Saturday, April 26, 2008

إسراء بين المنظرين و المحبطين و المتربصين.

رأيت -مثل الألوف وربما الملايين- لقطات إخلاء سبيل إسراء عبد الفتاح ، الحقيقة إنني عرفت الخبر قبل رؤية الفيديو بالطبع عندما وصلتني رسالة جماعية من جروب (القلة المندسة) على (فيس بوك) تخبر الجميع بخروج إسراء ، ثم تعقيب بسيط يطلب من الجميع ألا يغضب مما قالته و أن يقدم لها الأعذار بسبب ما رأته أو هُددت به في الحبس دعتها لقول ذلك، لذا أخذت أبحث عن الفيديو عبر (اليوتيوب) وغيرها من المواقع إلى أن وجدته.

وبعد أن رأيت الفيديو لم أشعر سوى بالإشفاق التام ، لم أأخذ أيًا من الكلمات التي قيلت بمحمل التخلي أو تغير الأفكار أو الانقلاب على الموقف أو أيًا من هذه الآراء التي سمعتها بعد ذلك، وتعجبت بشدة مما قاله مُرسل الرسالة والأعذار التي أخذ يقدمها عن إسراء مقدمًا ،وأنا أتساءل من يمكنه أن يَحمل على الفتاة بسبب ما قالته؟؟

ولكني اكتشفت –كالعادة- إنني حمقاء فبمجرد أن بدأت في تصفح مواقع الأخبار وبعض المدونات والردود التي نشرت على بعض المدونات الأخرى صُدمت ، كثيرين بالفعل حانقين غاضبين على الفتاة بشكل غير منطقي يتهموها بكل التهم الممكنة التي سبق و أن ذكرتها وربما أكثر من ذلك ، بل كثيرين تكلموا عن كيف أنها كانت بطلة تخلت عن الجميع ، والبعض قال أننا من نصع الأبطال وهم ليسوا كذلك فيخذلوننا ،والكثير والكثير من الكلام المتنوع بين الغضب والحنق والإحباط .

بحثت في داخلي عن ما هي مشاعري، فلم أشعر مطلقًا بأي حنق على الفتاة مثلما حدث مع البعض ، الخوف شعور إنساني طبيعي وأي إنسان يملك شعور كان يمكنه أن يرى ببساطة الخوف الذي تتكلم به الفتاة في الفيديو الذي أسرعت ببثه القاهرة اليوم-وكاستطراد جانبي من إنسانة لا تحب شيء في الكتابة أكثر من الاستطراد، حقًا لماذا قامت القاهرة اليوم بالتغطية الإعلامية لإخراج إسراء بهذه السرعة و كل هذه المحاولات للظهور بالموضوعية، في حين لم يحدث ذلك في يوم 6 إبريل ، الأمر مجرد تساؤل بريء بالطبع وأنا أهوى أيضًا بجوار الاستطراد التساؤلات البريئة ، وكإضافة للتساؤل البريء السابق أوجه واحد أخر ، عن 90 دقيقة، ألم يتكلم البرنامج يوم 6 إبريل عن الطقس؟؟ لماذا الآن أصبح الإضراب رائع ويمكن تغطية بعض أحداثة كخروج البنت من الحبس؟؟- كفانا تساؤلات بريئة ولنعود لموضوعنا.

المهم أن الفتاة بدت لي مرتبكة خائفة قلقة تملؤها بكل تأكيد مليون فكرة مختلفة ومتضاربة،هذا ما شعرت به خاصة عندما وضعت ذاتي مكانها –عافنا الله وإياكم من ذلك- بتأكيد كانت خائفة من الإشاعات التي صدرت قبل خروجها بفترة قليلة عن إساءة التعامل معها، وهي كأي فتاة شرقية لا تحب مطلقًا أن تخرج أخبار لتثير أمور لا أساس لها من الصحة، ولديها كل الحق في ذلك، الفتاة كانت حريصة بشدة على تأكيد أنها بخير و ترديدها عدة مرات (أنا أتصنت) وتشديدها في التأكيد بكونها لم تُمس، و بتأكيد كان يملؤها القلق من التعليمات التي تلقتها من الأمن والتي وضحت الآن من الحوار معها في موقع (إسلام أون لاين) ، وهناك بتأكيد القلق على والدتها والتي يؤكد مظهرها كونها أم مصرية طبيعية جدًا تكاد تموت قلقًا بعد أن تورطت أبنتها -من وجهة نظر الأمهات المصريات- بدخولها السجن .. كل هذه المشاعر
المتضاربة والمرتبكة و أكثر بتأكيد كانت تجول في خاطرها.

وقد قام الإعلام -الذي أصبح موجه الآن حتى في بعض الفضائيات أيضًا- باستغلال الموقف أفضل استغلال، وبعد أن انتهى الحوار معها تلقفه الجمهور المتلهف بكل ردود الأفعال المختلفة، لذا أجدني في النهاية أشفق بشدة على الفتاة التي تتمزق الآن بين جهتين، الجهة الأولى هي رغبة الآلاف وربما الملايين في البحث عن بطل أو رمز -شعروا إنهم وجدوه فيها- وبين خوف نفس هؤلاء الملايين من أن يخذلهم بطلهم أو يتلاشى الرمز ، وفي الجهة الأخرى بين رعب الأمن من أن يتمثل الناس رمز أو بطل و رغبتهم الأكيدة في تحطيم وتشويه أي خيال يمكن أن يعتقدوا أن هذا الرمز قد يظهر منه.

الكارثة أن الفتاة بنت مصرية عادية شعرت بأن هناك مشاعر اتجاه بلدها تحركها .. مشاعر حب الوطن والرغبة في الكرامة ورغيف الخبز والحياة الكريمة، فتحركت في اتجاه هذه المشاعر دون أن تضع في حسابها لا تنظير المنظرين و لا أمال المحبطين ولا خوف المتربصين على ما بأيديهم..

لذا لا أجد سوى أن أقول لكِ الله يا إسراء..

2 comments:

Bella said...

مرحب دعاء

ياريت تشوفي التدوينة دي

http://afkaar-bella.blogspot.com/2008/04/blog-post_25.html

تحياتي

دعاء said...

تدوينه جميله فعلا بيلا أعتقد أننا نتكلم عن أفكار متشابه ،لقد رددت لديك ،واتمنى أن تزوري المدونة دائمًا وتثريها برأيك