Wednesday, July 9, 2008

عن فيلم (مملكة الجنة) والتاريخ

منذ عدة أيام أذاعت قناة الـ
MBC2 فيلم Kingdom of Heaven أو (مملكة السموات)
أو كما كان أسمه التجاري (مملكة الجنة)، لقد رأيت الفيلم من قبل على الكومبيوتر ولكن لدي مشكلة مع حجم شاشة كومبيوتري وضغط الأفلام ولذلك غالبا لا أستمتع تمامًا بالأفلام عند مشاهدتها عبر الجهاز مثلما استمتع على شاشة التلفزيون وأنا أشاهد الفيلم بصوره كبيره واضحة المعالم.. فوق ذلك فكون الآخرين –من أصدقائي- يشاهدوا الفيلم في نفس وقت مشاهدتي له يجعل مناقشة الفيلم عمل ممتع..

لذا لم أستطيع هذه المرة أن اكبت رؤيتي لفيلم وكالعادة كانت هناك ابتهال خلف أذني تحثني وتصمم على أن اكتب ما قلته –وغالبًا سيعتاد قراء المدونة أن ابتهال تقف دائمًا خلف أذني تحفزني وتحثني دائمًا على كافة الأمور من منطلق إنني صديقتها المتميزة وهو ما لا أراه في نفسي أساسًا (كوني متميزة ولكني صديقتها بتأكيد)- المهم دعونا من ذلك ولندخل عالم الفيلم على الفور..

القصة بتأكيد تتخذ الجانب الغربي لعرض قصة استعادة بيت المقدس ومعركة حطين ، فنجد أن القصة تتّبع حياة القائد (باليان أبلين) الذي قاد القوات الصليبية في محاولة صد صلاح الدين وقواته..

كحقيقة بسيطة في البداية فأسرة أبلين و ابنه منها بالتبعية أسرة مشهورة وعريقة منذ بداية الحملة الصليبية الأولى واحتلال القدس.. وقد كانت الأسرة هي الحاكمة لمدينة نابلس ، وكما عُرف في كثير من المراجع التاريخية فإن باليان كان ابن شرعي لوالدة وله أخ شقيق أيضًا كان له دور هامشي في التاريخ ، مما يتنافى مع رؤية الفيلم عن الحداد البسيط والابن غير الشرعي الذي أتى من فرنسا ليقيم مملكة الضمير ..

الفيلم في رأيي حاول أن يكون موضوعي بقدر استطاعته لدرجة قد لا نتخيلها من الغربيين مطلقًا فلقد تعودنا دائمًا على محاولات التشويه والعبث في التاريخ بصورة مسيئة لأي نجاح إسلامي عربي ، لذا أتى الفيلم مخالف لهذه النقطة في توقعنا ولكن للأمانة فلقد شعرت بأمرين هم أكثر ما أزعجني بالفيلم ..

أولاً تشتت الفيلم نفسه في نقل الأحداث و التنقل من منطقة لأخرى ومن مكان للأخر دون أي محاولات توضيحيه، على اعتبار أن المتفرج هو مؤرخ أو على الأقل قارئ جيد للتاريخ ، فلم يحاول أن يفسر له أي شيء وقد كنت أجلس مع مجموعة أصدقاء أثناء المشاهدة فكنت أراهم مشتتين لا يعرفوا من ذهب أين ومن أتى إلى أين وهو ما جعلني انتبه للأمر ..

الأمر الثاني هو محاولة صانعي الفيلم أن يجملوا الصورة الغربية ، بقدر ما يحسب لهم أنهم لم يحالوا تشويه الصورة العربية، بقدر ما يؤخذ عليهم محاولات تجميل الغرب أو عرض الحقيقة ولكن ليس (كل الحقيقة) جزء منها فقط.. وسأقوم بعرض بعض هذه النقاط..

- فنجد مثلاً شخصية مثل (تابريس) التي مثلها (Jeremy Irons) لم يكن لها وجود في التاريخ من الأساس ولكنها وضعت وضعًا لتكون هي المعادل الموضوعي -لتجميل الصورة الغربية- أمام شخصيات مثل (جي دي لوزينيان) و (رينالد دي شاتيون) .. فيكون (تابريس) هو الشخصية المحبة للسلام والطيبة مقابل الشخصيتان المتعصبتين و المتخذتان من الدين ستار لأغراضهما الشخصية..

هذه المحاولة لخلق التعادل و وضع شخصيات وهميه في أدوار هامه، أتت أيضًا في الجانب العربي في شخصية (المُلا) التي لعبها (خالد النبوي)، والتي حاولوا أن يظهروها كالشخصية الند لـ (رينالد و جي) فهو الشخصية العربية المتعصبة المحبة لسفك الدماء عامة -أو هكذا أردوها أن تظهر من وجهة نظرهم- وحتى الاسم نفسه الذي أعطى للشخصية يحمل من الدلالات الكثير بوضوح تام، وكون هذه الشخصية ليس لها وجود أيضًا في التاريخ .. فلقد شعرت بأن الأمر ممجوج ومبعثر و هو محاولات لحشو التاريخ بما ليس فيه لإخراج عِبر منه أي ما يشابه لي عنق التاريخ ..

وليس معنى هذا أن الجانبين لم يحووا نماذج كهذه .. فالحقيقة التاريخية تؤكد أن شخصيات كالملك المجذوم (الملك بالدوين الرابع) أو مثل (باليان أبلين) ذاته كانت شخصيات متعادلة وتحمل صفات خيره في بعض الأحيان و قد ذكرت بوضوح في التاريخ حتى لدى مؤرخينا العرب رغم اعتبارهم لهم أعداء بطبيعة الحال ولكنهم لم يتوانوا عن ذكر محاسنهم التي ظهرت في بعض المواقف بل و ثناء صلاح الدين ذاته على الملك المجذوم ومثابرته رغم مرضه وصغر سنه بعد هزيمته لصلاح الدين في معركة (الرملة) ، وكذلك وجود نماذج حقيقة سيئة لدينا مثل (سعد الدين كمشتكين) الذي أصبح نائب أمير حلب الملك (الصالح بن نور الدين محمود) ..وهو من النماذج التي وقفت ضد صلاح الدين نفسه وكانت بالفعل تـُغلب مصلحتها الشخصية على مصلحة الأمة ..

ولكن لسبب ما تجاهل (في حالة الشخصيات العربية) ولم يكتفوا (في حالة الشخصيات الغربية) صانعوا الفيلم -(ريدلي سكوت/وليام مونهان)- الشخصيات التاريخية ، وصمموا على حشر شخصيات يحملوا وجهة نظرهم هم..

- نعود مرة أخرى للأحداث لنكتشف أن (رينو دي شاتيون) أو (أرناط) كما كان يسميه العرب ، عندما حاول أن ينقض الهدنة التي تمت بين (بالدوين الرابع) و (صلاح الدين) فقد قام بمهاجمة قوافل الحجاج المسلمين و قوافل التجارة المسالمة بل وصل بهجومه إلى مشارف مكة ومشارف المدينة وقد قرر أن يستولي على الكعبة الشريفة وقبر الرسول ،وهو ما جعل صلاح الدين يراسل في بداية هذه الأفعال الملك (بالدوين) ويخبره أنه سيعتبر ذلك نقدًا للهدنة ،وحاول الملك أن يثني (أرناط) عن أفعالة ويجبره على إعادة ما سرقة من القوافل والاعتذار ، ولكنه فشل في ذلك نتيجة تكالب قوادة وتابعية وعلى رأسهم والدته لمنعه من معاقبة (أرناط) ، فشحذ صلاح الدين قواته وقد حاصر الكرك ثلاث مرات ، الأولى أربعين يومًا ثم عاد عنها لأنه لم يكن مستعدًا بأدوات الحصار الطويل والثانية كان مستعدًا بالمنجنيقات وقد ضرب القلعة بالفعل لفترة فأرسل (أرناط) يستنجد بملك القدس نفسه (بالدوين) و أمراء الفرنجة فقرروا الخروج لنصرته، وهناك بالفعل عاد صلاح الدين لأنه كان يخطط لمعركة أهم.. ثم عاد المرة الثالثة للكرك في طريقة إلى حطين ولكنه لم يفتحها وإنما واصل طريقة لمعركة حطين..

وهنا كما نرى لم يحدث مطلقًا هذه الصورة الرائعة التي وردت في الفيلم لملك القدس و هو يؤدب (رينالد دي شاتيون) .. بل تم خلط تاريخي غريب .. بين تأديب ملك القسطنطينية (مانويل الأول) لـ(رينالد دي شاتيون) عندما اضطهد أساقفة الكنيسة الشرقية في مدينة أنطاكية التي كان أمير عليها في بداية قدومه من فرنسا وبعد زواجه من أميرة المدينة (الأميرة كونستانس) و مهاجمته لمدينة قبرص التي تتبع القسطنطينية ، فجاء الملك (مانويل الأول) و حاصر أنطاكية التي كان يعتبرها تابعة للقسطنطينية وبذلك خرجت عن طوعه ..وقرر أخذها وتأديب (رينالد) حتى لو دك المدينة ذاتها تمامًا ..ومع استرحام الأميرة (كونستنس) له قرر أنه سيترك المدينة لو اعترف (رينالد) بذنبه ،وأدى طقوس التوبة بما تحمل من إذلال واضح ، وقد فعل (رينالد دي شاتيون) ذلك..وكان هذا قبل حتى تولي (صلاح الدين) السلطة، بل كان في عصر (نور الدين محمود) ..وهذه هي المرة الوحيدة تاريخًا التي تم بها تأديب (رينو دي شاتيون) .. لذا فمرة أخرى يظهر الفيلم ملك القدس بشكل بطولي لم يكن عليه بالفعل.

- ربما أنا المتعصبة للتاريخ زيادة عن اللازم ولكني اكره حشر ما لا يفيد في الأعمال التاريخية لمجرد الحشر ، فقصة الحب بين الأميرة (سبيلا) و بين (بالدوين) هي قصه حقيقية ولكن قد تم حشر أمور لم يكن لها وجود وتم تغير القصة ذاتها لمجرد وضع قصة حب ملتهبة بالفيلم ، فالأميرة (سيبيلا) هي بالفعل أخت (بالدوين الرابع) و ابنة الملك (عموري الأول/أملريك) وقد زوجها أباها بالفعل في سن الثانية عشر من عمرها عندما أكتشف أن أخاها مصاب بالجذام وذلك خوفًا من أن يموت أخاها فلا يجد وريث لعرشه ، ولقد أنجبت طفل ليرث العرش و لكن مات زوجها وفي هذه الفترة تعرفت الأميرة على (باليان أبلين) وكانت بينهم قصة حب وافق عليها ملك القدس (بالدوين الرابع) ولكن رفضتها والدتها نظرًا للخلافات العريقة بين أسرتها وأسرة (أبلين) ، وعندما تم أسر (باليان) في إحدى المعارك تزوجت الأميرة (سبيلا) من (جي دي لوزينيان) حتى يكون الوصي على طفلها الذي سيرث منها عرش القدس ويصبح هو ملك القدس بالتبعية ، وهو ما حدث بالفعل.. ولقد تزوج (باليان أبلين) بعد أن تحرر من الأسر و أنجب أطفال أيضًا ، كانوا في بيت المقدس أثناء فتحة ولقد سمح صلاح الدين لـ(باليان) بأن يخرج زوجته وأطفاله قبل بدء المعركة.. وهو بالطبع ما يفسد الصورة الرومانسية لقصة الحب بين (سبيلا) و (باليان) أثناء المعركة التي أوردها الفيلم.

- التجاهل التام الذي تم في الفيلم لمعركة تاريخية من أهم معارك التاريخ المشترك بين الشرق والغرب وهي معركة (حطين).. فقد تم في رأيي عمدًَا ما سبق الإصرار ، فكيف لا يتم تصوير معركة رائعة كهذه إلا بغرض عدم قول (كل الحقيقة) فأسوء ما يقدم بالفيلم –بالنسبة لهم- هو تصوير بطولي لانتصار المسلمين في معركة تاريخية وهو ما لم يستطيع صانعوا الفيلم تقديمه ، فبما أن (حطين) لم تكن ساحة جولات بعضها للمسلمين وأخرى للصلبين بل كانت جولة دائمة لقوات (صلاح الدين) انتصروا بها تمامًا على قوات الغرب المجمعة ، فلم يستطيعوا صانعي فيلم تقديم المعركة ، وهو التفسير الوحيد لتجاهل معركة هامة كهذه في خضم هذه القصة.. ولا يقول قائل أن كون (باليان ابلين) لم يشارك بها هو السبب لأنها بذلك ليست من أساس قصته ، فلو كان الهدف من القصة هو عرض بيوجرافي لحياة (باليان ابلين) فلما سمي الفيلم بـ(Kingdom of heaven) ولم يسمى (Balian Ibelin's live) .

- استفزتني للغاية لحظة قتل (رينالد دي شاتيون) رغم تقديمها تقريبًا كما حدث في التاريخ ،حتى تقديم الماء لملك القدس فقط الذي ناوله لـ(رينالد) وقول صلاح الدين انه لم يعطه الماء (ولتفسير هذا الجزء فلقد كان من عادات العرب القديمة في الحروب أنه إذا قدم العربي المنتصر الماء لخصمه فقد أعطاه الأمان ، لذا فلقد أكد صلاح الدين لـ(رينالد) أنه لم يعطه الماء أي لم يعطينه الأمان) ، ولقد قيل –وليس لدي تأكيد لصحة القصة- أن (صلاح الدين) سأل (رينالد) ("لو كانت المواقف معكوسة وكنت أنت المنتصر وكنت أنا الأسير مكانك فماذا كنت فاعلاً؟" فأجابه (رينالد) "كنت لأقتلك"، فرد عليه صلاح الدين بأنه "لقد حكمت على نفسك" ، ثم قطع رأسه) ، بصرف النظر عن ذلك فالفيلم قد أورد الواقعة الحقيقة لقتل صلاح الدين لـ(رينالد) ولكن .. ليفهمني احد ما هي الدلالة للقطة أخراج (المُلا) لسيفه كي يقوم (صلاح الدين) بقتل (رينالد)، ثم إعراض (صلاح الدين) عن سيف (المُلا ) واستخدام سيفه، بصراحة أجدها لقطه مفتعله للغاية هدفها فقط أن تقول (انظروا .. بصوا وشوفوا العرب برضه أهم عندهم متعصبين بيموتوا في سفك الدم زينا بالضبط في نفس الوقت) والحقيقة أن صلاح الدين في الفيلم أو التاريخ قد قتل (رينالد) بالفعل، يعني هو سيف (المُلا) هو ما يحمل الخطر؟؟ الحقيقة أنه حتى الرمز هنا أتى سخيف وكحشو ومحاولات للإسقاط من الحاضر على الماضي دون فائدة ببساطة لان الشخصية محشورة حشرًا بالفيلم، وروعة الإسقاط التاريخي من الماضي على الحاضر والعكس تأتي من كون الشخصيات حقيقة ومن كون التاريخ يعيد نفسه لنتعلم ، ولكن أن نضع نحن الشخصيات الوهمية في القصة التاريخية لنسقطها على الواقع ونتعلم منها فهو أمر غريب و غير مقبول في رأيي.


- طبعًا لن أتكلم عن المبالغة في إظهار قوة (باليان أبلين) أثناء المعركة وكأن المعركة متكافئة ، رغم كون ذلك غير حقيقي بالمرة ، فصلاح الدين كانت جبهته هي المتقدمة ،ولقد هدده بالفعل باليان بأن سيقوم بهدم الأماكن الإسلامية في المدينة (على عكس ما ورد في الفيلم من قول (باليان) بأنه سيهدم المواقع الإسلامية والمسيحية واليهودية أيضًا -في لقطة دس سم في العسل أوضح مما يكون-) ، فقرر صلاح الدين وقد كان بأماكنه أن يأخذ المدنية على الفور، بالاتفاق على أخذ المدينة بالأمان لأهلها ، على أن يدفع كل أسير رجل ثلاث دراهم و كل أمرآة نصف المبلغ كفدية وألا يأخذوا أي ذهب أو مقتنيات تعود إلى الأماكن المقدسة بالقدس ، ولقد قام صلاح الدين في النهاية هو وقواته بدفع فدية الفقراء من الفرنجة الذين لم يستطيعوا دفع فدية أنفسهم..

- يبقى فقط أخذي على صانعي الفيلم عدم الاهتمام بمظاهر إسلامية بشكل جيد، فلقد تكرر مرتين مثلا الصلاة أثناء الآذان وليس بعده و كذلك طريقة الصلاة الغريبة، واعتراضي هنا ليس لاعتباري أن هذا أهانه للدين الإسلامي كما قال البعض عند عرض الفيلم –فالدين لن يتأثر بذلك فهو تعبير عن جهل صانعي الفيلم وليس محاولة أهانه- ولكن لأن ذلك يعتبر تهاون في دراسة الشخصيات التي يقدموا الفيلم عنها ، فلقد أعتدنا من هوليود الدقة في التحضير لكافة أفلامها ،فلما دائما يـُلاحظ أنهم غير قادرين على الفهم الجيد لأي شخصية إسلامية أو عربيه يقدمونها ، ولقد كان الاستفسار عن نقطة كيفية الصلاة لدى المسلمين بسيطة تمامًا مع وجود ممثلين عرب ومسلمين في الفيلم و تصوير الفيلم في دول عربية.


في النهاية الفيلم كما قلت حاول أن يكون موضوعيًا ولكنه لم يستطيع أن يظهر حقيقة الغرب في هذه الفترة كاملة، حاول أن يضع الكثير من مساحيق التجميل لتكون صورتهم أكثر إشراقًا ، لقد قال الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة ولكنه لم يقل الحقيقة كاملة على طريقة القسم في أفلام المحاكمات الأمريكية ..

12 comments:

كريم عاطف said...

تحليل رائع
أنا رأيت الفيلم من فترة طويلة وهناك الكثير الذي لا اذكره ولكن لي ملاحظات صغيرة
فعلا ذكر وجود المقدسات اليهودية في القدس هو نوع من دس السم في العسل، كذلك كان هناك التأكيد على أن صلاح الدين لا يرتكب المذابح لأنه صلاح الدين وليس لأن هذه أخلاق الإسلام، أيضا ذكر أن هزمة الصليبيين كانت بسبب قلة أعدادهم في مقابل الكثرة العددية الرهيبة من جيوش المسلمين وهو ماليس صحيحا،النقطة الأخيرة هو محاولة إيجاد نموذج البطل المقابل لصلاح الدين بشخصية باليان التي في رأيي ليست ذا أهمية كبيرة ولم تلعب دورا إلا عند تسليم القدس، في النهاية الفيلم متوازن إلى حد كبير وحاول أن يكون منصفا
تحياتي

tarek momen said...

استمتعت بقراءة التحليل كما استمتعت من قبل بمشاهدة الفيلم مع محاولة تبين مواضع دس السم في العسل
في النهاية صانعي الفيلم ليس من اهدافهم مطلقا التأريخ المحايد وانما عرض وجهة نظرهم من خلال القالب الدرامي و لا تنسي اننا سبقناهم في عرض وجهة نظرنا من خلال فيلم الناصر صلاح الدين

عمرو عز الدين said...

رغم أنني شاهدت الفيلم منذ فترة طويلة، و أفضله على لكمبيوتر بدلا من التلفاز الذي قد يقطع منه مذيعوه بعض اللقطات أو العبارات التي قد تخل بالمشاهدة.. إلا أنني لم أفظن لكل ما كتبتيه يا دُعاء

تحليلك للفيلم فوق الممتاز، و قد قرأته كله نظرًا لأنني أحب تاريخ تلك الفترة رغم قراءاتي القلية جدًا فيها..

من أهم ما لفت نظري و أنا أشاهده هو مشهد الصلاة.. و هو يتكرر على فكرة في أفلام كثيرة، حيث يصلي المسلمون كل منهم في واد آخر و ليس صفًا واحدًا غير أعوج.. و لم أعتقد أن هذه إهانة لاتفاقي التام مع رأيك حول هذه النقطة.. لكن أين كان ممثلينا العرب في هذه المشاهد ؟

خالد النبوي و غسان مسعود ؟؟ أليسا مسلمين و يمكنها تعديل تلك اللقطات و إفهامهم الوضع الصحيح للصلاة ؟ أم ماذا ؟

كذلك ركاكة نطق العربية في كلام خالد النبوي، خاصة و هو يصيح فوق فرسه " الله أكبر " و كأنه ممثل أمريكي يؤدي دورًا ناطقًا بالعربية..

على العموم هذه قضايا فنية ، أما القضايا التاريخية المعروضة في الفيلم فأجدك تطرقتي لكل ما يمكن التطرق إليه.. و ربما دفعني تحليلك لمشاهدة الفيلم مرة أخرى :)

تحياتي

Anonymous said...

الفيلم لسه شايفه اول مره من اسبوعين .. تقريبا
فتره متاخره جداا..
بس ع ما قدرت احصل ع نسختى منه

من رائى انه الفيلم ده ..يعتبر نقطه مهمه حدا ما .ف انتاج هوليود .. بالنسبه لرؤيتهم للاخرين ( المسلمين يعنى )ــى
كم من المصادقيه كبير نسبيا .. اول مره اشوفه ف فيلم تبع الانتاج الامريكى
طبعا مع الاوفرات اللى كانت فالفيلم و اللى اتذكرت ف البوست قبل كده ..
- ان الاشرار كانو ف ف كل الاطراف ..
- ان المسلمين كانو عايشن ف تناغم مدهش مع الغزاه ف الامارت الصليبيه
- ان الجيش الاسلامى كان هيدمر ع اسوار القدس ..ع يد بطل الفيلم
- خالد النبوى ..اللى كان بيشع منه احساس ف الفليم بيقول ( هيه .. انا هنا بمثل دور خطير .. ف فيلم عالمى يا رعاع السينما المصريه )

دعاء مواجهات said...

ازيك ياجميل

انا لسة عارفة انك كنتى تعبانة

ياترى اية اخبارك دلوقتى

ياارب يكون خير

البوست متميز فعلا

تحياتى

دعاء said...

كريم عاطف

نعم نسيت موضوع أن عدم ارتكاب المذابح كان لانه صلاح الدين وليس شكرًا مباشرًا في الامة الأسلامية والعربية وقتها، رغم ان الحقيقة تؤكد إننا كمسلين وكعرب في تلك الحقبة كنا متطورين علميًا واخلاقيًا بشدة أكثر بمراحل من الغرب

أيضًا ما نسيت ذكره في البوست هو انهم يتكلموا عن القدس بصيغة (مدينة كل الجنسيات) أي انها مدينة مدولة ، وليست ذات صبغة عربية ، من يديرها فقط هو الاكثر تسامحًا واخلاٌقًا أو الاكثر قوة..

فهم حاولوا تهميش فكرة انها ارض عربية مغتصبه تمامًا ، بل اوضحوا اكثر من مرة ان صلاح الدين لم يكن يمانع ان يترك المدينه في يدهم هم الغربيون طالما اخلاقهم جيدة ويعاملون اهلها بشكل جيد، و اظهروا انه لم يهتم بأخذها حقًا إلا عندما بدأ رينو في الإساءة ، مع مخالفة هذا للواقع وكون صلاح الدين كان يجمع القوة ليستعيد المدينة بصرف النظر عن أي شيء فهي أرض عربية محتله يجب ان تعود..

ولكنهم حاولوا تمامًا طمس نقطة الهويه هذه لاسباب لا تخفى على احد بتاكيد

شكرًا لرأيك ونقاشك بحق..

دعاء said...

tarek momen

سعيدة للغاية ان التحليل اعجبك و هو مجرد محاولة لتحليل وليس تحليل متخصص بالطبع فأنا محبه لتاريخ غير متخصصه به للأسف

واتفق معك تمامًا في كون صانعي الفيلم حاولوا عرض وجهة نظرهم بدرجة الاولى ولكني لن استطيع القول انهم لم يحاولوا في عرضهم لوجهة نظرهم هذه ان يكونوا محايدين كما لم يكن احد قبلهم

أما نحن في الناصر صلاح الدين

فالحقيقة رغم حبي الشديد للفيلم الرائع إلا ان الفيلم ذاته لم يظهر وجهة نظرنا العربية تمامًا

نعم اظهر صلاح الدين القائد المتميز ولكن وقع الفيلم ذاته في سقطات تاريخية شديدة للغاية
ولكني لا استطيع ابدًا ان اكره هذا الفيلم

وبالطبع لن انسى أن أقول ان الفيلم لا يتناول نفس الحقبة التي تناولها مملكة الجنة بالضبط

فالفيلم يبدأ فقط بحطين ثم تستمر احداثة مع الحملة الصليبية الثالثة

ربما بعد زمن اكتب بوست اخر لمحاولة تحليل الناصر صلاح الدين في ضوء الحملة الثالثة تاريخًيا ولكن ليس الآن حتى لا يملني من يقرأ لتركيزي على التاريخ عامة وعلى حقبة تاريخية محدده خاصة.. فلا بأس بالتنوع..

شكرًا لردك ونقاشك..

دعاء said...

عمرو

أخبارك أيه منور المدونة

أنا للأسف أفضل التلفاز نظرًا لحجم الشاشة ومشكلة ضغط الأفلام اما الاجزاء المقطوعة من الأفلام وخاصة السياسي منها في كثير من الأفلام فهي ما يشفع كثيرًا لرؤية الكومبيوتر لدي وحملي عليها وأمري لله..

سعيدة ان هذه المحاولة لتحليل اعجبتك..

اعتقد ان الممثل العربي عندما يعمل في هوليود يا عمرو يقوم بما لا يقوم به هنا وهو الألتزام ، فهو يلتزم بتعليمات المخرج لا يتدخل فيما ليس له شأن به ، وهو أمر حميد لان المخرج في النهاية هو المسئول عن العمل ولو اتبعوا ذلك هنا لكانت الافلام خرجت افضل مما نراه نتيجة ضعف المخرين وتدخل الممثلين في العمل وأفسادهم أياه

ولكن كان يمكنهم بالفعل على الأقل التنويه، والأعجب هو عدم محاولة صانعي الفيلم ان يعرفوا منهم او من غيرهم امور بسيطه كهذه كانت ستحسب للفيلم من حيث أتقان نقل الصورة و وجودة النقل وتتفق مع ما عرفناه عن هوليود من الدقة التي لا تتركهم سوى في الحديث عن كل ما هو عربي مسلم ولا اعرف هل يحدث هذا لاننا عرب و مسلمين فنعرف ادق الدقيق عن حياتنا لذا تشد إنتباهنا أي ثغره؟ ولكننا مثلاً لا نعرف عن المكسيك او اسبانيا أو الاغريق وغيرهم من الحضارات التي تم مناقشتها في هوليود الكثير رغم قرائتنا عنها ولكنها ليست ثقافتنا الأم لذا نقبل ما يقدمونه لنا ونعتقد في صحته وجودته وربما المكسيكين واليونانيين وغيرهم يصرخوا ضيقًا بعدم دقة هوليود ولكننا لا ندري..

الغريب في ركاكة نطق خالد النبوي ان هذه ليست شيمة الفيلم عامة..

فالفيلم من الأفلام القليلة التي كانت لغتها العربية جيده جدًا بالنظر إلى أفلام اخرى كا (بابل) مثلاً ، لقد أضطررت لرؤية الفيلم بترجمة انجليزيه لأقرا الترجمة الانجليزيه للغة العربية في الفيلم لانني لم أفهم منها شيء..

اعتقد ان ذلك حدث نظرًا لان التصوير كان بالمغرب مع معرفة صعوبة اللهجة المغربية وهم قد استعانوا بمغربيين بالفعل في الادوار الصغيره بالفيلم، اما مملكة الجنه فالحقيقة ان لغته العربية كانت الافضل بالنسبة لكل الافلام الهوليودية التي رأيتها ويُنطق بها بالعربية ولذلك كان هذا أشد عجبًا في طريقة نطق خالد النبوي..

وجيد أن التحليل دفعك لمشاهدة الفيلم فربما وجدت لديك بوست جديد عنه يلافي ما نسيته انا:D..

تعالى كتير يا أبني ومتغبش في الرد

دعاء said...

mostafa_sayd

ده حقيقي ومحدش يقدر ينكر إنه الفيلم الأكثر حياديه حتى الآن ، فرغم كل ما قلت في البوست ولكن غيرهم لم يكن يتورع عن تغير التاريخ نفسه ليحط من قدر الحضارة العربية الاسلامية بأي شكل وهو ما حدث كثيرًا

في موضوع الأشرار كانوا في كل الاطراف فأنا ارافض فكرتنا نحن أيضًا إننا دائمًا ملائكة فهي تخرجنا عن الحيادية لانه ما من ملائكة على الأرض هناك بشر يغلب عليهم الخير وبشر يغلبهم الشر، ولكن ما اخذته على الفيلم انه حاول ان يظهر ان الأشرار كانوا في كل الاطراف بوضع شخصيات غير تاريخية لاظهار هذه الفكرة..

فشخصية الُملا التي وضعت غير تاريخية وتقلل من قيمة الفيلم..

رغم وجود شخصيات تاريخية كانت سيئة بالفعل كاسعد الدين كمشتكين..

ولكن الفيلم كان يريد ان يقول هناك متعصبين دينيًا بين العرب كما وجد بيننا قديمًا لذا فاخترعوا شخصيات..
لانهم لو اظهروا الشخصيات التاريخية الحقيقة السيئة لم تكن ترضيهم فسوئها نبع من تغليب مصلحتهم على مصلحة الامة وقتها بل ورغبتهم في الصلح والتعامل مع العدو وهي امور لم ينددوا هم بها او يعتبروها سيئة رغم كونها كذلك لانها تصب في مصلحتهم وقتها.. لذا وضعوا شخصيات سيئة تلائم الصورة التي ارادوا وضعها وليس الصورة الحقيقة.

و اتفق معاك تمامًا في النقطتين الأخرتين

و واضح انك مبطقش خالد النبوي :D

شكرًا لمرورك ومناقشتك الثرية واتمنى ان تتكرر

دعاء said...

دعاء

أخبارك ايه يا بنوته

حمدًا لله على سلامتك مصر نورت

بالفعل كنت تعبانه بجد اليومين ألي فاتو دول و الحمد لله بدأت اتحسن شكرًا لسؤالك يا جميل..

وسعيدة أن البوست عجبك..

Anonymous said...

تعليق رائع
واضح انك متابعه ممتازه للتاريخ
ربنا يوفقك

خفق said...

تحليل جداً رائع،،هل من الممكن أن تنزليه في الويكيبيديا في صفحة الفلم ليقرأه كل من يقرأ عن الفلم؟
و إذا وقتك لا يسمح، هل من الممكن أن أنزله أنا و أحيل عليك ، مع المراجع التي رجعت لها؟