقية في مدينة أنطاكية التي كان أمير عليها في بداية قدومه من فرنسا وبعد زواجه من أميرة المدينة (الأميرة كونستانس) و مهاجمته لمدينة قبرص التي تتبع القسطنطينية ، فجاء الملك (مانويل الأول) و حاصر أنطاكية التي كان يعتبرها تابعة للقسطنطينية وبذلك خرجت عن طوعه ..وقرر أخذها وتأديب (رينالد) حتى لو دك المدينة ذاتها تمامًا ..ومع استرحام الأميرة (كونستنس) له قرر أنه سيترك المدينة لو اعترف (رينالد) بذنبه ،وأدى طقوس التوبة بما تحمل من إذلال واضح ، وقد فعل (رينالد دي شاتيون) ذلك..وكان هذا قبل حتى تولي (صلاح الدين) السلطة، بل كان في عصر (نور الدين محمود) ..وهذه هي المرة الوحيدة تاريخًا التي تم بها تأديب (رينو دي شاتيون) .. لذا فمرة أخرى يظهر الفيلم ملك القدس بشكل بطولي لم يكن عليه بالفعل.

- ربما أنا المتعصبة للتاريخ زيادة عن اللازم ولكني اكره حشر ما لا يفيد في الأعمال التاريخية لمجرد الحشر ، فقصة الحب بين الأميرة (سبيلا) و بين (بالدوين) هي قصه حقيقية ولكن قد تم حشر أمور لم يكن لها وجود وتم تغير القصة ذاتها لمجرد وضع قصة حب ملتهبة بالفيلم ، فالأميرة (سيبيلا) هي بالفعل أخت (بالدوين الرابع) و ابنة الملك (عموري الأول/أملريك) وقد زوجها أباها بالفعل في سن الثانية عشر من عمرها عندما أكتشف أن أخاها مصاب بالجذام وذلك خوفًا من أن يموت أخاها فلا يجد وريث لعرشه ، ولقد أنجبت طفل ليرث العرش و لكن مات زوجها وفي هذه الفترة تعرفت الأميرة على (باليان أبلين) وكانت بينهم قصة حب وافق عليها ملك القدس (بالدوين الرابع) ولكن رفضتها والدتها نظرًا للخلافات العريقة بين أسرتها وأسرة (أبلين) ، وعندما تم أسر (باليان) في إحدى المعارك تزوجت الأميرة (سبيلا) من (جي دي لوزينيان) حتى يكون الوصي على طفلها الذي سيرث منها عرش القدس ويصبح هو ملك القدس بالتبعية ، وهو ما حدث بالفعل.. ولقد تزوج (باليان أبلين) بعد أن تحرر من الأسر و أنجب أطفال أيضًا ، كانوا في بيت المقدس أثناء فتحة ولقد سمح صلاح الدين لـ(باليان) بأن يخرج زوجته وأطفاله قبل بدء المعركة.. وهو بالطبع ما يفسد الصورة الرومانسية لقصة الحب بين (سبيلا) و (باليان) أثناء المعركة التي أوردها الفيلم.

- التجاهل التام الذي تم في الفيلم لمعركة تاريخية من أهم معارك التاريخ المشترك بين الشرق والغرب وهي معركة (حطين).. فقد تم في رأيي عمدًَا ما سبق الإصرار ، فكيف لا يتم تصوير معركة رائعة كهذه إلا بغرض عدم قول (كل الحقيقة) فأسوء ما يقدم بالفيلم –بالنسبة لهم- هو تصوير بطولي لانتصار المسلمين في معركة تاريخية وهو ما لم يستطيع صانعوا الفيلم تقديمه ، فبما أن (حطين) لم تكن ساحة جولات بعضها للمسلمين وأخرى للصلبين بل كانت جولة دائمة لقوات (صلاح الدين) انتصروا بها تمامًا على قوات الغرب المجمعة ، فلم يستطيعوا صانعي فيلم تقديم المعركة ، وهو التفسير الوحيد لتجاهل معركة هامة كهذه في خضم هذه القصة.. ولا يقول قائل أن كون (باليان ابلين) لم يشارك بها هو السبب لأنها بذلك ليست من أساس قصته ، فلو كان الهدف من القصة هو عرض بيوجرافي لحياة (باليان ابلين) فلما سمي الفيلم بـ(Kingdom of heaven) ولم يسمى (Balian Ibelin's live) .

- استفزتني للغاية لحظة قتل (رينالد دي شاتيون) رغم تقديمها تقريبًا كما حدث في التاريخ ،حتى تقديم الماء لملك القدس فقط الذي ناوله لـ(رينالد) وقول صلاح الدين انه لم يعطه الماء (ولتفسير هذا الجزء فلقد كان من عادات العرب القديمة في الحروب أنه إذا قدم العربي المنتصر الماء لخصمه فقد أعطاه الأمان ، لذا فلقد أكد صلاح الدين لـ(رينالد) أنه لم يعطه الماء أي لم يعطينه الأمان) ، ولقد قيل –وليس لدي تأكيد لصحة القصة- أن (صلاح الدين) سأل (رينالد) ("لو كانت المواقف معكوسة وكنت أنت المنتصر وكنت أنا الأسير مكانك فماذا كنت فاعلاً؟" فأجابه (رينالد) "كنت لأقتلك"، فرد عليه صلاح الدين بأنه "لقد حكمت على نفسك" ، ثم قطع رأسه) ، بصرف النظر عن ذلك فالفيلم قد أورد الواقعة الحقيقة لقتل صلاح الدين لـ(رينالد) ولكن .. ليفهمني احد ما هي الدلالة للقطة أخراج (المُلا) لسيفه كي يقوم (صلاح الدين) بقتل (رينالد)، ثم إعراض (صلاح الدين) عن سيف (المُلا ) واستخدام سيفه، بصراحة أجدها لقطه مفتعله للغاية هدفها فقط أن تقول (انظروا .. بصوا وشوفوا العرب برضه أهم عندهم متعصبين بيموتوا في سفك الدم زينا بالضبط في نفس الوقت) والحقيقة أن صلاح الدين في الفيلم أو التاريخ قد قتل (رينالد) بالفعل، يعني هو سيف (المُلا) هو ما يحمل الخطر؟؟ الحقيقة أنه حتى الرمز هنا أتى سخيف وكحشو ومحاولات للإسقاط من الحاضر على الماضي دون فائدة ببساطة لان الشخصية محشورة حشرًا بالفيلم، وروعة الإسقاط التاريخي من الماضي على الحاضر والعكس تأتي من كون الشخصيات حقيقة ومن كون التاريخ يعيد نفسه لنتعلم ، ولكن أن نضع نحن الشخصيات الوهمية في القصة التاريخية لنسقطها على الواقع ونتعلم منها فهو أمر غريب و غير مقبول في رأيي.


- طبعًا لن أتكلم عن المبالغة في إظهار قوة (باليان أبلين) أثناء المعركة وكأن المعركة متكافئة ، رغم كون ذلك غير حقيقي بالمرة ، فصلاح الدين كانت جبهته هي المتقدمة ،ولقد هدده بالفعل باليان بأن سيقوم بهدم الأماكن الإسلامية في المدينة (على عكس ما ورد في الفيلم من قول (باليان) بأنه سيهدم المواقع الإسلامية والمسيحية واليهودية أيضًا -في لقطة دس سم في العسل أوضح مما يكون-) ، فقرر صلاح الدين وقد كان بأماكنه أن يأخذ المدنية على الفور، بالاتفاق على أخذ المدينة بالأمان لأهلها ، على أن يدفع كل أسير رجل ثلاث دراهم و كل أمرآة نصف المبلغ كفدية وألا يأخذوا أي ذهب أو مقتنيات تعود إلى الأماكن المقدسة بالقدس ، ولقد قام صلاح الدين في النهاية هو وقواته بدفع فدية الفقراء من الفرنجة الذين لم يستطيعوا دفع فدية أنفسهم..

- يبقى فقط أخذي على صانعي الفيلم عدم الاهتمام بمظاهر إسلامية بشكل جيد، فلقد تكرر مرتين مثلا الصلاة أثناء الآذان وليس بعده و كذلك طريقة الصلاة الغريبة، واعتراضي هنا ليس لاعتباري أن هذا أهانه للدين الإسلامي كما قال البعض عند عرض الفيلم –فالدين لن يتأثر بذلك فهو تعبير عن جهل صانعي الفيلم وليس محاولة أهانه- ولكن لأن ذلك يعتبر تهاون في دراسة الشخصيات التي يقدموا الفيلم عنها ، فلقد أعتدنا من هوليود الدقة في التحضير لكافة أفلامها ،فلما دائما يـُلاحظ أنهم غير قادرين على الفهم الجيد لأي شخصية إسلامية أو عربيه يقدمونها ، ولقد كان الاستفسار عن نقطة كيفية الصلاة لدى المسلمين بسيطة تمامًا مع وجود ممثلين عرب ومسلمين في الفيلم و تصوير الفيلم في دول عربية.


في النهاية الفيلم كما قلت حاول أن يكون موضوعيًا ولكنه لم يستطيع أن يظهر حقيقة الغرب في هذه الفترة كاملة، حاول أن يضع الكثير من مساحيق التجميل لتكون صورتهم أكثر إشراقًا ، لقد قال الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ولكنه لم يقل الحقيقة كاملة على طريقة القسم في أفلام المحاكمات الأمريكية ..

Wednesday, June 25, 2008

النهاية الأصلية لفيلم البريء

فيلم البريء من أجمل الأفلام التي رأيتها في حياتي ، على كل المستويات وبالطبع أكثر ما أهيم به حبًا بالمناسبة في الفيلم هو أغانيه المعبرة الرهيبة ..

المهم انه في كل مناسبة يرد فيها ذِكر الفيلم يقال أن النسخة التي نشاهدها دائمًا هي نسخه غير مكتملة وقد تم حذف نهاياتها..

حتى نسخة (روتانا سينما مش هتقدر تفتح عنيك) التي أخذت تبشرنا بأنها ستعرض الفيلم دون أي قطع أو حذف، وجدتها أيضًا لم تورد النهاية الأصلية للفيلم..

أنا بقى دماغي فيها زلطه و أكره أن يضحك عليّ احدهم، وقررت البحث عن النسخة الكاملة للفيلم أو على الأقل الجزء المحذوف و خلال بحثي على youtube وجدت النهاية الأصلية للفيلم بالفعل..

وأنا أعلم أن كثيرين قد يحبوا مشاهده النهاية الحقيقة وهي الأفضل بكل تأكيد..

لذا سأخرس الآن وأترككم معها.




Monday, June 23, 2008

تاج/ واجب (واجب النفاذ) من عابر سبيل

أرسل لي الصديق عابر سبيل – طارق .. تاج/واجب كما يسميه

و أولاً شكرًا على الواجب جدًا ..بس هو مفيش غش أسوة بامتحانات الثانوية؟؟ :D

لا.. مفيش طيب أمري لله بقى هجاوب بمجهودي خلاص..

------------------

1. اذكر اسم من طلب منك حل الواجب ؟

- عابر سبيل – طارق (السؤال الأول أهو سهل مش محتاج غش).

2.اذكر القوانين المتعلقة بهذا الواجب؟

- حتى هنا في قوانين ، فليكن القوانين في الأسطر التالية.

3.تحدث عن ستة أسرار قد لا يكتشفها من يقابلك للمرة الأولي ؟

- ها . إحم إحم أسرار؟.. ليه كشف الصنعة ده ..متخلونا غامضين كده :D على أي حال ..لنستعين على الشقا بالله.

1- رغم كوني إنسانة اظهر اجتماعية جدًا و لكن الحقيقة إن داخلي وأنا بتكلم مع حد ببقى مكسوفة للغاية وفي الواقع ببقى خجولة جدًا ،ولكني غالبًا بأتغلب على الموضوع ده بمزيد من الانطلاق والكلام كمحاولة للمدارة.

2- لو كانت المقابلة في الصيف ،فلن يكتشف أبدًا من أقابلهم إن لدي استعداد أن احمل عمارتنا فوق رأسي رايح جاي إسكندرية من إني أنزل في الصيف وغالبًا هبقى بدعي جوايا إن ميعاد المرواح يجي .. أنا كائن شتوي صرف لا ينتعش إلا شتاءًا..

3- إحم إحم أنا عصبيه للغاية طبعًا لن يكتشف من يتعامل معي أول مرة ذلك ولا ثاني مرة وغالبًا لحد المرة العشرين الثلاثين كده ، ولكن الحقيقة إني بأكل في نفسي من جوه لو مخرجتش الطاقة العصبية من جوايه واضطررت حرصًا على علاقتي الجيدة بالناس وبأصدقائي إني اكبت التوتر والعصبية لعدم مضايقة الآخرين..طبعًا لقد تأكدتم الآن إنني مريضه مزمنة ولا أمل في شفائي بالمصران الغليظ العصبي.

4- لن يكتشف بالطبع من أقابلهم أول مرة إنني بنسبة 98% إنني في أي لحظة سأسقط من قله النوم والإرهاق ، غالبًا لأنه لا يعلم إنني كائن ليلي تمامًا ، لذا بما أني بتأكيد أقابل الناس نهارًا ،فمعنى ذلك إنني لم انم مطلقًا قبل المقابلة وإنني أنهيت ما كنت افعله (قراءة، كتابة، تلفزيون ..الخ) و نزلت على الفور دون نوم ..لذا بتأكيد سأكون في حاله يرثى لها.

5- لو صدر مني كلمة أو جمله وبعد التفكير وجدت إنها كانت سخيفة في حق احد، سيكون يومي بلا شمس غالبًا لأنني وسواسه جدًا في النقطة دي،ولن استطيع أبدًا تمريرها وسيبقى ضميري يؤنبني بشدة ربما حتى أجد شجاعتي واعتذر للشخص فأكتشف انه لم يكن يتذكر أصلاً-أو يعني بيمثل انه مش فاكر:d- و العكس صحيح لو أخطأ في حقي شخص أيضًا ، أفضل أكل في نفس بقى ضيقًا ، و لكن أرضائي أهون ما يكون، يكفي اعتذار أو ابتسامة لتزيل ضيقي تمامًا ولن أتذكر غالبًا بعد يومين فقط أن هناك مشكلة كانت بيني وبين هذا الشخص.

6- بتأكيد لن يكتشف من أمامي في المقابلة الأولى أسوء عيوبي وهو تغير المزاج بصورة كبيره بشكل سريع وهو الأمر الذي يؤرقني شخصيًا ، فجاءه أكون سعيدة و متألقة وسأطير في الهواء فرحًا ، وفي اللحظة التالية أجدني تعيسة مكتئبة لا أطيق أن أأخذ النفس التالي لي في الحياة..

ها قد كشفت عدة أسرار لن يكتشفها من يقابلني لأول مره والأمر لله :D

4.حول هذا الواجب إلى ستة مدونين واذكر أسماءهم مع روابط مدوناتهم في موضوعك؟

- أمممم فليكن ..

عمرو عز الدين
صَـــف تـــانـــي
إيـهـاب عمــر
أفكار مبعثرة
محمد سعيد أحجيوج
محمد كمال حسن

5. اترك تعليق في مدونة من حولت الواجب عليهم ليعلموا عن هذا الواجب.

- حاضر بمجرد نشر التدوينه سأترك لديهم تعليق بإذن الله ..

بس كده أنتهي التاج / الواجب على خير والحمد لله

Sunday, June 1, 2008

دعوى قضائية ضد تصدير الغاز لإسرائيل : ( يوم 24 يونيو ) تعالوا معنا لحضور المحاكمة في مجلس الدولة

وصلتني رسالة من أمنيه صديقتي بها دعوى من سيادة السفير (إبراهيم يسري) المحامي بالنقض ، و وجدت انه من الضروري التنويه عنها ونشرها ...


فأنا من أشد الرافضين لتصدير الغاز لإسرائيل لكل لاعتبارات..


هناك من تكلم فقط عن فكرة إننا ندعم الغاز للعدو الإسرائيلي ونبعه لهم بسعر أقل من سعره بما يجور ويؤثر على الصالح المصري ، وانه يجب تقنين العقود والنظر بها لتكون منصفه..وهذه وجهة نظره ولن أناقشه بها..


ولكني لا أستطيع أن أكون مع هذا الرأي أنا اعتبر أن موضوع دعم الغاز لإسرائيل هو مصيبة تضاف إلى الكارثة الأصلية وهي بيع الغاز لإسرائيل من الأساس .. فلو كان الإسرائيليون سيدفعون في الغاز ضعف ثمنه لكنت ضد بيع الغاز المصري لهم.. ضد أن نقتل بأيدينا..


إذا كنا لا نستطيع أن نثأر لأرواح من قتلوا من الأسرى المصرين ،لأرواح إخواننا الفلسطينيون واللبنانيون الذين يقتلون كل يوم بيد العدو الإسرائيلي ..إن كنا اضعف من أن نتحرك ونأخذ موقف حقيقي الآن فعلى الأقل ليكون لدينا القليل من الدم بألا ندعم هذا العدو بالغاز الذي يقتلنا به؟؟!


لم أرى في حياتي كلها شعب يجد أن سلاح قاتله غير مسنون تمامًا فيأخذه من يده و يسنه مجانًا (أو بتخفيض في السعر) ويعيده ليد قاتله كي يسهل عملية قتله..


هل وصلنا لهذا الحد من ازدراء أنفسنا؟؟


أنا ضد بيع الغاز(((للعدو))) الإسرائيلي بأي اعتبارات ومتضامنة تمامًا مع هذه الدعوى القضائية وسأرى كيف أصنع التوكيل لأرسله لسيد إبراهيم يسري المحامي ..


وسأحضر بإذن الله يوم الدعوى القضائية في محكمة القضاء الإداري لأؤكد على رفضي على الأقل لهذا العمل الذي لا يمكن وصفه سوى بكونه خيانة لشهداء هذه الأرض السابقين وشهداء هذه الأرض اللاحقين الذين سيموتون يومًا بسلاح يدار بغاز مدفوع من جيوبهم..


أتمنى من الجميع الحضور .. من كل من يستطيع التواجد أن يتواجد .. اعتقد أن بيع الغاز لإسرائيل لا يحتمل أي نوع من الفذلكة في الرفض .. ولا الاختلافات بين الأفكار والطوائف المختلفة.. الغالبية العظمى تتفق مع القضية..


يا عزيزي إذا كنت رافض لأن السعر قليل ويعتبر دعم للمواطن الإسرائيلي ودعم إسرائيل لا يرضيك فقط احضر لتعبر عن وجهة نظرك ..إن كنت رافض بيع الغاز في المطلق احضر وعبر عن وجهة نظرك.. المهم إننا نلتقي جميعًا في جمله واحدة ..



لا لبيع الغاز المصري لإسرائيل..


ها هي الدعوى التي أرسلتها لي أمنية ..
------------------------

تعالوا معنا لحضور المحاكمة في مجلس الدولة يوم 24 يونيو

السادة الأصدقاء الكرام تحية طيبة و بعد
أتشرف بإحاطتكم بأنه قد تحدد يوم 24 يونيو 2008 للنظر في الشق المستعجل في الدعوى 33418س62 أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة للحكم بوقف ثم إلغاء قرار وزير البترول الذي تستند عليه عملية تصدير الغاز لإسرائيل إلى جلسة 24 يونيو 2008 قاعة 11 رول 75 .
و الأمل أن يتسع المجال للتنويه بذلك بين أصدقائكم و في أوساطكم حتي تحظى الدعوى بحضور مكثف في ذلك اليوم بمحكمة القضاء الإداري بشارع الجيزة أو أن يتم إرسال توكيلات موثقة بالشهر العقاري باسمي ،ص.ب.665 المعادي ، تليفون 0225212155. و ندعو الله أن تلقي دعوانا قبولا من قضائنا الشامخ.

الســـــفير
إبراهيم يســري
المحامي بالنقض

تدوينه طويلة مملة .. لا تدخلها إلا لو كنت باحث عن وظيفة أو من هواة حرق الدم مثلي

هل أصبح الشباب مصدر دخل إضافي أو (سبوبه) للشركات إن سُمح لي أن أستخدم مثل هذه الكلمة ، لقد استفزني الأمر لأقصى درجة ممكنه في الأيام السابقة ، أحد معارفي يبحث عن عمل وقد طلب مني أن أبحث له على الإنترنت عن إعلانات إحدى الجرائد –عبر موقع الجريدة الإلكتروني- التي تعلن عن فرص عمل ولا تتوفر الجريدة للكثيرين لأنها توزع مجانًا وفي مناطق محدده من الجمهورية لا تشمل المنطقة شبه الشعبية التي يقطن بها ، المهم إنني فعلت ،وجلسنا معًا وأستخلص بعض الإعلانات التي في مجال تخصصه والبعض الأخر الذي لا يطلب مؤهل محدد ، فقط مؤهل عالي ، المهم إنه أخذهم وافترقنا وعندما قابلته وسألته عن ما حدث وجدته في قمة الإحباط من أن كل من اتصل بهم في الإعلانات أكتشف أن غرضهم النصب أولاً .. وكلهم يطلبوا من المتقدم مبلغًا من المال.. من شدة ضيقه لم افهم التفاصيل بالضبط ،ولكن شد انتباهي الأمر فقررت أن أجري التجربة اخترت 7 إعلانات عشوائية من القائمة في مجالات مختلفة.



- صيدليه تطلب مساعد صيدلي
- شركة تطلب خبير في الـIT
- جريده كبرى تطلب محررين
- شركه تقول إنها تتبع (إحدى الدول العربية الغنية وذكرت طبعًا اسم الدولة) ولم تحدد طبيعة عملها ولكنها تعد بمرتب يفوق الـ1000 جنيه وفرصه للوصول لمنصب إداري .
- شركه كبرى أخرى تعد براتب 1200 جنيه دون تحديد مجال العمل.
- شركه كبرى ثالثه –أم هي رابعة؟!- تطلب شباب لتنفيذ مشاريع صغيره –الحمد لله إن هناك شيء صغير ها هنا ولم يقولوا مشاريع كبيره أيضًا على غرار الشركات الكبرى- في المنزل وتعد براتب يصل لـ1200 ج أيضًا.
- فندق 5 نجوم بشرم والغردقة والقاهرة يطلب أستاف كامل.



المهم إنني استعنت على الشقا بالله وأمسكت الهاتف تحت نظرات والدي المتوعدة بخراب بيتي –لا يمنعه سوى أن بيتي مازال هو بيته إلى الآن وهو لا يريد خراب بيته شخصيًا- بسبب فاتورة التليفون التي غالبًا ستأتي فلكيه بسبب تجاربي الحمقاء هذه..



المهم بدأت بالشركة المسئولة عن المشاريع الصغيرة في المنزل –ولا يسألني احد رجاء لما لجأت لهذا الترتيب فهو جنوني من اختار ولست أنا- المهم رن الجرس ورد عليّ صوت رجل وقور ودار الحوار التالي..



- ألو
- الو أي خدمه أقدر أقدمهالك يا فندم
- كان في إعلان في جريدة (..) عن مشاريع الشباب الصغيرة ..
- أيوه يا فندم ..
- اقدر أعرف نوعية المشاريع دي أيه
- منتجات يدوية
- أنا اعرف إنها منتجات يدوية ولكن في أي مجال؟
- آه حضرتك –وتعجبت من حضرتك هذه وقد خدعتني بأن الرجل مهذب وطيب ويقدر حتى من يتصلوا لطلب عمل- منتجات خرز وشنط وإكسسوارات حريمي وأمور مشابهه
- أها جيد جدًا ..أقدر أعرف الأوراق والمعلومات المطلوبة ؟
- حضرتك تيجي على العنوان ده (...)
- ثانيه واحد أجيب قلم (وقد كنت أكتب للصراحة على الكومبيوتر كعادتي في ملف TXT ولكني أردت سبك الدور جيدًا) .
- لو سمحت العنوان .
- (...)
- البيانات المطلوبة أيه؟
- تعالي حضرتك ومعاكِ 30 جنيه.
- أيه؟؟
- 30 جنيه
- ليه (أنا في سؤال استنكاري حاد)
- حضرتك قبل الشغل لازم تاخدي دورة تدريبيه في كيفية صناعة المنتجات لمدة 3 أيام وبعدها بتستلمي الشغل..
- هو مش أي شغل برضه بيدرب موظفيه مجانًا ..ولا هو إعلان عن مركز دورات تدريبيه واختلط عليّ الأمر..
- لا يا فندم دي مصوغات العمل
- أها مصوغات العمل 30 جنيه ..يا بلاش .. ألف شكر للمعلومات.
ووضعت السماعة..



كنت بصراحة مدهوشة للجرأة التي يتكلم بها الرجل.. و أنا للصراحة لم أبحث عن عمل في حياتي ولم أصطدم بهذه النوعيات ،يبدو أن العمل يأتي لمن لا يبحث عنه .. و أنا لا أريد دائما الأعمال المتوافرة و السلام، كان هناك مجال واحد في الحياة أريد العمل به وقد جاءتني الفرصة لأعمل به لما يقرب من عام ولكني تركته بكامل إرادتي الحرة فقط من اجل فعل ما أؤمن به ، ومن يومها وأنا المحظوظة الوحيدة على وجه جمهورية مصر العربية التي تأتي الوظائف حتى باب بيتي وأنا على صرخة واحده لكل وظيفة (مخدوش يا بابا مخدوش يا بابا مخدوش يا بابا) وإن ضغط علي بابا بالحيلة والمحايلة في غفلة من ماما التي تؤازرني في موقفي وأخذت العمل فإن أطول فترة عمل لي كانت 3 شهور وبعدها أقدم استقالتي حتى كاد من يعرفونني ينادونني دعاء إستقاله ،المهم ليس هذا موضوعنا ، ما يهمني في ذلك إنني كنت ابعد ما يكون –لحسن حظي الغريب- عن مسألة السؤال عن طلبات العمل هذه لذا كانت دهشتي عظيمه.
وبما إنني سخيفة أيضًا ولا أحب أن


اشتغل عند أي حد أو أن أسافر لأي مكان لأعمل في أي دوله غير مصر ، فلقد رفضت بكل ترفع أن اتصل بشركة العربية حتى لو كان الاتصال خدعة و ذهبت لأحضر أخي ،وبقليل من المحايلة والإقناع أعطيته الدور المطلوب و بدأ الاتصال .. المهم انه اكتشف أن الشركة تعمل في الاستيراد والتصدير ، ولم يأتوا بسيرة موضوع كونها عربيه هذا بل ضللوا الكلام عندما سألهم ، وعندما سألهم عن مصوغات التعين طلبوا منه صورة البطاقة و 40 جنيه ثمن الدورة التدريبية على أعمال الشركة.
وضع أخي السماعة وأنا أكاد اقفز من مكاني غيظًا ،


لم تسأل أي شركة عن نوعية المؤهل أو عن سنة التخرج أو عن أي مهارات، فقط أهم ما يذكرونه هو الأموال اللازمة لدورة التدريبية .. كبر الموضوع في رأسي وصممت أن أكمل المسيرة واخترت الشركة الكبرى الثانية .. وكأن الشركتان شركة واحده نفس الحوار نفس الموال فقط من رد علي كانت أنسه لم يعجبها صوتي على ما يبدو وتكاد تخرج رأسها من السماعة لتضربني ، فلم أخاطر معها بأي استفزاز تحسبًا لامتلاكها أي قدرات عقليه قادرة على تفتيت عقلي وأنا مكاني عبر الهاتف وعندما وصلنا لمصوغات التعين لم تطلب البطاقة فقط الـ40 جنيه.. وهنا لم أسألها لما أو لماذا أو اشكرها أو أصرخ بها فقط وضعت السماعة في وجهها جزاء لها على محاولاتها لتفتيت العقلي التي كانت تنوي فعلها..



وضعت السماعة وأنا أضرب كف بكف وأضع نفسي مكان الشاب الذي اتصل كل هذه الاتصالات وهو يأمل حقًا في وظيفة فيجد أن الكل يعتقد أن معه مال زائد يجب تحصيله.. الصراحة خفت من أن أكمل تمنيت أن اترك هامش من الأمل بأن الآخرين سيكونون مختلفين .. فليس من المعقول أو المنطقي أن كل هؤلاء نصابون بهذا الشكل ولكني لم استطيع منع يدي من أن تلمس الهاتف وتعيد الاتصال بالفندق هذه المرة..



سألته الأسئلة المعتادة عن انتم تطلبون عمل ، وجدت إعلانكم في جريدة كذا .. ففاجئني بسؤال عبقري ما هو مؤهلك .. كدت أقوم ارقص طربًا ، احدهم يسأل عن مؤهلي يا حلولي أخيرًا .. انتحلت شخصية أخي العبقري و أخبرته إنني خريجة سياحة وفنادق .. وتوقعت أن يسألني عن تخصصي بالضبط واستعددت بسرقة تخصص أخي أيضا ولكنه لم يسأل ، سألني عن سني فكدت أقوم لأهتف من السعادة وكالعادة استعرت سن أخي –ألم استعر شهادته- عندما تقول لطالب وظيفة في السياحة أن عمرك 22 عامًا أفضل بالطبع من 27 بتأكيد، أخبرني إنهم يحتاجوا (أستف) كامل و أن بإمكاني الاختيار بين العمل في أي من المدن الثلاثة ، هنا تذكرت إنه على من كان كذوبًا أن يكون زكورًا ،وإنني بالطبع نظرًا لأنني لا اطلب الوظيفة حقًا نسيت أن أسأل عن ماهية هذا الفندق الـ5 نجوم فسألت السؤال وهنا تلعثم الأخ على الطرف الأخر حاولت تهدئته .. بأنه إن لم يكن الفندق 5 نجوم ليست لدي مشكلة يمكنني العمل في فندق 4 نجوم ولكن زاد تلعثمه ، كدت اخبره إنني لن أرضى بأقل من 3 نجوم ولكنه صعقني على الفور بقوله بأنه سيدربني ويعطيني الخبرة على العمل الفندقي ثم يوزعوننا على الفنادق المختلفة تبعًا لنجاحنا في التدريب ، لم انطق أنا صراحة لقد أقنعني الرجل في البداية أن الأمر ليس خدعه ، وأخرجت صوتي بصعوبة لأسأل سؤال واحد ..وما نوع التدريب؟ كان سيسترسل في ذكر روعة وجمال و رقة ودلال الدورة التدريبية ولكني قطعت عليه الطريق سائله بنفاذ صدر .. هل سأدفع مقابل هذه الدورة؟؟ و وضعت يدي فوق قلبي وهو يقول نعم 70 جنيه .. كنت أتمنى أن استعير لسان أخي أيضًا نظرًا لكوني البني أدمه الوحيدة في مصر-بعد والدتي- على ما يبدو التي لا يتجاوز قاموس شتائمها كلمة حشرة ولكن هذا أمر لم يكن بيدي لذا لم أملك سوى الحل السحري بوضع السماعة في وجهه كالعادة وأنا أكاد أبكي قهرًا بحق وليس مجرد مجاز ..
تلقائيًا خرجت إلى


الصالة سحبت المدعو أخي من التي شيرت واضعة السكين وقطعة البطيخ التي يقطعها فوق المنضدة و أجلسته أمام الهاتف قائله له .. اتصل كالمرة السابقة مشيره له على شركة الـIT فإن كنت استطعت أن اسرق شهادته السياحية الفندقية فلا يمكنني مهما حاولت أن اسرق خبرته وشهاداته التكنولوجية وأهل مكة أدرى بشعابها ، وهو سيعرف كيف يرد على أي أسئلة قد تكون محرجة لي لو كانت الشركة حقيقة وهو ما بدأت أشك به..



دار الحوار المعتاد واخبرهم عن شهاداته و خبراته الحقيقة في المجال واستعرض علي بعدة مصطلحات لم افهم منهم شيء .. ثم تعصب على الرجل بحنق و نعتهم بالنصب و أخبرهم بأن الشاب يطلب عمل ليأخذ أموال لا ليأخذوا منه أموال و وضع السماعة وهو يتوعدني بأنني لو حاولت حرق دمه مرة أخرى سيلقى بنفسه من الشباك نكاية بي كي لا أجد من استغله بعد ذلك.. وطبعًا عرفت أن الشركة –ورغم كل هذا الكلام العجيب في الـ IT الذي اخذ يرصه لها ولم افهم منه شيء- تطلب منه الالتحاق بدورة تدريبيه بـ60 جنيه.



لم يتبقى سوى الجريدة والصيدلية والاثنتان أستطيع العبث و النصب عليهما وحدي فالمجالان يمكنني أن أجد ما يقال بهما ببساطة ودون حاجة لاستعارة أو سرقة مواهب أي شخص أخر فأطلقت سراح أخي وقررت أن أبدأ بالجريدة نظرًا لاستبعادي وجود دورات تدريبيه في الصيدليات ونظرًا لكوني لو عملت في صيدلية يومًا فلن احتاج أي دورات تدريبيه ويمكنني إفحام من سأكلمه ببساطة ، أما الجريدة فللأمانة استبعدت فكرة الدورات التدريبية و اعتقدت على الفور أن طلب المحررين هذا سيتحول لمندوبي إعلانات بمجرد ذهابي إلى هناك-وهو ما لم أكن انوي فعله بأي حال- وإنهم بتأكيد لن يخبرونني إنهم يريدون مندوبي إعلانات من الهاتف حتى لا اهرب و أن الجريدة الكبرى لن تخرج عن كونها إحدى جرائد الأقاليم الغير معروفه بعد أو جريدة الجيل الفاتح أو الحرية والمساواة أو أي اسم من أسماء الجرائد المخترعة العجيبة والتي أرى إعلاناتها دائمًا تحت عنوان جريده كبرى ولا أراها أبدًا في الأسواق، وقد كان لي تجربتي الحقيقة مع أحداهم وربما أحكيها يومًا ، ولكني قررت أن أكمل ما بدأته واتصلت ،



ردت علي فتاة رقيقة للغاية ظريفة للغاية جدًا ، أشعرتني أن حقيقتي التي لا ادري عنها شيئًا هو إنني غفير درك ولست فتاة ،سألتها عن الجريدة فلم يخب ظني في أسمها ، سألتني عن مؤهلي و عن سني فأخبرتها الحقيقة، حاولت أن أذكر لها بعض خبراتي المتواضعة في المجال فلم يمكنني أن افتح فمي في مواجهة هذا الإعصار الظريف المتكلم ، بالكاد سألتها عن طبيعة العمل فأكدت لي انه محرره، سألتها صراحة إذا كان الأمر طلب لمندوبين إعلانات فأكدت لي تمامًا أن الأمر ليس كذلك وإنهم عندما يحتاجوا مندوبي إعلانات سيطلبونهم بالأسم، طلبت مني أن أأخذ العنوان فبدأت اكتب وأنا أفكر في هل وجدت ضالتي المنشودة ومع التفكير نسيت ألا أضغط بقوه على أزرار الكيبورد كعادتي لأكتم صوتها عندما أتكلم في الهاتف .. فسألتني هذه الفتاة اللماحة هل تكتبي على الكومبيوتر فأخبرتها أنه نعم ، فأكدت لي أن هذا سيفيدني و أن اكتبه في CV الخاصة بي .. انشرحت نفسي إذن هناك CV في الموضوع أيضًا ،طلبت أسمي ورقم هاتفي المحمول فكرت في أن أسرق أسم ومحمول ابتهال صديقتي وأعطيها إياه –تخيلوا هنا وجه يخرج لسانه ليغيظها فقط- ولكني اكتشفت أن الفتيات المهذبات لا يصنعوا ذلك بصديقاتهم فأعطيتها اسمي الحقيقي ورقم محمولي – وأمري إلى الله- كدت أؤلف لها رقمًا ولكني خفت من شعلة النشاط هذه أن تطلب مني إعادة الرقم –وهو ما حدث بالفعل- فينكشف أمري ، المهم إنها خصتني وكأننا صرنا صديقتان بأن أخر يوم في التقديم اليوم فهل أستطيع المجيء الآن من اجل التقديم و أن احضر معي الـCV و صورة المؤهل و صورة البطاقة و صورة شخصيه ، فكرت أن الأمر جدي حقًا و لكن قررت التأكد فسألتها ..هل هذا فقط هو المطلوب فأخبرتني بكل حميميه و ود بين من أصبحتا صديقتين في 3 دقائق أن هذا هو فقط المطلوب..أكدت ثانية إنني اقطن بعيدًا ولن يمكنني العودة لإحضار أي شيء أخر هل هذا فقط هو المطلوب فأكدت للمرة الثانية .. وضعت السماعة وأنا مشتته أبحث عن خدعة ..
كل هذه الحميمية والنشاط والود والرغبة في النصح والإرشاد وهذه الطلبات


المنطقية تمامًا أثارت قلقي..



لم استطيع أن اصمت، قدمت قدم و أخرت الأخرى وأنا أذهب للصالة لأسحب طبق البطيخ من يد أخي واحلف له قسمًا مغلظًا بأنني سأترك له ساعة كاملة من وقتي على جهاز كومبيوتر غدًا لو فعل ما اطلبه دون أن يقذف بنفسه من النافذة.. ولقد أغرته هذه الرشوة فمشى معي وطلبت منه أن يفعل المطلوب ويسأل كما سألت ويعطيها بيانات حقيقة فقط يستخدم اسمنا الثلاثي بدلاً من لقب العائلة الذي أعطيته للفتاة و أن يسألها صراحة عن وجود أي أموال ستدفع وألا يؤخذ برقة الفتاة و نشاطها ولا ينسى سؤالها وإلا سأخبر خطيبته بأنه أحرج من رقة فتاة على هاتف ولم يسألها هذا السؤال البسيط .. و وضعت في يده الموبايل مضحية بالدقائق القليلة المتبقية به داعية الله ألا ينتهي الرصيد قبل أن ينتهي غرضي من المكالمة .. دار مع أخي كل ما دار معي تقريبًا نفس النشاط والرقة ، نفس الانطلاق والنصح والتأكيدات حتى سألها أخي في النهاية هل لو قبلتموني سأستلم الوظيفة على الفور ، فأخبرته انه نعم فسألها بسماجة –أشهد لخطيبته عليها- هل لن ادفع أي شيء، فصمتت ثم أخبرته أنه عندما يُقبل ستكون هناك دورة تدريبيه مدفوعة الأجر .. فما كان منه إلا أن اخبرها إنه توقع ذلك وفعل ما تفعله عائلتنا في هذه الحالات وضع السماعة في وجهها.



كنت أنا أطقطق غضبًا في ذلك الوقت حتى يقال أن الجيران قد طلبوا من والدتي التوقف عن تفشير الفشار في المنزل لأنه يزعجهم،ولكني لم اهتم ، لم تتبقى سوى الصيدلية ..



ضربت الرقم وانتظرت أن اسمع صوتًا فردت عليّ فتاة ليست برقة الفتاة الأخيرة ولن تأكلني حية كالفتاة الأولى ..فتاة مهذبة جادة .. سألت عن الوظيفة فأخبرتني انه مساعد صيدلي سألتني عن المؤهل فلم أتفاءل خيرًا هذه المرة ،ولكني أخبرتها بمؤهلي الحقيقي سألتني إذا كنت عملت في صيدلية من قبل فأخبرتها بأنه نعم و أن دراستي وخبرتي جيده في هذا المجال طلبت مني أن أحضر وأعطتني العنوان كالعادة ، وجدت انه عنوان لشقة وليس لصيدلية تعجبت من ذلك وسألتها عن اسم الصيدلية وعن كنه الصيدلية التي تقوم بفتح مقرها في شقة بالطابق الثاني فأخبرتني إنني سأأتي وهناك طبيب سيعطيني دورات في كيفية العمل بالصيدليات وبعدها سيقومون بتوزيع الناجحين في الدوارات على الصيدليات المختلفة ، يبدو أن الفتاة قد لمست لهجة الشك والاتهام في سؤالي عن موقع الصيدلية فقررت أن تبوح بالحقيقة أفضل بتأكيد مما نمى لدي من شك ، كان فتيلي القصير أصلاً قد انتهى فسألتها في قمة الغضب المكبوت داخلي .. ألم تزيد هذه الظاهرة زيادة عن اللزوم هذه الأيام.. فسألتني ماذا اعني و عن أي ظاهره أتكلم، لا أدري إن كان تساؤلها بعبط مصطنع أم محاولة مدراه متأخرة ، فقلت لها على الفور ، خداع الشباب بهذا الشكل مراكز التدريب لأمور غير منطقة و هايفة متخفية في صورة وظائف حقيقة لتغري الشباب ، ابتلعت إهانتي وأخبرتني أن السبب أن الجريدة تفرق في ثمن الإعلان بين إعلانات طلب الوظائف وبين إعلانات مراكز التدريب و لذا فهم يضعوا الإعلان على هذه الشاكلة ثم يخبرون المتصل بالحقيقة ولا يخسرون شيء فأخبرتها بكل سماجة إنهم بتأكيد يخسرون فسألتني ماذا يخسروا، وقد بدأت تصيبها العدوى من الفتاة الأولى وقريبًا ستقضم عنقي من السماعة، فقلت على الفور .. المصداقية .. لقد خسرتوا مصداقيتكم لا أراكم الآن سوى مركز نصب لا يمكن أن أتعامل معه ، فأجابتني بكل بجاحة وهي تبتلع إهانتي للمرة الثانية بأنهم بالفعل سيقدمون لي وظيفة لو نجحت في التدريب فأخبرتها وإن لم انجح..وإن لم أرد التدريب وأردت فقط الوظيفة دون أن (اتمرمط و اتبهدل) ذهابًا وإيابًا لما أظنه وظائف فاكتشف انه مراكز تدريب.. لم تجيب على الفور وبصراحة كنت اعرف أن هذا أخر اتصال لي وإنني إن لم اخرج غيظي كاملاً لن أجد من اخرج غيظي به فقلت لها إنكم تنصبون على الشباب وتستغلون أزمتهم وحاجتهم للعمل أنتم مصاصي دماء لا أكثر ..وقبل أن أعطيها أي فرصة للرد و جدت ذاتي قد قلبت على البرنامج الأوربي لا أدري لما أصلاً و لا لماذا ،لست معتادة الحديث بالانجليزية أساسًا ولكني تلقائيًا ختمت حديثي معها

- any way thank you for nothing



وكدت أضع السماعة كعادتي ولكن لتغيظني الفتاة كانت بديهتها حاضره فضحكت ضحكة ساخرة مستفزة و قالت لي

- you welcome

و وضعت هي السماعة ..




ومن وقتها حتى الآن وأنا أغلى ولا أجد حل ليهدئني .. على أي حال لقد هدئت الآن كثيرًا بعدما تكلمت ونقلت الغيظ إلى آخرين وجعلتهم يتساءلوا ما أتساؤله أين الحكومة وأين الرقابة من هذا النصب العلني؟ أم أن النصابون الكبار يتعاطفوا مع الصغار منهم ولا يسائلوهم، أم أن بلدنا تحولت إلى غابة مؤكده وعلى كل منا أن يحمي ذاته بطريقته و أن يجد رزقه بأي أسلوب و وسيلة حتى لو كان بالعبث بآمال الشباب الغلابة المسحوقين أصلاً ، على أية حال البطل الذي قرأ التدوينه و وصل حتى هذه الجملة فله قمة احترامي وأتمنى له من كل قلبي ألا يكون في حاجة إلى وظيفة كي لا يعاني مما يحدث هذا وإن كان في حاجة إلى واحدة فأكرم له أن يشتري بعض أقراص النعناع والأقلام الجاف والفلايات والبنس الركيكة رخيصة الثمن ويدور بها في وسائل المواصلات أو الميادين العامة فهذا أفضل من أن ينصب عليه هذا النصب.