Sunday, November 30, 2008

أندلسيات

لدي ولع كامل بكل ما هو أندلسي ، لا أعلم متى بدأ ولا لماذا ولكني أتتبع كل ما له علاقة بالأندلس ، تاريخ الأندلس، أدبياته ، شعره وشعرائه، الموشحات الأندلسية، حتى المسلسلات التاريخية التي تتكلم عن الأندلس.


فإذا أضفنا إنني مولعة بالتاريخ والشعر -كمتذوقة وليس كاتبه له- إلى الولع الأندلسي ، لكان لتاريخ والشعر الأندلسي الصدارة لدي دائمًا..


ولذلك أحتفظ لدي بملف كامل يحوي العديد من القصائد والموشحات الأندلسية، كما احتفظ ببعض الموشحات المغناة وأجزاء أخرى من الشعر الأندلسي التي وردت في مسلسلات تاريخية تتكلم عن الأندلس كربيع قرطبة وصقر قريش وغيرها..


هذه الأيام تسيطر علي حالة من الاكتئاب الشديد لذا فكرت أن أعيد البحث عن هذا الملف لأقرأ هذه الأبيات وأستمع للموشحات ..


هل هو سحر التاريخ وعبقة، أم صدق المشاعر وجمالها أم هو انعكاس كل ذلك على مشاعري فقط، فكلما سمعت وقرأت هذه الأبيات يجول خيالي في عصور ازدهار و كبرياء، في عصور قوة على كل المستويات الأدبية والثقافية والسياسية والعسكرية والفنية ، إنها عصور تنافي تمامًا كل ما يسبب الاكتئاب في عصرنا هذا.


ولذلك قررت أن أشارك الجميع بعض هذه الأبيات التي احتفظ بها و التسجيلات أيضًا وأغلبها جمعتها من النت..


من الأبيات المفضلة لدي ،أبيات الفقيه الأندلسي "إبن عبد ربه"* صاحب كتاب العقد الفريد.


حلفت بمن رمى
فأصاب قلبي
و قـَلَبه على جمر السكوت
لقد أودى تـَذَكُرُه بقلبي
و لست أشك أن النفس تودي.
أعطيته ما سأل
حكمته لو عدل
وهبته روحي
فلا أدرى به ما فعل
قلبي به في شُغل
لا من لذاك شُغلا.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


يليها قطعه رقيقه "لأبن خفاجة" يتكلم بها عن فكرة حب فتاة يافعة لمن يكبرها سنًا..



قالت أحبك .. قـُلتُ كاذبة
غُري بها من ليس يفتقد.
هذا كلام لست أقبله.
الشيخ ليس يحبه أحد.
سيان قولك ذا ..
وقولك إن الريح نعقدها فتنعقد.
أو أن تقولي أن النار باردة..
أو أن تقولي الماء يتقد.



لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.



أما هذه فليست من الأندلسيات للأمانة إنها للشاعر "جرير" أي إنها من البغداديات لو أردنا الدقة ، ولكن سر إضافتي لها إنها وردت في ربيع قرطبة ملحنه، فاكتسبت لدي نفس التأثير.


لقد كتمت الهوى حتى تهيبني
لا استطيع لهذا الحب كتمان
لا بارك الله في الدنيا
إذا انقطعت أسباب دنياك من أسباب دنياي.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


القطعة القادمة أعود بها للأندلس وهي "لأبن هانئ الأندلسي" و البيت الثاني بها و وصفه تعجبه من قدرته على سحب يده من يدها بعد السلام قمة الرقة، حتى الحب في هذا العصر كان راقي.


عجبت و قد ودعتها كيف لم أمت
و كيف انثنت بعد الوداع يدي معي
فيا مقلتي العبرة عليها اسكبي دمًا
و يا كبدي الحرا عليها تقطعي.


للأمانة لدي الملف الصوتي لها ولكنه تسجيل سيء للغاية لذا لن أضعه كي لا يفسد جودة الكلمات.


هذه تبث بها "ولادة بنت المستكفي" فراق أبن زيدون الذي اختارته هي بإرادتها في البداية ثم فرض عليهما فرضًا بعد أن ترك أبن زيدون قرطبة هاربًا، الأبيات جميلة بالفعل فغالبًا تحمل أبيات ولادة حالة كِبر مستعصية تمنعني من التمتع بشعرها ولكن هذه الأبيات تختلف ولذا أحبها.


أَلا هَل لنا من بعد هذا التفرّق سبيلٌ .. فيشكو كلّ صبّ بما لقي.
وَقد كنت أوقات التزاورِ في الشتا .. أبيتُ على جمرٍ من الشوق محرقِ.
فَكيفَ وقد أمسيت في حال قطعة .. لَقد عجّل المقدور ما كنت أتّقي.
تمرُّ الليالي لا أرى البين ينقضي .. وَلا الصبر من رقّ التشوّق معتقي.
سَقى اللَه أرضاً قد غدت لك منزلا ً.. بكلّ سكوب هاطل الوبل مغدقِ.


ولا أستطيع ألا أرفق أبيات "أبن زيدون" في نونيته الشهيرة التي يتكلم بها عن ذات القطيعة وفي رأيي إنها أجمل من أبيات ولادة..


أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا ... وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا.
ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا ... حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا.
مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، ... حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا.
أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا ... أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا.
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا ... بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا.
فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ ... وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا.
وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، ... فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا.


سأعود لـ"ولادة" مرة ثانيه بقصيدة هي الأجمل لها في رأيي..


ودّع الصبرَ محبّ ودّعك ... ذائع مِن سرّه ما اِستودَعك
يقرع السنّ على أَن لم يكن ... زادَ في تلك الخطى إذ شيّعك
يا أَخا البدرِ سناء وسنى ... حفظ اللَه زماناً أطلَعك
إن يطُل بعدك ليلي فلكم ... بتّ أشكو قصرَ الليل مَعك.


هناك أبيات "عبد الرحمن الداخل" التي كتبها ليبث حبه للشام حيث عاش طفولته وشبابه قبل أن تنتهي الدولة الأموية ليبدأ العصر العباسي و ينتقل عبد الرحمن للأندلس ولكنه يكتب هذه الأبيات ليبكي على أطلال رصافة دمشق وقد أستخدمها المخرج حاتم علي بروعة في مقدمة مسلسل "صقر قريش".


أيها الراكب الميمم أرضى .. أقرئ من بعضي السلام لبعضي.
إن جسمي كما علمت بأرض .. و فؤادي و مالكية بأرضِ.
قدر البين بيننا فافترقنا .. وطوى البين عن جفوني غمضي.
قد قضى الدهر بالفراق علينا ..فعسى باجتماعنا سوف يقضي.


قبل النهاية سأورد أبيات وردت بـ"ربيع قرطبة" و حتى الآن لا أعلم مصدرها وهل هي حقًا كلمات من "إبن أبي عامر" لـ"صبح البشكنشية" أم لا ولكني أهيم بها حبًا..


أيا لكِ نظرة أودت بقلبي
و غادر سهمها قلبي جريحا
فليت أميرتي جادت بأخرى
فكانت بعض ما ينكأ الجروح
فإما أن يكون بها شفائي
و إما أن أموت فأستريح.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


أخر ما سأورده أبيات أخرى لا أعرف كاتبها وهي مقدمة مسلسل "ربيع قرطبة" هذه المرة ولكنها مبدعة بحق و قمة الرقة والجمال.


من ألف الحب بكى .. من شفه الشوق شكى.
من غاب عنه إلفه .. أو صد عنه، هلك.
يا مالكا عذبني، بجوره .. إن ملك.
رفقا بمملوكك .. لا يحل الظلم لك.


لتستمع لها ملحنة أضغط هنا.


صراحة كم أتمنى أحيانًا أن املك آلة زمن لأغادر هذا الواقع وأسافر لعصور أخرى بتأكيد سيكون على رأسها عصور ازدهار الأندلس.
-----------------------
* ألف شكر لعمرو على تصحيح الأسم

18 comments:

عمرو said...

أنا كمان من عشاق الأندلسيات و أحييكى على ما أمتعتينا به
بس لى تصحيح صغير لو سمحتى لى أن مؤلف العقد الفريد اٍبن عبد ربه و ليس اٍبن عبد البر كما ذكرتى
شكرا ليكى مرع تانيه و عندى مكتبة رائعة للموشحات الأندلسية لو رغبتى فى الاٍطلاع عليها

Ophelia said...

تدوينة جميلة جدا يا دعاء ..

الأشعار حلوة أوى .. أنا من زمان كنت من هواة الشعر العمودى ..

شخص مثل ابن هانىء الأندلسى رغم فسقه و عبقرية النفاق التى تمتع بها .. لكن لما كتب شعر رومانسي أبدع أيما إبداع ...

الأندلس كانت عصر ذهبى فعلا .. حلم جميل لن يتكرر للأسف ...

أوفيليا

Anonymous said...

شكرا على هذه اللحظات الأندلسية الجميلة

altwati said...

جميل أن نرى عشاقا للشعر في هذا الزمن
هذا يستدعي الانفصال عن الواقع بكل رداءته
والهروب إلى جماليات أخرى
تحيي القلب
مدونة عامرة بالحب
تحياتي

Anonymous said...

كل سنة وإنتي طيبة
سامحيني
هقرالك بوستاتك كلها بعد انقطاعي
بس بعد ما أعيد على الناس

أنا ما صدقت النت شد حيله شوية
: ))))

حـنــّا السكران said...

الله عليك يا دعاء ..أنا كتير بحب الأندلسيات ..شكرا كتير على هالتدوينة الجميلة .

شمس النهار said...

ازيك
دخلت اسلم عليكي واسيب رساله انت فين
لاقيت حاجات لطيفه جدا
بحب قوي لما ادخل مدونه والاقي حاجه زي كده عمري ماكنت افكر ابحث في الموضوع ده
بس انبسطت جدا لما قريته
انت فين بقه يااستاذه

دعاء said...

عمرو

رائع أن في حد بيحب الاندلسيات بالفعل بتأكيد اتمنى أن أطلع على ما لديك يا ريت

و ألف شكر للتصحيح حقيق مش عارفة ازاي اتكتبت إبن عبد البر على ما يبدو حصل تداخل للأسماء في مخي

دعاء said...

أوفيليا العزيزة

بالفعل فارق ضخم بين جودة وجمال الأبداع و الشخص نفسه

ولكن ده لا ينفي إن ليه أشعار من اجمل ما يكون

على العموم يقال إن أجمل الشعر أكذبه ربما علشان كده بن هانيء أبدع

دعاء said...

روز

العفو يا عزيزتي وسعيد أنها أعجبتك

دعاء said...

altwati

وهذا أجمل ما في الشعر أنه بينقلنا لعالم أخر رحب و رائع

و سعيده لرأيك بالمدونه

دعاء said...

بانورا

كل سنه وانتي طيبه متأخره صحيح بس معلش

ومنتظرة رأيك في البوستات

دعاء said...

حنا

أ. جو بجد وجودك في مدونتي أسعدني بشدة

و رائع أن التدوينه أعجبتك

انا مغرمه بالاندلسيات و الاندلس عامة بكل روائعها ،موسيقى وفن و أدب ومعمار وتاريخ أبداع جبار حقيقي

شكرًا لرأيك ومرورك

دعاء said...

شموسه

حمد لله على سلامتك حج مبرور يا جميل

أنا كنت مختفيه علشان كنت مسافرة و أخذت كام يوم علشان أرجع أستقر تاني وأرجع لعادتي والتدوين

و جميل إن التدوينه بسطتك

انا مبسوطه إني كسبت جمهور جديد للاندلسيات :D

Anonymous said...

قد لا تعرفيني أو من الممكن ألا تتذكريني
عموما أنا أيضا من عشاق التاريخ الأندلسي ولي فيه باع طويل من القراءه والدقيقة والتمعن فيه وقد هالني أمر أحتفظ به لنفسي فهو مشروع عمري الذي أحتفظ به لعله يكون العلم الذي قد ينتفع به السلف من بعدي.
عموما وحتى لا أطيل عليكم فللشعر الأندلسي مذاق خاص ينبع من خصوصية المكان فهو مكان منعزل عن العالم العربي تطلع بشغف كبير إلى جذوره الأولى ونسج عليها أسطورة جميلة ظهر أوجها في عصر المورسكيين وما قد يعرفه البعض وقد لا يعرفه البعض الأخر إن جذور هذه الإسطورة قد إنتقلت مع من إنتقل من المورسكيين إلى الأرض الجديده في أمريكا اللاتينية وللحديث بقية.
عبد العزيز

Anonymous said...

:)
أرى أن أجمل قصائد البكاء على الأطلال هي قصيدة بن زيدون على فقد الولادة بنت المستكفي

ان الزمان الذي ما زال يُضحكنا
أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا

غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا
بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا

فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا
وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا

لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم
رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا

ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد
بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا

كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه
وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا

بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا
شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا

نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا
يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا

حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ
سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا

ليطب عهدكم عهد السرور فما
كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا
أن طالما غيَّر النأي المحبينا

والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً
منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا


ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا
من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا

وأروع قصائد الحزن على الأمجاد الغابرة هي قصيدة أبو البقاء الرندي (في رثاء طليطلة )


لـكل شـيء إذا مـا تم نـقصان.... فـلا يـغر بـطيب العيش إنسان
هـي الأمـور كما شاهدتها دول... مـن سره زمـن سـاءته أزمـان
وهـذه الـدار لاتـبقى على أحد .... ولا يـدوم عـلى حـال لها شان
أين الملوك ذوي التيجان من يمن.... وأيـن مـنهم أكـاليل وتـيجان
وأيــن مـاشاده شـداد في إرم ....وأين ماساسه في الفرس ساسان
أتـى عـلى الـكل أمـر لا مرد.... حـتى قضوا فكان القوم ماكانوا
ولـلـحوادث سـلوان يـسهلها .....ولـما حـل بـالأسلام سـلوان
دهـى الـجزيرة أمر لا عزاء له ......هـوى لـه أحـد وأنـهد ثهلان
تبكي الحنيفية البيضاء من أسف.... كـما بـكى لـفراق الإلف هيمان
عـلى ديـار مـن الأسلام خالية .....قـد أقـفرت ولها بالكفر عمران
حـيث المساجد قد صارت كنائس .....مـافيهن إلا نـواقيس وطـبان
حتى المحاريب تبكي وهي جامدة..... حـتى المنابر تبكي وهي عيدان
يـاغافلاً وله في الدهر موعظة .....إن كـنت في سنةٍ فالدهر يقظان
ومـاشياً مـرحاً يـلهيه موطنه..... أبـعد حـمص تغر المرء أوطان
تـلك الـمصيبة أنست ما تقدمها .....ومـالها مـن طوال الدهر نسيان
يـاراكبين عـتاق الخيل ضامرة .....كـأنها فـي مجال السبق عقبان
وحـاملين سـيوف الهند مرهفة..... كـأنها فـي ظـلام النقع نيران
وراتـعين وراء الـبحر في دعة.... لـهم بـأوطانهم عـز وسلطان
أعـندكم نـباء مـن أهل أندلس..... فـقد سـرى بحديث القوم ركبان
كم يستغيث بنا المستضعفون .....وهم قـتلى وأسـرى فما يهتز أنسان
لـماذا التقاطع في الإسلام بينكم..... وأنـتـم يـاعـباد الله أخـوان
يـامن لـذلة قـوم بـعد عزتهم .....أحـال حـالهم جـور وطـغيان
بـالأمس كانوا ملوكاً في منازلهم..... والـيوم هم في بلاد الكفر عبدان
فـلو تـراهم حيارى لادليل ......لهم عـليهم فـي ثـياب الذل ألوان
يـارب أم وطـفل حـيل بينهما .....كـمـا تـفـرق أروح وأبـدان
وطـفلة مـثل حسن الشمس..... إذ طـلعت كأنما هي ياقوت ومرجان
يـقودها الـعلج لـلمكروه مٌكرة..... والـعين بـاكية والـقلب حيران
لـمثل هـذا يبكي القلب من كمد ....إن كـان في القلب إسلام وإيمان

Anonymous said...

السلام على من شاقه حب الاندلس :)

اسقطني البحث عن ابيات اندلسية ابحث عنها هنا وسعدت سعادة عميقة لوجود روابط صوتية انما كلها معطوبة ولا تنقل إلى شي


سأكون ممنونة لو تكرمتم برفعها من جديد

حتى حين هذا الرابط في مفضلتي


..

Unknown said...

سلام الله عليكم جميعا.. كنت أعتقد أني وحدي من يعيش حالة العشق لكل ما هو أندلسي فإذا بي أعثر على قوم يشاطرونني نفس الكثير حيث أنتهيت لتو من مشاهدة الحلقة الأخيرة من ربيع قرطبة الذي أحتفظ بحلقاته و غيره على حاسوبي و سرحت أتلذذ أبيات النهاية"من ألف الحب بكى" فتسألت عن صاحبها فقادني البحث إلى هنا. جميل هو ذلك الطهر في تلك الأبيات و كل ما هو أندلسي جميل حسبما استنتجت، فقد تعلقت منذ صغري الشعر كله بالرغم من أني لا أنظمه. و تعلقت بموازاة ذلك بالتاريخ فكنت كلما سمعت شعرا بحثت عن صاحبه و أخبار زمانه فمن العصر الجاهلي إلى صدر الإسلام فالامويين ثم العباسيين و على ذكر العباسيين فقصيدة "أيا لك نظرة" هي للعباس ابن الاحنفمن شعراء الدولة العباسية و من أغزل العرب شعرا.. لكن الأندلس عالم اخر متميز في كل شيء: في السلم و الحرب و الحب.. موسى بن نصير، طارق بن زياد، عبد الرحمن الغافقي، صقر قريش، ابن ابي عامر، المعتمد كل واحد من هؤلاء لوحده حكاية. نساء الأندلس أيضا: صبح، ولادة، إعتماد.. شعراؤه و فنانونه حتى خونته و فساقه كانوا متميزين عن غيرهم.. و كما قال أحدكم كم أتمنى لو أستطيع أن ارجع في الزمن فأعيش هناك.. لكني عازم على زيارة الاندلس و الوقوف على تلك الاطلال.. ما استطيعه الآن هو الذهاب إلى أغمات لأرى أين نفي و دفن المعتمد بن عباد..صديقكم محفوظ من الصحراء الغربية