Thursday, June 4, 2009

أوباما.. كلام حلو قوي في التاريخ، ولكن في الواقع لم يبقى سوى المر المعتاد


الصراحة بعد فترة الانقطاع الطويلة هذه كنت انوي العودة بموضوع مطول، و أبدئه بشكر كبير للعزيزة شمس النهار، على سؤالها الدائم عليّ في مرضي، و لكن الأحداث تستفزني لنشر هذه ألتدوينه أولاً، فقط لم استطع منع نفسي من شكر شمس ثم الانطلاق في ألتدوينه، وسأقوم بتوضيح أمور كثيرة بإذن الله في تدوينات تالية..
--------------------------
أولاً طبعًا واضع الخطاب ذكي بالفعل، يلعب على المشاعر الإسلامية في بداية الخطاب..

السلام عليكم في البداية، وكام آية قرانيه، و حديث شكله حلو عن الحضارة الإسلامية و تاريخها ودور المسلمين في العلوم والتقدم.. الخ

كلام حلو، ويعمل على تعبئة النفوس لتقبله و تصقف له.. كل ده جميل وحلو وبيدلل على إن واضعين الخطب عندهم ممتازين اليومين دول..

لكن نيجي للكلام الجدي بقى، أولاً لنتفق إن في النهاية كله كلام، لم نرى أي شيء بعد لنحكم على درجة جدية هذا الحديث..

لذا فكلامي هنا و وجهة نظري في الكلام نفسه.. وليس على أي مواقف (لا اتوقعها أصلاً)

في كام نقطة صغيرة إيجابية في رأيي فقط، وهناك عشرات النقاط التي حرقت دمي بشدة وشعرت إنها السم بالعسل..
هبدأ طبعًا بما حرق دمي..

- تبرير الحرب على أفغانستان والقول بأنها حرب لم يكن هناك خيار بها، وهو شيء غير مقبول مطلقًا، (في حين يقوم بإعطائنا درس أخلاقي عن موقف المقاومين في فلسطين بأن القوه والعنف لم تعيد حق أبدًا)، فما هذا التناقض؟


- ثانيًا حواره عن القضية الفلسطينية كان أسوء ما قاله، أكاد أرى في خطابة، كل نقطة قام مستشاريه بالإشارة لها لتفادي إغضاب إسرائيل، نعم أنا أتفهم انه أمريكي سيتكلم من وجهة نظر أمريكية، ولكن المفترض انه يخاطب العالم الإسلامي و يبدأ بداية جديدة، وهذا ما لم أره مطلقًا في هذه النقطة، في البداية يؤكد أن العلاقة بين أمريكا و إسرائيل لا تنكسر، وهو قول متوقع ومفهوم، ولكن شعرت انه يقولها ليهدئ من خاطر إسرائيل يعني كأنة يقول ( إحنا الاثنين سوا سوا ومستحيل يفرقونا فما تخافوش أنا بضحك عليهم بكلمتين).
* التحدث عن معاناة اليهود وربطها تمامًا بإسرائيل بما فيه من تأكيد سافر على فكرة أن إسرائيل هي الممثل الوحيد لليهود، و كأن الاعتراض على إسرائيل هو إنكار لليهودية و اضطهاد لها.

* أفهم تمامًا إيمانه هو (كأمريكي) بحق إسرائيل في التواجد، ولكن ما علاقة هذا بالتبرير الضعيف المزري الذي ساقه، اليهود اضطهدوا وعانوا واحترقوا، جميل ولكن عذرًا وإحنا مالنا؟؟؟ هل نحن من عذبناهم أو اضطهدناهم أو أحرقناهم؟؟، العكس صحيح نحن الوحيدين الذين عاملناهم جيدًا، وكان جزائنا جزاء سنمار، لذا فما معنى ما قاله؟؟ لقد قام الغرب بكل ذلك في اليهود ثم يرسل لنا الفاتورة، ويأتي سيادته ليبرر هذا بذاك!!

* الحديث عن المحرقة، وتطاوله على كل من ينكرها، موقف به صلف متعمد وكأنه يأتي ليؤكد فكرة المحرقة و رقم الـ6 مليون المبالغ به على أرضنا.

* الحدث السخيف والمتناقض عن كون المقاومة المسلحة أو ال(عنف) كما ساق التعبير، لا توصل لحق، وهو كلام كان ليكون مفهوم لو لم يبرر موقفهم في أفغانستان ولو لم يستهل الخطاب بأن أمريكا دوله قامت عن طريق ثورة على إمبراطورية عظمى، ما هذا التناقض هل ثورة الأمريكان وحروبهم ضد انجلترا لنيل استقلالهم أكثر شرفًا أو أهمية، من حق الفلسطينيين في القتال من اجل أرضهم؟؟ ولماذا أعطى هذا الحق لنفسه وتكلم عنه بفخر وأنكره علينا ما هذا التناقض!!، وهو طبعًا تناقض ناتج عن الرغبة في عدم الضغط على ذيل الإسرائيليين.

* نقطة أخرى هو كونه تكلم وأفااااااااااااض في الحديث عن أهمية الدولتين (فلسطينيه وإسرائيلية)، وعن كون دولة فلسطينيه حق مشروع، ثم شعرت انه تنصل تمامًا من كل شيء، عندما قال أن السلام وهذه الحلول لا يمكن فرضها على الطرفين، والحقيقة أن الكل يعرف من هو الطرف الذي يتكلم عنه حقًا وهو إسرائيل، ببساطة سيادته بهذه الجملة لم يقل أي شيء لقد تنصل من كل كلمة قالها كأنه بهذا قال ( أنا بنصح وإسرائيل تعمل ألي يعجبها أنا مقدرش اضغط عليهم) أُمال حضرتك جاي تعمل إيه يعني؟؟! تقدر تضغط علينا أحنا بس؟؟

- ثالثًا الحديث عن إيران، عندما تكلم عن السلاح النووي كان كلام عام، المفترض أنه رئيس دولة عظمى ولكن نلمس بكل وضوح كونه خائف من مجرد التصريح بأسم إسرائيل عندما تحدث عن خلوة المنطقة من السلاح النووي وخلو العالم بأكمله، ألم يصرح بأسم إيران، لماذا لم يصرح بأسم إسرائيل؟؟؟

- الحديث عن الحريات الدينية كان الأسخف، بل شعرت بالفعل هنا بدس السم في العسل، وهو يتحدث عن مراونه لبنان والأقباط في مصر في سله واحده؟!،-بالمناسبة لست من القائلين بان الامور تمام والدنيا وردي أعرف أن هناك مشاكل ولكن أسلوب حديثه في هذه النقطة لم يروقني أبدًا- أولاً من أعطاه الحق هنا في الحديث عن الشئون الداخلية لدول؟؟ ثانيًا ما المقارنة هنا بين المراونه والاقباط؟؟

- رابعًا حقوق المرآة، مرة أخرى حديث ممجوج عن شئون داخلية وكأنه المقرر الرسمي لكوكب الأرض، وهو حديث لا علاقة له بكونه مصالحة مع العالم الإسلامي، بل منذ منتصف حدثيه في الفقرة الخاصة بالديمقراطية بدأت أشعر بشدة بأنه يحوي نزعة (أنا القائد الملهم لدولة العظمى وجاي أعلمكم أو أربيكم).

ليس معنى كل ما سبق أنه ليس هناك إيجابيات في الخطاب- علشان محدش يضربني ويقول عليا مفترية- هناك ولكني أراها بجانب فداحة السلبيات غير مطمئنه مطلقًا، ولكن على العموم إيجابيات الخطاب:

- الاعتراف الضمني بخطأ حرب العراق (وإن كان غاظني شخصيًا عدم التصريح بذلك)، أليس من حقنا اعتذار أم أن الاعتذارات لناس وناس فقط؟؟؟!

- الجملة التي قالها عن كون أحداث سبتمبر تسبب في ردود فعل خاطئة تخرج عن القيم وحديثه عن التعذيب بهذه الصراحة.

- لهجته في الحديث عن حماس لم تكن اللهجة النارية المعتادة (هذا لا ينكر انه تكلم عن تركها العنف ..الخ) ولكنه تكلم بلهجة مقبولة ومختلفة، وكذلك استخدامه مصطلح مقاومة على وجهة التحديد في هذه الفقرة وليس إرهاب لقد استخدم لفظ resistance وليس terrorism .

- حواره عن الديمقراطية بهذه الطريقة وليس الطريقة الصلفة المعتادة، ورفضه فكرة فرض الديمقراطية بالقوة وهو ما ينافي السياسة الأمريكية السابقة له.


- اعترافه بتدخل أمريكا في إيران لإسقاط حكومة ديمقراطية منتخبة و هو يعني تدبير الانقلاب ضد حكومة مصدق.

هذه هي النقاط التي أعجبتني عامة في الخطاب، ولكنها كلها تصب في نقطة الكلام السهل، اعترافات سابقة، صحيح أن الحكومات الأمريكية السابقة عليه لم تفعلها، ولكن بنظرة واقعية، الأخ قال كلمتين حلوين في الجزء السهل الذي يمكن تحمله.
يعترف بخطئه في العراق، يعترف بتدخل في إيران، يخفف اللهجة قليلاً عن حماس، أما في الأمور الحقيقة التي تعني الكلمة بها موقف، والتي يجب أن تكون المواقف بها واضحة أتى الكلام عائم ومستفز ومنحاز.

بكل بساطة لم اشترى هذا الخطاب و كل الهيصة المتابعة له قبل حدوثه، والكثيرين ظل يقولوا إنني متشائمة وإنني يجب أن انتظر حتى أراه، وها قد رأيته وأيضًا لم اشتريه.

وفي رأيي لن يحدث شيء مطلقًا لا بعد أسابيع ولا شهور يعزز أي ايجابية في هذا الخطاب لأنه لا توجد أي إيجابية قيلت يمكن أن تعزز بمواقف، كل الإيجابيات مجرد كلام عن أمور سابقة حدثت وانتهت، أي كل الإيجابيات كانت كلام حلو فقط، أما المر فهو كما هو لم يمس من قريب أو بعيد.


::تحديث ::

بالمناسبة لم أضف في الإيجابيات حديثه عن وقف الاستيطان و غلق جوانتانامو ولا الانسحاب من العراق، لأن هذا الكلام قديم قاله قبل الخطاب وتعليقي على الإيجابيات والسلبيات داخل الخطاب.. هذا لتوضيح فقط إنني لم أغفل هاتان النقطتان للرجل..