Tuesday, October 14, 2008

إحدى الراحتين : اليأس أو الموت

باراك أوباما ، جون ماكين.. المرشحين للرئاسة الأمريكية ، عن نفسي لا أستسيغ تحمس بعض العرب لأحدهم على الأخر، فنجد أن عرب كثيرين يتمنوا وصول أوباما للبيت الأبيض لاعتقادهم أن سياسته ستكون أكثر رفقًا بالعرب ..


والحقيقة أن هذا الأمر يثير أعصابي بشدة لسببين..


أولاً: أن سياسة الولايات المتحدة ثابتة مهما تغير الرئيس، ودعمها لإسرائيل ليس محل شك أو يمكن التقول فيه من قِبل أي رئيس، و لن تتخذ الولايات المتحدة (أيًا كان توجه الرئيس المتواجد في المكتب البيضاوي) موقف أكثر ميلاً للعرب على حساب إسرائيل مهما حلم الحالمون..


ثانيًا: اللهجة التي يتكلم بها هؤلاء تدلل على أنه لا أمل لنا في قليل من الاستقلالية والكرامة، اعلم أن هذا مبدأ الحكومات ولكن ما يغيظ أن يكون الشعب أيضًا قد أصبح يفكر على ذات الموجه، وكأنه يشحت ..


(حسنه قليله تمنع بلاوي كتير ، وهنيالك يا فاعل الخير والثواب، رئيس أمريكي يعامل البشر برحمة شوية يا ولاد الحلال، دول عاجزة بصر يا سيادنا ساعدوها يا ولاد الحلال)..


ما هذا الحديث الذليل الخانع ، الذي يتمنى الخلاص عن طريق رحمة الرئيس الأمريكي الذي إن شاء عطف على العرب والمسلمين وإن لم يشأ وراهم الويل و سواد الليل..


ما هذه النظرة الدونية التي ننظر بها لأنفسنا؟! ، وكيف يمكن أن يكون هناك أمل في أن نفوق لأنفسنا ونتطور وهذه هي طريقة تفكيرنا.


بصراحة ومن وجهة نظري الشخصية إنه ليس هناك أسوء من سيتي إلا سيدي ، و أوباما لو وصل للبيت الأبيض سيحب أن يثبت انه متعصب اتجاه العالم العربي أكثر من الجميع ، خاصة مع ما كان يدور حوله من حديث عن كونه عربي ومسلم..


أما ماكين فهو سيسير على ذات سياسات بوش إن لم يكن أسوء ..


فبين من يحاول العرب أن يختاروا؟؟!!


ولماذا يختاروا من الأساس؟؟!


بدلاً من أن يفكروا كيف يصيلوا لاختيار رؤسائهم هم، يفكروا ويحللوا ليختاروا رئيس يوافق هواهم للولايات المتحدة..


المصيبة إنهم يعلموا أن نظرتهم الدونية لأنفسهم هذه تنعكس تمامًا على نظرة الأخر لنا..


ببساطة لنأخذ هذا الموقف الذي كتبت عنه الصحف و وكالات الأنباء..


سيدة في أحد الحملات الانتخابية لجون ماكين ، وقفت لتقول له :


"أنا لا أثق بأوباما، فقد قرأت عنه.. وهو عربي."


حتى هنا وهذا متوقع وطبيعي ، الأمريكيين لا يصدموني عندما يتكلوموا هكذا -بعيدًا عن حرقة الدم الطبيعية من مثل هذا الكلام بالطبع- ولكن الإجابة الخارقة التي أجابها عليها ماكين سترفع ضغطك بتأكيد أضعاف مضاعفة.. لقد أجاب عليها بكل شمم وكبرياء..


"لا يا سيدتي.. إنه رجل أسرة محترم، ومواطن حدث أنني لا أتفق معه في بعض القضايا الجوهرية، وهذا ما تدور حوله الحملة الانتخابية.. إنه ليس كذلك.. شكراً لك."


يا نهار أسود!!!!!


يعني الراجل مستحملش حتى إن خصمه في الحملة الانتخابية (يتهم و يساء إلى سمعته ويزدرى) ويقال عنه إنه عربي أو مسلم؟!!!


إنه ليس كذلك!!!!


هذا ما قاله.. وكأنه يقول "إن أوباما لا يصل لهذا السوء لا تبالغي ، أو إن خصومتي مع أوباما شريفة لا يمكن أن اتهمه مثل هذه التهمة الحقيرة"..


الحقيقة أن مشكلتي ليست فيما قاله ماكين خاصة، رغم ضيقي الطبيعي منه، ولكني لا أعول لا على نظام أمريكي ولا على الأمريكان ولا أتوقع منهم أقل من هذا..


ما يضايقني إنه بعد كل هذا مازال يوجد بيننا من ينظروا لأمريكا والأمريكان على أنهم الخلاص المنتظر و دولة الأحلام، مازال هناك مواطنون مصريين وعرب يأملوا في رئيس أمريكي محدد يحمل لهم الخلاص لأنهم لا يريدون أن يتحركوا ويأتوا بالخلاص لأنفسهم..


بصراحة هؤلاء سيوصلونني يومًا لإحدى الراحتين:


إما اليأس (من أن يكون هناك أمل في أن تنبت لنا كرامة يومًا ونفوق لأنفسنا) ..


أو الموت (وبالطبع بارتفاع ضغط الدم مع كل هذا).

18 comments:

شمس النهار said...

شوفي
جابوا زيد جابوا معيط والا حتي نطاط الحيط مش هتفرق معانا
كده بايظه كده بايظه
هو رئيس امريكا والا العرب
وبعدي القرب مانصفوني الغرب هينصفوني
وبعدين دول بيعزموا بعض علينا انتخبوني هعملكم فيهم وهسوي
وهطربقه فوق دمغهم اكتر
يسقفوا لهم ويهللوا
انت عارفه القصعه
والامش عرفاها
ليس من قله ولكن من ضعف

tarek momen said...

الموقف يشبهقطيع من الحمير يقف في الغابة يشاهد نمر و فهد يتصارعان ايهم يفوز به
كوجبة شهية والغريب ان بعض الحمير تشجع النمر و الأخري ينحاز للفهد
عفوا للتشبيه

محمد فاروق الشاذلى said...

كما أشرت فى المقال السياسة الأمريكية لا تتغير بتغير الرئيس ما يتغير فقط هو طريقة التنفيذ للوصول إلى أهداف أمريكا الكبرى ودائما ما يكون الخلاف بينهم على الطريق الذى سلك للتنفيذ.
متى نعتمد على أنفسنا فى تحسين حياتنا ونتوقف تماما عن الاعتماد على الآخرين

كريم عاطف said...

اختلف معك قليلا، فإن خلاصنا فعلا سيكون بيد أمريكية ولكن ليست تلك اليد التي ينتظرها الكثيرون، الحقيقة أنا اطمع في فوز ماكين لأسباب كثيرة منها أنه سيعمل على استمرار سياسات بوش الحمقاء التي تزيد الصحوة في العالم الإسلامي يوما بعد يوم وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا هي حليفة اسرائيل وكلاهما عدو، لأنه للأسف مازال هناك من لا يصدق هذا الكلام، ومن لا يدرك أن هناك مشروع أمريكي صهيوني في المنطقة العربية، صحيح أن سياسات الدول العظمى لا تتغير ولكني هنا اتكلم عن الأسلوب، فأسلوب الديمقراطيين الناعم الهادئ يجعل هناك كلاما مثل "على أمريكا أن تمارس ضغوطا على اسرائيل" وكل هذا الهراء، في النهاية نهضتنا ستكون بأيدينا نحن ولكن فوز ماكين هو مجرد سبب

اقصوصه said...

امريكا الخلاص

فعلا فالاونه الاخيره صارت فئه كبيره من الناس تؤمن بهالشي

طبعا الواحد ما يقدر يقول غير

العقل زينه

الحمدلله على نعمة العقل:)

Anonymous said...

لا بس ماكين فعلاً أخلاق فرسان , انا كنت عرفت موضوع ماكين والست ده من عند زينب بس معلقتش عشان اعصابي مكانتش مستحملة ساعتها .. باخد حاجات كتير على اعصابي أناعارف ..

هو مفيش تعليق يتقال غير زي ما قال برناردشو
" a 100 % american is a 99 % idiot "

شمس النهار said...

انت فين من اسبوعين لعل المانع خير
وترجعي المدونه بالسلامه

دعاء said...

شموسه

عارفها يا شموسه

مش كمان عن ضعف .. اعتقد أنها عن فرقه

وده ألي احنا فيه دلوقت..
على رأيك بيتعازموا علينا..

مش المشكلة فيهم المشكلة فينا

دعاء said...

أ.طارق

عفوًا على التشبيه ليه.. ده تشبيه مبدع..اهو احنا بالفعل كده يعني جبت الفايدة باختصار

دعاء said...

قلب مصري.

وده رغم كل شيء سبب نجاحهم إن سياستهم لا تتغير بالأفراد..

وعلشان كده احنا مش قادرين نفهم ده..

دولنا بمجرد ان يتولها رئيس تصبح منسوبة له يفعل بها ما يشاء..

لا يوجد شيء اسمه سياسات عامة

بل هي إرادة الرئيس دائمًا وأبدًا..

علشان كده في البعض معتقد أن اختيار رئيس معين هناك ممكن يكون في صالحنا..

وده بيأكد اننا نايمين في العسل

دعاء said...

كريم عاطف

لا اعتقد أننا نختلف.. كنت أقول لو في خيار حقيق بين اوباما وماكين

اختار ماكين ليس لانه الأفضل بل بجوار ما قلته لان الجميع على الاقل في العالم اعربي يتوقعوا الأسوء من ماكين

فعلى الاقل هيبقوا شايفين انه عدو..

لكن اوباما المصيبة ان البعض يعتقد انه صديق؟؟؟!!!!!

ولذلك ستكون صدمتهم عميقة عند أول موقف متشدد اتجاه العرب وهما عاملين يهللولوا..

دعاء said...

أقصوصه..

الحمد لله بالفعل على نعمة العقل..

وربما يهديهم ويكملهم بعقولهم من يتخيلون ذلك..

دعاء said...

محمد

منور المدونة اول مرة تيجي..

بص انا مكنتش سمعت مقولة برنارد شو قبل كده

انا طول عمري بحب اراء الراجل ده سخريته لا تقاوم..

ولكن المرة دي أبدع

بصراحة الاخبار دي حرقة دم بس يبدو أننا أدمنا حرقة الدم

دعاء said...

شموسه

والله كانت عندي ظروف فعلاً وكان في حالة وفاة في العائلة
شكرًا على سؤالك

3ali said...

متفق معك الى حد كبير
لكن أيضا لا يجب التسرع فى الحكم على أوباما
لا أعتقد أنه مهما بلغ من سوء سيكون بغباء و طفولية بوش

لكن أتفق معك بشدة أنه سواء كان "كويس ولا مش كويس فده على نفسه ! "
الحل فى ايدينا نحن , ليس فى كون الرئيس الأمريكى متسامح أو غير متسامح و أصلى أفريقى ولا منوفى

تحياتى

م/ الحسيني لزومي said...

شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية وادعو غيرك
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي

دعاء said...

علي..

الفكرة إنني رافضة فكرة الحكم عليه من منطلق أن ذلك سيفيدنا..

إن كنا نملك الوقت والبال الرائق فالنحكم عليه من وجهة واحدة ماذا سيفيد بلاده، حتى لو كان ذلك على حسابنا..

ولكن املنا في ان يحقق لنا رئيس دولة أخرى الرخاء..

هو ما انتقده تمامًا

شكرًا على مرورك

دعاء said...

م. الحسيني لزومي

شكرًا على التذكرة، اعتقد إنني سأحصل على بطاقة إنتخابية هذا العام..

على أساس إنني لو قاطعت الانتخابات بعد ذلك أقاطعها و انا املك أن أضع صوتي ليكون للمقاطعة معنى.