قرأت خبر عبقري أمس ،اعتقد إنه طال انتظاري وبتأكيد انتظار الشعب المصري له بحق ، لقد تحقق الأمر بعد عذاب وطول انتظار وألم وإصرار ، فلقد فسدت كل الأمور في حياتنا اليوم ولم يعد المرء مستعد لإفسادات جديدة ، لذا كان الكل في انتظار الخبر ولذا سيُجن المصريين فرحًا بتأكيد بعد سماعه –إن لم يكونوا قد جونوا منذ زمن بسبب كل ما يحدث لهم- أعتقد أن الرغبة في معرفة هذا الخبر تأكلكم الآن –أو هكذا أتصور كنوع من أنواع التحميس الذاتي والقول بأنني قادرة على شد انتباه القارئ- المهم إنني لن أنتظر وسأقول لكم أن الجرائد القومية أمس زَفـَت- زَفت وليس (زِفت) بمعنى قدمت لنا بسعادة وابتهاج ركزوا أرجوكم مش عايزين نروح في داهية- لنا خبر هبوط سعر الأرز إلى اثنان جنيه ونصف ليس هذا فقط بل إنه يوجد الآن في المجمعات الاستهلاكية ..
أكاد أرى خيبة الأمل على وجوه الجميع ولسان حالهم يقول هل هذا هو الخبر العبقري؟! .. والحقيقة أنه خبر عبقري بالفعل ويستحق أن يدونه كلاً منا في دفتر مذكراته فلم يحدث في بلدنا العزيزة من قبل أن قل سعر أي سلعة بعد أن ارتفع -سوى الإنسان طبعًا على اعتبار إنه أصبح سلعة هو الآخر هذه الأيام- لذا ألا يحق لنا أن نرقص طربًا وربما كونا جماعات تسير في الشوارع تحمل أكياس الأرز وتلف على المحلات والبيوت مغنيه وراقصة ومبشرة بالإنجاز العظيم..
الحقيقة أن الاحتفاء الذي كتبت به الصحف الخبر جعلني أدقق كثيرًا به ، هذا أمر يبعث على المرارة والسخرية، ليس لا قدر الله من شعوري إنه أصبح حقًا منتهى الأمل أن ينخفض سعر الأرز ؟!! أو بأنه أهانه لمصر التي أنقذت العالم من المجاعة مرتين أن تعتبر الدولة أن توفير الأزر بسعر شبه معقول هو إنجاز أو لأن المسئولين يشعرون أنهم حققوا أفضل ما لديهم و انه هنيئًا لشعب المصري بهم وليصمت المشككون والحاقدون والقِلة المندسة التي تفسد علينا أفراحنا إلى الأبد أو لأنهم يعتبروا أنهم تفضلوا بهذا الإنجاز على المواطن الغلبان وكأن هذا ليس أدنى درجات واجبهم أن يوفروا السلع الأساسية بأسعار مقبولة ، حاشا وكلا ما كنت لأفكر هذا التفكير اللئيم أبدًا .. ولكني شعرت بهذه المرارة عندما وصلت لقرب نهاية الخبر لأكتشف أن الخبر لم يذكر شيء عن الزيت والسمن والشِعرية وهل يصلح الأرز دون هذا و ماذا نفعل بالأرز وحدة دون باقي هذه المكونات لقد كنت أطمع بأن أجد أيضًا في الخبر كلمتين عن أسعار الخضار ربما البازلاء أو الطماطم فهل يصح أن يوضع صحن الأرز المسلوق-ألم يخلو الخبر من أي أخبار عن الزيت والسمن والشعرية إذن سينتهي الأمر على أرز مسلوق- يتيم وحيد على مائدة الطعام ألا يؤانس وحدته طبق خضار مسلوق أيضًا –والأمر لله- ولكن والحال كذلك ، فكرت انه يمكن الحصول على الأرز الآن والانتظار حتى تنخفض أسعار باقي السلع التي نحتاجها لطبخه وعلى طريقة (جَمعَها تكسبها) نـُجمع كل المحتويات أولاً ثم نولم الوليمة المكونة من الأرز و الخضروات ،ولا أريد أن انظر لهذا الذي اسمعه يتمتم بكلمات تعتبر بحق فتنه لن تغفر له ، هل يتساءل الأخ عن اللحم حقًا لقد افسد الزمان الناس حتى أصبحوا يتساءلوا عن اللحم (يا أخي طيب لو مكانش علشان سعره فعلشان مش معقول نمشي على طول ننهق أو نهوهو في الشوارع كفاية حمير وكلاب بقى مش كل يوم هيخلصوا؟!!!) عجبًا من هؤلاء السفهاء حقًا...
المهم أن عيني قد وقعت على جزء أخر من الخبر زاد همي لقد قرروا أن حصيلة المواطن فقط 4 كيلو أرز ونظرًا لكون الوجبة غالبًا ستتكون منه فقط فبتأكيد 4 كيلو أرز لن يصمدوا مع أسرة متوسطة العدد حتى لأسبوع ،لذا أقترح أحد المشاغبين أنه يمكن التحايل على هذا بأخذ الكيلوات الأربعة ثم الابتعاد قليلاً فالعودة لأخذ غيرهم وهكذا ، ولقد شغلني هذا الأمر بالفعل..
يالخباثة هؤلاء المواطنين يريدوا أن يخدعوا الحكومة وينهبونها ويأخذوا أكياس أرز أكثر من حصتهم ، حقًا إنهم يستحقوا أن يكونوا حطب جهنم إزاء أفكارهم الأثيمة هذه .. وجلست أفكر في وسيلة عبقرية أقترحها على الحكومة فربما زادت من حصة الأرز الخاصة بي و وجدت الحل العبقري ..إنه الحبر الفسفوري الكاشف لمحاولات التلاعب المستخدم في الانتخابات بما أن الحكومة لم تعد تحتاج له في الانتخابات وكل الأمور تتم على ما يرام دونه فبتأكيد لديهم كميات مُخزنه منه لا حاجة لهم بها، لذا فما الذي يمنع أن توزع الحكومة الحبر الفسفوري على كل جمعية استهلاكية و يكون على كل مواطن يأخذ أكياس الأرز الأربعة الخاصة به أن يضع يده في الحبر كي لا يستطيع العودة ثانية وأخذ أكياس جديدة وإلا سُيكشف أمره ..
وجدتها فكرة عبقرية وقررت إنهاء المقالة والهبوط سريعًا لشراء الأرز واقتراحها على أولو الآمر و لكني وجدت في أخر سطور المقالة أن الصحفي العبقري يشير أن كمية الأرز لم تكن كافية لطلبات الجماهير الغفيرة لذا فقد نفذ الأرز من المجمعات فور وصوله ..
إذن لا يوجد أرز.. وهكذا تجدوني الآن اجلس محطمة الفؤاد أفكر في الحلم الجميل بحصني أرز وخضروات وقد ضاع حتى بدون الحاجة للحبر الفسفوري.
أكاد أرى خيبة الأمل على وجوه الجميع ولسان حالهم يقول هل هذا هو الخبر العبقري؟! .. والحقيقة أنه خبر عبقري بالفعل ويستحق أن يدونه كلاً منا في دفتر مذكراته فلم يحدث في بلدنا العزيزة من قبل أن قل سعر أي سلعة بعد أن ارتفع -سوى الإنسان طبعًا على اعتبار إنه أصبح سلعة هو الآخر هذه الأيام- لذا ألا يحق لنا أن نرقص طربًا وربما كونا جماعات تسير في الشوارع تحمل أكياس الأرز وتلف على المحلات والبيوت مغنيه وراقصة ومبشرة بالإنجاز العظيم..
الحقيقة أن الاحتفاء الذي كتبت به الصحف الخبر جعلني أدقق كثيرًا به ، هذا أمر يبعث على المرارة والسخرية، ليس لا قدر الله من شعوري إنه أصبح حقًا منتهى الأمل أن ينخفض سعر الأرز ؟!! أو بأنه أهانه لمصر التي أنقذت العالم من المجاعة مرتين أن تعتبر الدولة أن توفير الأزر بسعر شبه معقول هو إنجاز أو لأن المسئولين يشعرون أنهم حققوا أفضل ما لديهم و انه هنيئًا لشعب المصري بهم وليصمت المشككون والحاقدون والقِلة المندسة التي تفسد علينا أفراحنا إلى الأبد أو لأنهم يعتبروا أنهم تفضلوا بهذا الإنجاز على المواطن الغلبان وكأن هذا ليس أدنى درجات واجبهم أن يوفروا السلع الأساسية بأسعار مقبولة ، حاشا وكلا ما كنت لأفكر هذا التفكير اللئيم أبدًا .. ولكني شعرت بهذه المرارة عندما وصلت لقرب نهاية الخبر لأكتشف أن الخبر لم يذكر شيء عن الزيت والسمن والشِعرية وهل يصلح الأرز دون هذا و ماذا نفعل بالأرز وحدة دون باقي هذه المكونات لقد كنت أطمع بأن أجد أيضًا في الخبر كلمتين عن أسعار الخضار ربما البازلاء أو الطماطم فهل يصح أن يوضع صحن الأرز المسلوق-ألم يخلو الخبر من أي أخبار عن الزيت والسمن والشعرية إذن سينتهي الأمر على أرز مسلوق- يتيم وحيد على مائدة الطعام ألا يؤانس وحدته طبق خضار مسلوق أيضًا –والأمر لله- ولكن والحال كذلك ، فكرت انه يمكن الحصول على الأرز الآن والانتظار حتى تنخفض أسعار باقي السلع التي نحتاجها لطبخه وعلى طريقة (جَمعَها تكسبها) نـُجمع كل المحتويات أولاً ثم نولم الوليمة المكونة من الأرز و الخضروات ،ولا أريد أن انظر لهذا الذي اسمعه يتمتم بكلمات تعتبر بحق فتنه لن تغفر له ، هل يتساءل الأخ عن اللحم حقًا لقد افسد الزمان الناس حتى أصبحوا يتساءلوا عن اللحم (يا أخي طيب لو مكانش علشان سعره فعلشان مش معقول نمشي على طول ننهق أو نهوهو في الشوارع كفاية حمير وكلاب بقى مش كل يوم هيخلصوا؟!!!) عجبًا من هؤلاء السفهاء حقًا...
المهم أن عيني قد وقعت على جزء أخر من الخبر زاد همي لقد قرروا أن حصيلة المواطن فقط 4 كيلو أرز ونظرًا لكون الوجبة غالبًا ستتكون منه فقط فبتأكيد 4 كيلو أرز لن يصمدوا مع أسرة متوسطة العدد حتى لأسبوع ،لذا أقترح أحد المشاغبين أنه يمكن التحايل على هذا بأخذ الكيلوات الأربعة ثم الابتعاد قليلاً فالعودة لأخذ غيرهم وهكذا ، ولقد شغلني هذا الأمر بالفعل..
يالخباثة هؤلاء المواطنين يريدوا أن يخدعوا الحكومة وينهبونها ويأخذوا أكياس أرز أكثر من حصتهم ، حقًا إنهم يستحقوا أن يكونوا حطب جهنم إزاء أفكارهم الأثيمة هذه .. وجلست أفكر في وسيلة عبقرية أقترحها على الحكومة فربما زادت من حصة الأرز الخاصة بي و وجدت الحل العبقري ..إنه الحبر الفسفوري الكاشف لمحاولات التلاعب المستخدم في الانتخابات بما أن الحكومة لم تعد تحتاج له في الانتخابات وكل الأمور تتم على ما يرام دونه فبتأكيد لديهم كميات مُخزنه منه لا حاجة لهم بها، لذا فما الذي يمنع أن توزع الحكومة الحبر الفسفوري على كل جمعية استهلاكية و يكون على كل مواطن يأخذ أكياس الأرز الأربعة الخاصة به أن يضع يده في الحبر كي لا يستطيع العودة ثانية وأخذ أكياس جديدة وإلا سُيكشف أمره ..
وجدتها فكرة عبقرية وقررت إنهاء المقالة والهبوط سريعًا لشراء الأرز واقتراحها على أولو الآمر و لكني وجدت في أخر سطور المقالة أن الصحفي العبقري يشير أن كمية الأرز لم تكن كافية لطلبات الجماهير الغفيرة لذا فقد نفذ الأرز من المجمعات فور وصوله ..
إذن لا يوجد أرز.. وهكذا تجدوني الآن اجلس محطمة الفؤاد أفكر في الحلم الجميل بحصني أرز وخضروات وقد ضاع حتى بدون الحاجة للحبر الفسفوري.
2 comments:
تحياتى لكى
اشكرك بحق واتمنى أن يعجبك كل ما سيقدم بالمدونة إن شاء الله
Post a Comment